Menu

رفح.. ماذا قال الأهالي عن التفجير الأليم..؟

عناصر من الأمن في رفح

غزة _ خاص بوابة الهدف

كأنه الكابوس، استيقظ الأهالي في مدينة رفح على انتشار كثيف للحواجز الأمنية في شوارع المدينة جنوب قطاع غزة، منهم من بدأ يتساءل عما يحدث، ولماذا كل هذه الإحترازات الأمنية التي تنفذها أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة؟.

الجواب كان مُدويّاً بعد أنّ تناقل الخبر سكان المنطقة الشرقية عن انفجار كبير هزّ نقطة أمنية تابعة للضبط الميداني تقع على نقطة التقاء بين الحدود "المصرية-الفلسطينية- الاسرائيلية".

وأكد الخبر تصريح الناطق بإسم الداخلية إياد البزم: "وقع حدث أمني في ساعة مبكرة من فجر اليوم الخميس..."، وقد زاد الطين بلّة إعلان كتائب القسام لاستشهاد أحد عناصرها وهو الشاب نضال الجعفري (28 عاماً)، من سكان مخيم الشابورة وسط مدينة رفح، وهو الضابط المسؤول عن النقطة العسكرية، فجّر انتحاري نفسه داخلها، واتضح فيما بعد أنه ينتمي إلى تنظيم "داعش"، وكان ينوي برفقة شخص آخر التهرب إلى سيناء.

مراسل "بوابة الهدف" تجوَّل وسط مدينة رفح ليتابع ردود فعل المواطنين على الحدث المفاجئ، فيقول مروان عزّام (40 عاماً): "الحمد لله إنو ما في شهداء كتير، تخيّل لو فجرّ نفسه بسوق السبت؟! قديش في ناس هتموت؟"، ويُعد سوق السبت السوق الأسبوعي في المدينة، ومعروف بازدحامه الشديد حيث يتدفق التجار والمتسوقين من مختلف محافظات قطاع غزة إليه.

وأضاف عزّام أنه يتابع بقلق شديد هذه الأخبار، وأنّ ما حدث هو المحظور وما يخشاه ويخشى تخيله منذ سنوات، يُتابع: "عندما يتحدث الناس عن سيارات مفخخة أو أنّ الشرطة قبضت على داعشي قرر تفجير نفسه، لم أكن أصدّق هذه الأخبار، ولكن بعد الذي حصل في رفح تبيّن أنّ الوضع خطير.. عمار يا بلد".

وخلال الجولة في المدينة، التقى مُراسل "الهدف" بالشاب منتصر خالد (22 عاماً)، والذي كرر خلال حديثه عن "تفجير رفح" عدّة مرات: "أنا لسا مش مصدّق إلّلي صار" تعبيراً عن الصدمة التي تعرض لها بعد خبر التفجير الانتحاري، وقال بفزعٍ شديد: "والله خايف نصير زي العراق".

أما السيدة، فاطمة، التي يبدو عليها التعب، كانت عائدة من السوق وسط المدينة،  عبّرت عن استهجانها الشديد لهذا الفعل، وقالت بتذمر شديد: "هؤلاء الشباب ضحايا الجهل، والفقر والتهميش، الشباب مش ملاقيين حياة يعيشوها، صاروا متطرفين، الله يلطف فينا".

وفي السيارة التي مرّت على طول شارع البحر، تبادل الركاب الحديث حول الحادث في مدينة رفح، وعبروا عن تذمرهم من الانتشار الكثيف لحواجز الأمن في المدينة، ليرد أحدهم على آخر بدا عليه التذمر من كثرة الحواجز: "الأمور صعبة هالأيام، يوقفونا على الحاجز أفضل ما نموت في الشوارع".

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة ل حركة حماس انتشرت بشكلٍ مُكثف على المفترقات الرئيسية في المدينة وفي الشوارع، تدقق في هويات السائقين على وجه الخصوص، يبدو أنها تبحث عن بعض المطلوبين الفارّين بعد التفجير الانتحاري، وتزيد كثافة الانتشار والتدقيق الأمني على هذه الحواجز في شرق المدينة.

حديث الانتحاري الذي فجر نفسه في نقطة للضبط الميداني، هو الأكثر تداولاً بين الناس، بين العائلة، وبين الأصدقاء، وبين الركاب في السيارات، والجميع يظهر قلقه، ويصف ما حدث بأقسى كلمات البشاعة، ويستغرب الناس مما آلت إليه الأمور في قطاع غزة، وينشد الجميع الخلاص وسط حالة من الترقب الشديد خوفاً من أن تكرر هذه الحادثة في أماكن أكثر ازدحاماً، فتوقع ضحايا أكثر وسط المدنيين في قطاع يزدحم فيه السكان.