Menu

"مخابرات الضفة هندست العقوبات ضدّ القطاع"...

الرئيس عبّاس: سأفرض على حماس بغزّة عقوبات مالية فورية

السيسي وعباس

غزة_ ترجمة بوابة الهدف

هدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قيادات حركة حماس في قطاع غزة باتّخاذ مزيدٍ من العقوبات، في حال أصرت على موقفها، الرافض لتسليم القطاع لحكومة الوفاق، وأجهضت مشروع التوافق الذي اقترحه الجانب المصري.

وأضاف في تصريحات أدلى بها لصحيفة "الشرق الأوسط" في ختام زيارته إلى تونس، بأنّه سيفرض عقوبات مالية فورية على حماس في غزة، إذا قرّرت المُضيّ في موقفها الحالي المُعارِض، مُشيراً إلى أنّه سيبحث مع الرئيس السيسي، خلال زيارته للقاهرة، المفاوضات التي قامت بها مصر مع ممثلي حماس، مُضيفاً أنّه سيسعى إلى معرفة نتائج الوساطة المصرية.

بالتزامن، نشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية تقريرًا، حول ما يتّخذه الرئيس عباس من إجراءات ضدّ قطاع غزة، تستهدف تقويض حركة حماس، في محاولة لإجبارها على تسليم أمور الحكم في القطاع.

وجاء في التقرير الذي أعدّه مُعلق الشؤون العربية في راديو الجيش الصهيوني، جاكي هوجي، ونشرته صحيفة "معاريف" الصهيونية، أنّ "الشخص الذي يشعر بالجزع من كل زيارة يقوم بها وفد حماس إلى القاهرة، هو أبو مازن. حيث يجلس الرجل العجوز في مكتبه برام الله، وينظر برعب إلى الرئيس المصري وهو يغرق خطته لإذلال حماس في بحر غزة. وإذا نجحت الخطة، سيتم إعادة تأهيل حماس اقتصاديًا، وسوف تكون مرة أخرى حليفًا لمصر، وسوف لن تكون  تحت رحمة السلطة".

وتطرق التقرير إلى الاتصالات الجارية بين غزة ومصر، والتي قال إنها "تتطلب المزيد، لكن نقاطها الأساسية وُضِعت على الطاولة. مُتسائلًا عن رد فعل الكيان الصهيوني على هذه التطورات، فهذا الأخير يتعامل مع الأمور بالأبيض والأسود، فيما الأمور الآن رمادية تحوطها الظلال؛ فمن ناحية، توقفت مصر عن كونها شريكا مخلصًا لإسرائيل في إغلاق قطاع غزة، كما فعلت قبل عقد من الزمان، ومن ناحية أخرى، تقترب من حماس وتفرض رعايتها ونفوذها بطريقة قد تكون مفيدة للكيان مُستقبلًا، وبهذا يُقلل المصريون من رغبة حماس في جعل الأمور تتدهور، كما يقللون من رغبتها في الصدام مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما يبدو خياراً واقعيًا بالنسبة لحماس، للخروج من الحفرة" كما يرى التقرير.

هذا وكشف الصحفي هوجي- الذي قال إنّه يستقي معلوماته من مصدر مُقرّب للرئيس عباس في المقاطعة برام الله- معلومات خطيرة، حول "وقوف المخابرات الفلسطينية وراء الإجراءات التي يتّخذها عباس ضدّ غزة، فقد عرضت عليه الأرقام الخاصة بـ:تمويل نظام الكهرباء، ودفع رواتب الموظفين بغزة، وتمويل إمدادات المياه والكهرباء من إسرائيل، وما تدفعه السلطة لعائلات الأسرى، إضافة إلى تذكيره بأنّه حماس رفضت بعنادٍ السماح لممثلي حركة فتح بالسيطرة على المعابر الحدودية، وأنّهم أنشأوا مؤخرًا جهاز حكومتهم الخاص الذي انقطع عن حكومة الوحدة تحت قيادته، وأنهم كانوا يدعمون منافسه محمد دحلان، حتى اتخذ الرئيس عباس قرارًا في رام الله لقتل حماس بغزة".

وبما يُوافق ما صرّح به الرئيس عباس، في تونس، ذكر التقرير الصهيوني أنّه يعتزم اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية، منها إضافة المزيد من الموظفين –عشرات الآلاف- إلى التقاعد المبكر، على شاكلة ما تمّ إقراره الأسبوع الماضي.

ونقلًا عن المصدر ذاته في المقاطعة، يقول التقرير "إنّ قيادة السلطة الفلسطينية تخلت عن حلم الوحدة مع حماس، والفكرة القائلة بأن جناحيّ فلسطين سوف يُفصلان عن بعضهما البعض لا تبدو مخيفة ا بالنسبة لهم. وفي ممرات المقاطعة، كانت أسماء الكوريّتيْن تُهمَس مؤخرًا، وهو أمر ذو دلالة"!.

ويُضيف – عن المصدر- أن هناك "خطة متعددة المراحل ترعاها منظمة التحرير الفلسطينية لإسقاط حماس على ركبتيها، وفي مرحلة ما،  فإن أحد السيناريوهين سيحدث، وهو أن تتم هزيمة حماس، أو تستولي هي على المقاطعة.

وجاء في التقرير أنّه "عندما تكون حماس قريبة من قاع البرميل، ترى أن الحرب مع إسرائيل هي  شريان الحياة، وبالتالي فإن تحركات أبو مازن ضدّها تُعرض أمن إسرائيل للخطر. ولكن بعد ذلك، كما هو الحال في السيناريو الجيّد، كان هناك تحول في المؤامرة".

هذا التحول حسبما ذكر الصحفي هوجي تمثّل في "الاتصالات الأخيرة بين حماس ومصر، والتي كان عرابها محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، والمقرب من الدوائر المصرية".

وزعم أن "الصدع بين القاهرة وقيادة قطاع غزة لم يكن مطلقًا. وقد احتفظ الجانبان دائمًا بخيوط دقيقة، فيما تشهد العلاقة الآن تقدّماً نسبياً". وأشار إلى أنّه طبقًا لخطة المصالحة الواضحة، فإن المصريين سيفتتحون قريبًا معبر رفح للتجارة وحركة المرضى والطلاب والسياح، وكبار المسؤولين. وإذا حدث ذلك، فإنه يشكل تخفيفًا جذريًا للحصار المفروض على قطاع غزة. وفي المقابل، ستشدد حماس قبضتها على الحدود مع مصر.