Menu

قباطيا خزان المقاومة

الضفة تحترق: مجازر الاحتلال في جنين وبيت لحم ونابلس وسط تصعيد غير مسبوق

اقتحامات قوات الاحتلال في نابلس، وبيت لحم، وكالات

الهدف الإخبارية - الضفة الغربية المحتلة

 

في ظل التصعيد المستمر الذي تشهده الضفة الغربية بفعل الاقتحامات والعمليات العسكرية الإسرائيلية، تصاعدت وتيرة العنف في الساعات الأخيرة، حيث شهدت عدة مناطق عمليات عسكرية واسعة النطاق، خصوصاً في جنين، بيت لحم، ونابلس. وقد أسفرت تلك العمليات عن استشهاد عدد من الفلسطينيين واعتقال آخرين، في واحدة من أعنف حملات الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023.

 على مدار عشر ساعات، اشتبك ثلاثة مقاومين فلسطينيين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قباطية، جنوب جنين. بدأت العملية عندما حاصرت قوات الاحتلال مبنى مكوناً من طبقتين، حيث كان المقاومون يتحصنون. تم قصف المبنى بقذائف "إنيرجا" الحارقة، وأطلق الجنود النار بشكل مكثف باتجاه المبنى. الشهداء الثلاثة (محمد خالد أبو الرب، عمر حمزة أبو الرب، وأحمد ماهر زكارنة) استشهدوا بعد اشتباكات استمرت لساعات، حيث تم التنكيل بجثامينهم بعد قتلهم.

وعلى الصعيد نفسه، استشهاد شبان إضافيين في جنين خلال الاجتياح العسكري الواسع لجنين، استشهد شابان فلسطينيان إضافيان جراء القصف وإطلاق النار العشوائي من قبل قوات الاحتلال. الشهداء هم محمد زكارنة وسعيد مرعي، اللذان كانا يحاولان تقديم المساعدة إلى المقاومين المحاصرين في قباطية، حين تعرضا للقصف من الطائرات المُسيَّرة الإسرائيلية التي كانت تحلق بكثافة في سماء المنطقة.

هذا وقد نفذت قوات الاحتلال سلسلة من الاقتحامات المفاجئة على مخيم عايدة ومخيم الدهيشة، ما أسفر عن مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين. أسفرت المواجهات عن إصابة 12 شاباً بالرصاص الحي والمطاطي، وتم اعتقال ما لا يقل عن 8 أشخاص، بينهم اثنان من القاصرين. عمليات الاقتحام شملت عمليات تفتيش عنيفة للمنازل وتدمير ممتلكات الأهالي، حيث نُقل المصابون إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج.

كما  شهدت مدينة نابلس فجر اليوم اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، التي اقتحمت المدينة ضمن حملة عسكرية كبيرة. اندلعت الاشتباكات في البلدة القديمة، حيث تصدى مقاومون من "كتيبة نابلس" للقوات المقتحمة. استشهد الشابان علاء حجير ومصطفى دويكات خلال المواجهات، فيما واصلت قوات الاحتلال حصارها للمنطقة، مما زاد من التوتر والاحتقان في المدينة. كما شهدت منطقة جبل النار توغلات واسعة بحثاً عن مقاومين 

في السياق نفسه، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات موسعة في كافة أنحاء الضفة الغربية، حيث طالت الحملة أكثر من 30 فلسطينياً، بينهم عدد من القيادات السياسية والميدانية. أبرز المعتقلين هو الناشط البارز محمد أبو عرب من نابلس، الذي اعتقل بعد مداهمة منزله فجراً. جاءت هذه الاعتقالات في إطار تصعيد الاحتلال ضد الشخصيات القيادية والمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

يستمر التوتر في كافة أنحاء الضفة الغربية، مع تعزيزات كبيرة لقوات الاحتلال في عدة مدن وبلدات. سكان الضفة يعيشون في حالة من الرعب والخوف من توسع رقعة العمليات العسكرية، في ظل استمرار الاقتحامات اليومية وتكثيف الهجمات على المقاومين والمدنيين.

في ظل هذه الاعتداءات المتواصلة، دعت الفصائل الفلسطينية إلى الإضراب العام في مدن الضفة الغربية، تنديدًا بسياسات الاحتلال القمعية. كما شهدت مدن الخليل ورام الله مسيرات حاشدة ردد فيها المشاركون شعارات تدعو إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال.

الوضع الإنساني في الضفة الغربية يزداد سوءًا نتيجة لهذه الهجمات. في جنين، ازدادت معاناة السكان بعد تدمير البنية التحتية للمخيم، ما جعل آلاف العائلات بلا مأوى. كما تشهد مناطق عدة نقصًا في الإمدادات الغذائية والطبية نتيجة الحصار المفروض من قبل الاحتلال على المخيمات والمدن.

من جهتها، أعربت بعض المنظمات الحقوقية عن قلقها من تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها إن "استهداف المدنيين والبنية التحتية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم". كما دعت بعض الدول الأوروبية إلى ضبط النفس، إلا أن إسرائيل تستمر في تصعيد عملياتها العسكرية دون اعتبار لهذه الدعوات.

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في انتهاج سياسة القمع والعدوان ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بينما يعاني السكان من تداعيات هذه الاعتداءات اليومية التي تتفاقم حدتها في ظل غياب أي محاسبة دولية فعلية. ومع تزايد عدد الشهداء والمصابين، تبقى القضية الفلسطينية في قلب الصراع الإقليمي والدولي، بانتظار حلول جذرية تضمن حقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال.