Menu

القُرى الفلسطينيّة القديمة وفنّ العمارة

770340

الهدف- وكالات

كأيّ مدينة في العالم، كانت مدن فلسطين تتكون أساساً من البلدات القديمة، وأشهرها الخليل ونابلس والبيرة و القدس المحتلة، وتعود أصولها إلى مئات السنين التي شهدت فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي حتى تميزت بلمسات أسبغتها تلك الفترات عليها.

وفي البداية كان السكان يبنون منازلهم متلاصقة من الطين، ومن ثم يضيفون الحجارة المزخرفة السميكة عليها ويبنون الطبقات فوقها مستخدمين فن العمارة الإسلامية الذي يشتهر بالأقواس (لتدعيم الأبواب والشبابيك نظراً لعدم استخدام الحديد في ذاك الوقت) والزجاج الملون "الفسيفساء" والأعمدة المزخرفة والأشكال الأخرى.

وكان يتميز أسلوب البناء المعماري ذاك بطرق تخدم الحياة اليومية للسكان، فالمنزل يتكون من غرفة للنوم وأخرى لأغراض الطهي كالمطبخ، ولكنها تختلف عن التصاميم الحديثة بأنها تحتوي فقط على فتحات عدة في الجدران تحتوي كل منها على خطّاف حديدي لتخزين اللحوم لحمايتها من التلف.

وتشتهر غرف الطهي القديمة باحتوائها على الفرن الحجري المبني في الجدار نفسه، كما هو الحال في الأفران القديمة داخل المتاجر، وهو الذي يعود تقريباً إلى فترة عام 1880 تحت الحكم العثماني، حيث تبنى الغرف على الطريقة الرومانية فيرتفع السقف من الداخل.

أما المنافع الصحية فكانت تقع خارج المنزل في ذاك الوقت، وبالطبع فإن كل منزل يتبع له بئر مياه يتم بناؤه داخل الساحة الخارجية له، ومن خلال قنوات مياه شيدت على الطريقة الرومانية أيضاً يتم تجميع مياه الأمطار داخل الآبار، وتحيط بالمنازل أسوار تضم مضافات خارجية للزوار.

ويقول أساتذة العمارة في فلسطين، إن المنازل الفلسطينية القديمة كانت تمتاز بطرق بارعة لأهداف الحياة اليومية، فمثلاً كانت طريقة تخزين الطعام عبارة عن خزائن سميكة تُحفظ فيها المواد الغذائية كاللبن والجبن والسمن والخبز أو مواد ثمينة كالنقود.

المنازل كانت تحتوي على مقعد حجري داخل فتحة في الجدار مخصصة لترتيب الفراش والأغطية، لافتاً إلى أن المنازل كانت تعيش فيها الأسر الممتدة التي تتكون من الأم والأب وأبنائهم المتزوجين وغير المتزوجين الذين يعملون كلهم بالزارعة وتربية الماشية.

البناء القديم كان يقوم على أساس بناء مخازن تشبه المحلات التجارية هذه الأيام، وبناء المنزل فوقها والذي يتكون من غرفتين في الغالب، أما الجزء السفلي فيكون لتربية المواشي أو تخزين المواد".

وبالطبع فإن يد الاحتلال تتغلغل داخل كل ما هو جميل وأصيل في الأرض المحتلة، فكما فعل المغتصبون في البلدة القديمة داخل الخليل والقدس، يسعون إلى السيطرة على كل المنازل القديمة في المدن الأخرى زعماً أنها تعود لهم، وما تلك البيوت إلا فلسطينية أصلية سكنها أصحابها منذ مئات السنين.

فسياسة الاحتلال في القدس وكل المدن الفلسطينية تهدف إلى تزييف التاريخ واحتلال المنازل القديمة التي توفي أصحابها أو هاجروا، الأمر الذي يغرس المخاوف في قلوب الفلسطينيين من إمكانية سلب هذه البلدات المميزة للوجود الفلسطيني في أرض الضفة. 

المغتصبون يقومون بالاستيلاء على المنازل القديمة فقط، وذلك ظناً منهم أن يتم تصديقهم فيما يتعلق برواياتهم الكاذبة، ولكن الكل يعرف أنها مزيفة، وتبقى المخاوف قائمة حول إمكانية سرقة التراث الفلسطيني وتحويل الطابع العربي الإسلامي إلى يهودي كما حصل في سلوان وغيرها من بلدات القدس القديمة".

وتتحدث بعض المؤسسات المعنية بترميم المباني الأثرية والبلدات القديمة عن وجود 50 ألف مبنى أثري في الضفة وقطاع غزة موزعة على 422 موقعاً، ومنها 16 مدينة و406 قرى.