Menu

اللوبي الصهيوني: تغرد من أجل غزة؟.. إذًا ستدفع الثمن

بوابة الهدف/ ترجمة خاصة

يشكل موضوع اللوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة، موضوعا رائجا للنقاش، ومن الطبيعي أنه في هذا النقاش يتموضع يمين هذا اللوبي في متراس السياسة "الإسرائيلية" في جميع الأحوال والظروف، ولكن هناك مزاعم أيضا بوجود ما يسمى " ليبراليين" لايمانعون في نقد السياسات الصهيونية والاحتلال ونتنياهو، والسؤال الذي يطرحه الصحفي فيليب فايس من "موندويس"  هو: بأي  معنى يشكلون ضغطا على إسرائيل في الولايات المتحدة؟ الجواب هو أنهم يضعون خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها في انتقاد "إسرائيل" داخل الحزب الديمقراطي  (من العادل أن نفترض أنه لايوجد انتقادات لإسرائيل أصلا في الحزب الجمهوري)  وهم يعملون على تهميش التقدميين الذين لديهم انتقادات أساسية لإسرائيل كدولة يهودية أو كعبء على السياسة الخارجية الأمريكية. يناقش فيليب فايس قصص ثلاث أمريكيين اضطروا للتضحية بسبب دعمهم للحقوق الفلسطينية ومناهضة الاحتلال وهؤلاء هم نموذج على الطريقة التي يشكل فيها النفاق الليبرالي خطوطه الحمراء تجاه انتقاد إسرائيل.

تؤيد BDS  والحقوق الفلسطينية: لاتحلم أن تصبح حاكما

في الفترة الأخيرة أصبحت قضية المقاطعة وBDS  وحركة الحقوق الفلسطينية قضية داخلية في السباق نحو منصب الحاكم في ولاية إلينوي الأمريكية، حيث اضطر دانييل  بيس، المرشح الديمقراطي المستقل المعارض في الحزب للتخلي عن ترشحه بسبب دعمه للمقاطعة حيث يلاحظ المحللون أنه على الرغم من "تحويل الرأي العام نحو دعم الحرية الفلسطينية"، فإن الحقوق الفلسطينية "محظورة" بالنسبة للمؤسسة السياسية.

دانيال بيس هو تقدمي يهودي كان سياسيا معارضا للحرب العراقية ويقول "أنا ... أهتم بعمق بموضوع العدالة للفلسطينيين". لكنه يدرك أنه إذا كنت تريد أن تكون حاكم ولاية إيلينوي، عليك أن تكون مؤيدا لإسرائيل. وقد قدم جب بريتزكر، وهو المرشح الرئيسي للمنصب عن الحزب الديمقراطي، تبرعات مالية للجيش الإسرائيلي، في حين أفادت الانتفاضة الإلكترونية أن مرشحا آخر هو كريس كينيدي كان جزءا من اللجنة قفية جامعة إيلينوي التي طردت ستيفن سالايتا بسبب تغريداته المعادية لإسرائيل خلال مذابح غزة  قبل ثلاث سنوات. ولكن مرة أخرى: لن يتم مناقشة دور السياسة الخارجية في سباق الترشح لمنصب الحاكم.

تغرد من أجل غزة وتؤيد BDS: ستعاقب مدى الحياة

ستيفن سالايتا إذا هو المثال الثاني. إن تجواله في جميع أنحاء العالم سعيا وراء العمل منذ أن تم طرده بسبب تغريداته ضد إسرئيل هو بالتأكيد قصة مهمة. هذا الأسبوع ذكرت صحيفة أيريش تايمز عن ظهور ساليتا في دبلن حيث قال الباحث إن هناك عقوبة بالسجن مدى الحياة لمن ينتقد إسرائيل في الولايات المتحدة. وقال الدكتور سالايتا في مؤتمر حول الحرية الأكاديمية في كلية ترينيتي دبلن أنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة في جامعة أمريكية منذ [تغريدته تلك]. وعلى الرغم من انه فاز بقضيته، قال ان انتقاد اسرائيل يسبب "عقابا مدى الحياة" فى الولايات المتحدة، واعتبر انه مثير للجدل للغاية ليتم تعيينه مرة اخرى.

وأضاف "ان ارتكاب مخالفات للجماعات المؤيدة لاسرائيل فى الاوساط الأكاديمية سيسبب لكم عقابا يدوم مع الحياة". ومع ذلك، قال انه اذا كان يمكن أن يعود الزمن فإنه سيغرد بنفس الكلمات من جديد.

وقال الدكتور سالايتا أن قضية فلسطين "سامة" في الأوساط الأكاديمية في الولايات المتحدة ومعظم الأكاديميين يسعون لتجنب هذا الموضوع. وقال إنه كان يعرف عدد "مزدوج الرقم" من الأكاديميين الأميركيين الذين وجدوا صعوبة في تبني وجهات نظر مؤيدة لفلسطين، ولكن أيا منهم لم يجد صعوبة في الدفاع عن وجهات النظر المؤيدة لاسرائيل.      

ولكن مرة أخرى،  وحسب تايمز فإن ساليتا ليس قصة مفضلة للصحافة الأمريكية لأنه مؤيد لحركة المقاطعة والحقوق الفلسطينية، وبالتأكيد تشكل BDS خطا أحمر للتيار اللليبرالي.

التغطية الصحفية ممنوعة

المثال الثالث للخطوط الحمراء الصهيونية الليبرالية يتعلق بعرض  تلفزيوني إسرائيليا حول الاحتلال  يحظى باهتمام كبير، على الرغم من أنه في موسمه الأول فقط، يدعى "فودا".

في مارس الماضي، قدم دان سينور الذي يشكل دعاية مستمرة ودائمة للكيان الصهيوني  وزوجته حفلا للعرض في نيويوركحيث استضاف محادثة مع صناع المسلسل التلفزيوني - ليور راز وأفي إيساكاروف. و خلال النقاش غير الرسمي، شرح راز و إيساكاروف العديد من تجارب الحياة الحقيقية التي ألهمتهم لإطلاق المسلسل.

بعد ستة أشهر من ذلك الحزب، نشر ديفيد ريمنيك مقالا عن البرنامج التلفزيوني في نيويوركر، في حين انتقد الاحتلال الإسرائيلي، قام بتصفية كل شيء من خلال منظور حساس لصانعي المسلسل الإسرائيليين راز وإيساكاروف.  ورغم أن ريمنيك كان محرجا جدا  لإسرائيل. ولكن لديه خطوط حمراء صهيونية ليبرالية. وهو ينشر ​​مقالات من قبل مؤيدي المحافظين الجدد في إسرائيل، والصهيونيين الإسرائيليين والفلسطينيين الليبراليين، لكنه لن ينشرلليهود المناهضين للصهيونية، أو المؤيدين لـ  ل بدس.  انهم مهمشون في صحيفة نيويورك تايمز أيضا، مع استثناء في بعض الأحيان.

ما تظهره هذه القصص الثلاث هو أن مؤيدي إسرائيل، من أي وقت مضى مخلصين جدا، يتم دمجهم في الحياة السياسية الأميركية السائدة، في كثير من الأحيان في منصب رفيع، مثل ديفيد كوهين وغاري جينسبرغ (الذي كتب خطاب نتنياهو المشين في الأمم المتحدة حول الاتفاق النووي). النتيجة أن بامكانك أن تكون مؤيدا "لإسرائيل" وستحظى بالتشجيع، ولكن أن تكون مؤيدا لفلسطين عليك أن تكون مستعدا لدفع الثمن، وعندما يحدث هذا لاتتوقع أن تحظى بأي تغطية صحفية.