Menu

الازمة الخليجية..الرجعية العربية : شرعية المركز والدور القادم

الازمة الخليجية..الرجعية العربية : شرعية المركز والدور القادم

بقلم / نضال عبد العال

لاشك أن الأزمة الخليجية الحالية ، بطبيعة وحجم الإجراءات العقابية المتخذة بحق قطر، وبالسرعة الزمنية التي إتخذت فيه هذه الإجراءات، هو أمرا مفاجئا.  بل ولعل المفاجئ والمربك حقا، هو الدعوى التي يقال أنها سببا للأزمة، فكل الدول التي ترفع العصى في وجه قطر، هي داعمة للارهاب، فكرا وتمويلا وتسليحا وغطاء سياسيا، بإستثناء مصر التي تعاني منه. والتي تقوم اليوم بدور مبايعة الأخ الأكبر للأخ الأقدر.

إذا، كيف يمكن تفسير ما يجري؟!

لقد شهدت العلاقات القطرية السعودية أزمات سابقة، سببه التباين بين السياستين القطرية والسعودية حول ملفات عديدة في المنطقة، من العلاقات مع إيران، إلى العديد من علاقات قطر المتناقضة مع دولا وحركات سياسية وعسكرية في المنطقة عربيا وإقليميا، وربما لا نحتاج لذكر وتعداد العلاقات المتناقضة واطرافها، لأنها كثيرة وواضحة وتقوم بها فوق الطاولة لا تحتها. يمكن تكثيف كل ذلك بمحاولة قطر لعب دور محوري في المنطقة متجاوزة حجمها ومستندة إلى قدرتها التمويلية.

إذا كانت كل الدول المهددة والمتوعدة لقطر بسبب دورها في الارهاب! ضالعة فيه من أخمس القدمين حتى أعلى الرأس. وبذلك تسقط هذه الدعوى بتورط المدعي بالجرم أصلا. يبقى السبب الأقرب للوجاهة والمنطق، هو الدور القطري الطموح الذي أقام شبكة من العلاقات المتناقضة مع الدول والقوى الفاعلة في أزمات المنطقة . لكن هذا الدور ليس حديث العهد، يمتد لعشرات السنين، فما الذي إستدعى هذه الطفرة في توتير الأزمة؟.

نعم إن القمة التي عقدت في السعودية مع الرئيس الامريكي ترامب هي الحدث المستجد، والمرشح أن يكون سببا مباشرا للتصعيد.

طالما كانت المملكة العربية السعودية مركزا لما نسميه الرجعية العربية، وذلك للدور الذي تؤديه كتابعة للمركز الإمبريالي في العالم، وهذا الدور الذي يتجلى بوضوح عبر تسخير قدراتها الإقتصادية وثروتها وفائض هذه الثروات لتقوية قدرات المركز الإمبريالي وتمويل حروبه في كل أصقاع العالم، وعلى حساب تقدم ورفاه الشعوب العربية وحقوقها وصراعها مع العدو الرئيسي، الكيان الصهيوني. تعتبر المملكة مركزا لمنبع الفكر الظلامي الرجعي المتطرف، ومُصدرا لهذا الفكر بكل الوسائل الإعلامية والالكترونية والدعاة المتجولين في كل اصقاع العالم، وممولا رئيسيا للمراكز والمساجد والبعثات الدعوية كما داعما الجماعات الإرهابية المسلحة. وعلى مدى عقود تقريبا من العمل، حقق هذا الفكر السيادة المطلقة على مستوى المنطقة والعالم، وتحول إلى بيئة خصبة لتوليد التخلف والتطرف على حد سواء. الأفعى باتت متعددة الرؤوس، مما يعقد كثيرا مواجهتها والعمل على النيل منها الآن.

لقد جددت زيارة الرئيس الامريكي ترامب شرعية المركز الرجعي، وقبض الثمن سلفا عدا ونقدا، لقد أعطى الضوء الأخضر للمركز الرجعي العربي، وربما الإقليمي لاحقا للقيام بما يجب. إن المهمة الملقاة على عاتق الرجعية السعودية الآن، هي توحيد صفوف الرجعية العربية ومركزها السعودية، وهذه مقدمة ضرورية للعب دور إقليمي لاحقا في مواجهة إيران، المطلوب الآن إلغاء كل الأدور الفرعية، ممنوع التباين والإزدواجية داخل المعسكر الرجعي. إن قطر هي الهدف الأول لكنه ليس الأخير، هو الأسهل والأوضح في قائمة الطموحين والبارعين في لعبة الغموض والإزدواجية في عدد من أزمات المنطقة.

