Menu

يحيى..

يحيى عبيّات

بيت لحم _ ضحى سعيد

يحرص يحيى عبيّات (18 عاماً) رغم إصابته بمتلازمة داون، على التواجد في خيمة التضامن مع الأسرى وسط ساحة المهد في بيت لحم، منذ اليوم الأول لبدء إضراب الأسرى في السابع عشر من شهر نيسان الماضي.

يجيب بكل جرأة على أسئلة الصحفيين، رغم صعوبة النطق لديه، وكثيراً ما تخونه الكلمات ويتلعثم بحروفها أحياناً كثيرة، لكنه يعرف سبب وجوده في الخيمة، وهو شقيقه الأسير علي المحكوم 3 مؤبدات وعشرين عاماً.

يحيى يختتم كل جملة يتحدث بها بـ"إن شاء الله" آملاً أن يتحرر شقيقه علي من الأسر، هو يتحدث ووالدته التي يرافقها إلى الخيمة تنظر له وهو يبتسم ويدعو الله بأن يتحرر شقيقه، وكأنه الأمل.

تحاول والدته شرح ما يقول: أخوي علي في السجن إن شاء الله "يطلعوا" كل الأسرى.

التعب بدا واضحاً جلياً على محياها بعد 37 يوماً من الخوف والقلق على حياة ابنها وحياة كافة الأسرى، لكن والدة الأسير عبيّات التي لم تغب يوماً عن الخيمة تقول "رسالتنا واضحة على العالم أن ينظر إلى أبنائنا ويضغط من أجل تلبية مطالبهم المشروعة".

وأضافت: نحن أهالي الأسرى نشعر اليوم وكل يوم أن حياة أبنائنا بخطر حقيقي، فالإضراب لم يكن سهلاً عليهم، هم يطالبون بحقوقهم ولا طريقة أمامهم سوى أن ينتزعوها بكرامة.

وتابعت: أكثر ما يقلقنا أننا لا نستطيع التواصل معهم، لا نعرف شيئاً عنهم حتى اللحظة.

هيام العزة، والدة الأسير أحمد صلاح العزة من مخيم الدهيشة المحكوم 21 مؤبداً (هي في الحقيقة خالته لكنها تعتبر نفسها والدته وهي الوصية الأصعب التي حملتها إياها شقيقتها قبل وفاتها أن تعتبر أحمد ابنها)، طالبت بضرورة أن يلتف كل الفلسطينيين في الوطن والشتات حول قضية الأسرى لتأمين حقوقهم واحتياجاتهم، فكرامتهم من كرامة الوطن وحريتهم تعني حريتنا جميعاً.

العزة أملت أن يثمر لقاء الرئيس محمود عباس بنظيره الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تحقيق مطالب الأسرى، "فنحن نريدهم أحياء ليتوقف ألم الأمهات وقهرهن" كما قالت.

نداء جواريش زوجة الأسير جواد جواريش المحكوم مؤبد و30 عاماً، قالت إن الأسرى عندما قرروا خوض معركة الكرامة ليس للحديث عن مطالب وأمنيات، بل حقوق أساسية وعادلة تتوافر في كل سجون العالم، ويجب أن تتوفر لأسرانا في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنها ومنذ 6 أشهر لم تتمكن من زيارة زوجها، بسبب سحب تصريحها، ثم إصدار تصريح لها لمرة واحدة، لكن إدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية" منعتها من رؤيته كونه معاقباً!!!.

وتابعت:37 يوماً، أيام صعبة جداً على الأسرى وعلينا أن نخشى عليهم من الأمراض في المستقبل، ونريد من الجميع أن يقف الى جانبهم.

وقالت: "ابنتي 14 عامًا لم تلمس والدها مرة واحدة، تشتاق له دائماً لديها الكثير لتقوله".

والد الأسيرين محمد ومهند، خضر أبو عاهور، تمنى أن يسمع العالم صوت أسرانا وأن تقف الشعوب الحرة الى جانبهم، فطالبو الحرية يعرفون الطريق لها، قال.

وللأطفال في الخيمة قصة أخرى.. أسامة بدوي (13 عاماً) من دورا الخليل وسكان بيت لحم، قال بلغة الكبار: أنا هنا متضامن مع الأسرى وأمهاتهم نعطيهم الأمل وأصعب ما في الخيمة عندما تبكي الأمهات.

أم محمد زواهرة من قرية المعصرة والمحكوم ابنها مدى الحياة، قالت: قررت منذ اليوم الأول أن أخوض الإضراب مع ابني لكنهم قالوا لي لا تموتي حتى تحتضنيه... وما زلت انتظر في الخيمة.

غادرنا الخيمة تاركين أمهات وأبناء وآباء يتضرعون إلى الله، أن يفك قيد الأسرى، فهم لا يملكون غير الدعاء، خاصة في ظل صمت العالم وتخاذله.

المصدر: وفا