Menu

الجبهة الشعبية: الوفاء للشهيد أبو علي بإعادة بناء المنظمة ومؤسساتها على أسس وطنية وديمقراطية

الرفيق أبو علي مصطفى

غزة - بوابة الهدف

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى ، على أن الوفاء للشهيد أبو علي وكل القادة الشهداء، يكون بالتقيد بالاتفاقيات الوطنية الموقعة واستكمال أعمال اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني المنعقدة في بيروت في يناير الماضي، بما يضمن التهيئة والتحضير الجيد لعقد مجلس وطني توحيدي في الخارج، يهدف إلى إعادة بناء المنظمة ومؤسساتها على أسس وطنية وديمقراطية ووحدوية صحيحة وتضمن توفير الشراكة في مؤسساتها وفي التقرير بكل ما يتعلق في الشأن الوطني.

وقالت الجبهة، في بيان لها اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد أبو علي، "أننا وقفنا أمام رجل استثنائي ونموذجي، في انتمائه وعطائه وأخلاقه ومسيرته الكفاحية، وحتى في طريقة استشهاده، حيث أدرك مبكراً أن طبيعة وجوهر الصراع مع الغزوة الصهيونية، على وطننا العربي ومنه فلسطين، تتطلب تتضافر كل الجهود الوطنية والقومية المنظمة والجماعية والواعية في ميدان المعركة، وهو ما حمله على الانضمام إلى صفوف حركة القوميين العرب، وجاء به لاحقاً إلى قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن ساهم في تأسيسها".

وفيما يلي النص الكامل لبيان الجبهة الشعبية في ذكرى استشهاده السادسة عشر:

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

بمناسبة الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد الوطني والقومي أبو علي مصطفى.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم...

تمر علينا الذكرى السادسة عشر لاستشهاد القائد الوطني والقومي أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ذكرى الوفاء لفلسطين الذي جسده شهيدنا الكبير، منذ أن التحق في صفوف النضال الوطني والقومي، وعاهد من سبقه من الشهداء أن يمضي على دربهم دون وجل أو تردد، فكانت روحه المتقدة وإرادته الواعية وقناعته الراسخة بحق شعبه وعدالة قضيته وأمله الكبير بتحقيق النصر على عدو شعبه وأمته، محفزًا وهاديًا ومرشدًا له طوال مسيرته الكفاحية. 

إننا نقف أمام رجل استثنائي ونموذجي، في انتمائه وعطائه وأخلاقه ومسيرته الكفاحية، وحتى في طريقة استشهاده، حيث أدرك مبكرًا أن طبيعة وجوهر الصراع مع الغزوة الصهيونية، على وطننا العربي ومنه فلسطين، تتطلب تضافر كل الجهود الوطنية والقومية المنظمة والجماعية والواعية في ميدان المعركة، وهو ما حمله على الانضمام إلى صفوف حركة القوميين العرب، وجاء به لاحقًا إلى قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن ساهم في تأسيسها.

لقد عبر شهيدنا الكبير أبو علي مصطفى خلال مسيرة نضاله وكفاحه الوطني، عن جملة عظيمة من القيم والدروس والعبر التي تستحق أن نبرزها ونتمثلها، خاصة في ظل الواقع الفلسطيني الراهن، بكل إشكالياته وأزماته وتعقيداته:

أولاً: الوعي والثقافة، التي اتكأ عليهما أبو علي مصطفى في صوغ نموذجه الخاص، فاتكأ على إرادته في القراءة والتعلم ومحاورة المعرفة والكتب، إلى أن استطاع بناء وعيه المتوثب لكل جديد دائماً، وصقل شخصيته وثقافته الوطنية، فكان ذاك الإنسان/القائد النموذجي الذي يضع مبادئ السياسة والثقافة في خدمة مشروعه الوطني التحرري.

وقيمة قضية الوعي والثقافة في ظل هذا الواقع، تأتي في مواجهة كل محاولات تزييف وتدجين الوعي، وتجهيل الأجيال، وتزوير التاريخ، وتعميم أجواء اليأس والاحباط، وتكريس ثقافة الهزيمة وثقافة التطرف والارهاب التدميرية.

ثانياً: كان النضال بالنسبة له نهجًا في الحياة، انعكس في سلوكه وأقواله وممارسته، فلم يرتبط النضال عنده، باللقب أو الموقع أو المرتبة أو الوظيفة أو المراسيم والطقوس، بل ارتبط بالالتحام مع أبناء شعبه في مختلف مواقع تواجدهم، داخل فلسطين وخارجها، والتنقل بين مختلف أشكال النضال: العسكري والسياسي والتنظيمي والجماهيري، فكان بين أبناء شعبه ومنهم في كل المحطات في حياته، كما لحظة استشهاده.

إن مسألة أشكال النضال وممارستها، يفترض أن تُطرح على جدول أعمال جميع القوى السياسية، بما يمكننا من التوظيف الأمثل لجميع الأشكال: السياسية والثقافية والعسكرية والجماهيرية والإعلامية وغيرها، دون وضع أحدها في معارضة الآخر، بما يخدم رؤيتنا وأهدافنا الوطنية التحررية.

ثالثاً: الإمساك بالهدف الاستراتيجي للنضال الوطني الفلسطيني، المتمثل في تحرير فلسطين كل فلسطين، وعدم التهاون فيه أو القفز عنه، باسم التكتيك الذي لم يكن بالنسبة له، إلا خدمة لهذا الهدف والسير في طريقه.

اليوم، وبعد مرور ربع قرن على مسيرة المفاوضات واتفاق أوسلو مع العدو الصهيوني، تأكد بالملموس ليس عقم هذا الخيار فحسب، بل ضرره الكارثي على حقوقنا وقضيتنا ووحدة شعبنا، وسقوط الأوهام التي بنيت على أن هذا الخيار يفتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية وتحقيق تقرير المصير والعودة لشعبنا، بما يستدعي القطع مع هذا الخيار وكل ما ترتب عليه سياسيا واقتصاديا، وعدم الاستجابة لأية ضغوطات من أجل العودة للمفاوضات وإشاعة الاوهام مجدداً بإمكانية تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني من خلال مخططات ومشاريع يجري تداولها ومنها ما يسمى بصفقة القرن أو الحل الاقليمي، وأن يكون البديل لكل ذلك العمل جديًا على استعادة المشروع الوطني الفلسطيني، وإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية.     

رابعاً: وحدة أداة النضال الوطني الفلسطيني والارتقاء بدورها ووظيفتها، من خلال إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، برنامجاً وميثاقاً وكياناً معنوياً ومادياً، يجمع طاقات الشعب الفلسطيني وكفاءاته، بما يؤهلها لتحمل عبء النضال الوطني قولًا وعملًا.

فالوفاء للشهيد أبو علي وكل القادة الشهداء الذين تمسكوا بمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها ودورها الوطني، ودافعوا عن وحدانية تمثيلها، يكون بالتقيد بالاتفاقيات الوطنية الموقعة واستكمال أعمال اللجنة التحضيرية المنعقدة في بيروت، بما يضمن التهيئة والتحضير الجيد لعقد مجلس وطني توحيدي في الخارج، يهدف إلى إعادة بناء المنظمة ومؤسساتها على أسس وطنية وديمقراطية ووحدوية صحيحة وتضمن توفير الشراكة في مؤسساتها وفي التقرير بكل ما يتعلق في الشأن الوطني.

تحية ومجد واعتزاز للشهيد القائد الوطني والقومي أبو علي مصطفى

العهد بأن نستمر على درب النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا وأمتنا في الحرية والعودة والاستقلال والوحدة.

وإننا حتما لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الاعلام المركزي

27/8/2017