إذا كانت قطر هي الهدف الأول للأسباب المذكورة أعلاه، فثمة هدف ثان .. ، قد تكون تركيا هي المحطة التالية في قائمة المستحقين للتأديب.، وهذا ما يفسره التململ التركي .

بين الهدف الأول الحالي (قطر) والهدف الثاني المحتمل (تركيا)، هناك تقاطعات واضحة هو العلاقة مع الأخوان المسلمين والعلاقة مع إيران، وما يترتب عن هذين الملفين من إزدواجية وغموض في التعامل مع القضية الفلسطينية. من المؤشرات الواضحة للازمة الحالية، إنتهاء صلاحية الرهان على المشروع الإخواني في المنطقة كبديل روج له ومول خلال السنوات السابقة، ليكون بديلا عن الأنظمة العربية يقوم بدور الأداة في يد الإمبريالية ويحافظ على مصالحها. أما إيران، فقد باتت قوة إقليمية صاعدة، ودورها ونفوذها لايمكن إحتواءه، فهي واضحة في تموضعها من مختلف ملفات المنطقة في الصراع العربي الصهيوني وتوازنات القوى في العالم.

إن الأزمة الخليجية الحالية تهدف إلى رص صفوف المعسكر الرجعي العربي والغاء كل الأدوار الفرعية، وعلى الجميع الإمتثال للمركز الرجعي، الذي لا يمكنه القيام بدور المركز والمقرر بغياب مصر، وسيبقى مشكوكا بشرعيته العربية، ويجب وضع في الاعتبار ما تمثله مصر من خزان بشري وقدرات عسكرية، الحاجة لها ماسة في حساب القدرات وموازين القوى في المنطقة.  المطلوب اليوم من كل الرجعيين الصغار أن يتخلوا عن طموحاتهم وتقديم الطاعة للمركز الرجعي ليدير الصراع القادم بطريقته ووفقا لرؤيته وأولوياته. فالمواجهة القادمة التي تتمحور حول مواجهة إيران تتطلب التخلص من كل الملفات العالقة والتي تسبب المشاكل والتباينات، وعلى رأسها في المقدمة منها الأسهل، العلاقة مع الإخوان المسلمين، ثم العلاقة مع إيران، وأخيرا الشائك حسم الملفات العالقة في القضية الفلسطينية من المنظور الإسرائيلي، مثل التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، والذي يسير بوتيرة سريعة، ثم موضوع اللآجئين و القدس ، وما تبقى من فكرة حل الدولتين.لاشك أن الأزمة الخليجية الحالية ، بطبيعة وحجم الإجراءات العقابية المتخذة بحق قطر، وبالسرعة الزمنية التي إتخذت فيه هذه الإجراءات، هو أمرا مفاجئا.  بل ولعل المفاجئ والمربك حقا، هو الدعوى التي يقال أنها سببا للأزمة، فكل الدول التي ترفع العصى في وجه قطر، هي داعمة للارهاب، فكرا وتمويلا وتسليحا وغطاء سياسيا، بإستثناء مصر التي تعاني منه. والتي تقوم اليوم بدور مبايعة الأخ الأكبر للأخ الأقدر.

إذا، كيف يمكن تفسير ما يجري؟!

لقد شهدت العلاقات القطرية السعودية أزمات سابقة، سببه التباين بين السياستين القطرية والسعودية حول ملفات عديدة في المنطقة، من العلاقات مع إيران، إلى العديد من علاقات قطر المتناقضة مع دولا وحركات سياسية وعسكرية في المنطقة عربيا وإقليميا، وربما لا نحتاج لذكر وتعداد العلاقات المتناقضة واطرافها، لأنها كثيرة وواضحة وتقوم بها فوق الطاولة لا تحتها. يمكن تكثيف كل ذلك بمحاولة قطر لعب دور محوري في المنطقة متجاوزة حجمها ومستندة إلى قدرتها التمويلية.

إذا كانت كل الدول المهددة والمتوعدة لقطر بسبب دورها في الارهاب! ضالعة فيه من أخمس القدمين حتى أعلى الرأس. وبذلك تسقط هذه الدعوى بتورط المدعي بالجرم أصلا. يبقى السبب الأقرب للوجاهة والمنطق، هو الدور القطري الطموح الذي أقام شبكة من العلاقات المتناقضة مع الدول والقوى الفاعلة في أزمات المنطقة . لكن هذا الدور ليس حديث العهد، يمتد لعشرات السنين، فما الذي إستدعى هذه الطفرة في توتير الأزمة؟.

نعم إن القمة التي عقدت في السعودية مع الرئيس الامريكي ترامب هي الحدث المستجد، والمرشح أن يكون سببا مباشرا للتصعيد.

طالما كانت المملكة العربية السعودية مركزا لما نسميه الرجعية العربية، وذلك للدور الذي تؤديه كتابعة للمركز الإمبريالي في العالم، وهذا الدور الذي يتجلى بوضوح عبر تسخير قدراتها الإقتصادية وثروتها وفائض هذه الثروات لتقوية قدرات المركز الإمبريالي وتمويل حروبه في كل أصقاع العالم، وعلى حساب تقدم ورفاه الشعوب العربية وحقوقها وصراعها مع العدو الرئيسي، الكيان الصهيوني. تعتبر المملكة مركزا لمنبع الفكر الظلامي الرجعي المتطرف، ومُصدرا لهذا الفكر بكل الوسائل الإعلامية والالكترونية والدعاة المتجولين في كل اصقاع العالم، وممولا رئيسيا للمراكز والمساجد والبعثات الدعوية كما داعما الجماعات الإرهابية المسلحة. وعلى مدى عقود تقريبا من العمل، حقق هذا الفكر السيادة المطلقة على مستوى المنطقة والعالم، وتحول إلى بيئة خصبة لتوليد التخلف والتطرف على حد سواء. الأفعى باتت متعددة الرؤوس، مما يعقد كثيرا مواجهتها والعمل على النيل منها الآن.

لقد جددت زيارة الرئيس الامريكي ترامب شرعية المركز الرجعي، وقبض الثمن سلفا عدا ونقدا، لقد أعطى الضوء الأخضر للمركز الرجعي العربي، وربما الإقليمي لاحقا للقيام بما يجب. إن المهمة الملقاة على عاتق الرجعية السعودية الآن، هي توحيد صفوف الرجعية العربية ومركزها السعودية، وهذه مقدمة ضرورية للعب دور إقليمي لاحقا في مواجهة إيران، المطلوب الآن إلغاء كل الأدور الفرعية، ممنوع التباين والإزدواجية داخل المعسكر الرجعي. إن قطر هي الهدف الأول لكنه ليس الأخير، هو الأسهل والأوضح في قائمة الطموحين والبارعين في لعبة الغموض والإزدواجية في عدد من أزمات المنطقة.

إذا كانت قطر هي الهدف الأول للأسباب المذكورة أعلاه، فثمة هدف ثان .. ، قد تكون تركيا هي المحطة التالية في قائمة المستحقين للتأديب.، وهذا ما يفسره التململ التركي .

بين الهدف الأول الحالي (قطر) والهدف الثاني المحتمل (تركيا)، هناك تقاطعات واضحة هو العلاقة مع الأخوان المسلمين والعلاقة مع إيران، وما يترتب عن هذين الملفين من إزدواجية وغموض في التعامل مع القضية الفلسطينية. من المؤشرات الواضحة للازمة الحالية، إنتهاء صلاحية الرهان على المشروع الإخواني في المنطقة كبديل روج له ومول خلال السنوات السابقة، ليكون بديلا عن الأنظمة العربية يقوم بدور الأداة في يد الإمبريالية ويحافظ على مصالحها. أما إيران، فقد باتت قوة إقليمية صاعدة، ودورها ونفوذها لايمكن إحتواءه، فهي واضحة في تموضعها من مختلف ملفات المنطقة في الصراع العربي الصهيوني وتوازنات القوى في العالم.

إن الأزمة الخليجية الحالية تهدف إلى رص صفوف المعسكر الرجعي العربي والغاء كل الأدوار الفرعية، وعلى الجميع الإمتثال للمركز الرجعي، الذي لا يمكنه القيام بدور المركز والمقرر بغياب مصر، وسيبقى مشكوكا بشرعيته العربية، ويجب وضع في الاعتبار ما تمثله مصر من خزان بشري وقدرات عسكرية، الحاجة لها ماسة في حساب القدرات وموازين القوى في المنطقة.  المطلوب اليوم من كل الرجعيين الصغار أن يتخلوا عن طموحاتهم وتقديم الطاعة للمركز الرجعي ليدير الصراع القادم بطريقته ووفقا لرؤيته وأولوياته. فالمواجهة القادمة التي تتمحور حول مواجهة إيران تتطلب التخلص من كل الملفات العالقة والتي تسبب المشاكل والتباينات، وعلى رأسها في المقدمة منها الأسهل، العلاقة مع الإخوان المسلمين، ثم العلاقة مع إيران، وأخيرا الشائك حسم الملفات العالقة في القضية الفلسطينية من المنظور الإسرائيلي، مثل التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، والذي يسير بوتيرة سريعة، ثم موضوع اللآجئين والقدس ، وما تبقى من فكرة حل الدولتين.