Menu

الحلم الصهيوني.. «الترانسفير»

د.فايز رشيد

بعد سبعين عاماً على إنشاء الكيان الصهيوني ما زال حلم الترانسفير للفلسطينيين يراود عقول 98% من الصهاينة الذين يستوطنون أرضنا الفلسطينية العربية الخالدة. نحن نعرف ما نقول، غير أننا نتوجه إلى الذين ما زالوا يجهلون حقيقة هذا العدو السوبر فاشي، والذين ما زالوا يعتقدون بإمكانية إقامة «سلام» معه! هؤلاء مغشوشون ببعض التصريحات «السلامية» التي يطلقها بعض القادة الصهاينة بين الفينة والأخرى من أجل الاستهلاك الإعلامي لا أكثر! 

لقد صادق حزب «الاتحاد القومي»، وهو أحد الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الحالي في دولة الكيان، في مؤتمره الذي عقده منذ أسبوع واحد، على برنامج سياسي جديد يسقط من حساباته تماماً فكرة الدولة الفلسطينية، ويطرح ما أسماه ب «خطة سلام» مع الفلسطينيين مبنية على مبدأ العيش في ظل سياسة الأبرتهايد أو الرحيل. والحزب المشار إليه، هو جزء من تحالف المستوطنين المعروف باسم «البيت اليهودي». وقد بعث رئيس الوزراء الفاشي بنيامين نتنياهو بتهنئة مسجلة إلى مؤتمر الحزب الذي تغيب عنه وزير المعارف ورئيس «البيت اليهودي «نفتالي بينت» وأرسل وفداً يمثله. والخطة التي أطلق عليها اسم «الحل الحاسم»، تعرض على الفلسطينيين ثلاثة بدائل، الأول أن يتنازل الفلسطينيون عن الحقوق الديمقراطية وعن حلمهم، ويمتنعوا عن تحقيق تطلعاتهم الوطنية، مع السماح لهم بالعيش في دولة اليهود، لكن من دون السماح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية والانتخابات البرلمانية. أما البديل الثاني فهو الطرد الجماعي أي «الترانسفير» لكل من يرفض المقترح الأول والعيش في الدولة اليهودية. طبعاً، بموجب الشروط التي يتم تحديدها يقترح «الاتحاد القومي» على كل فلسطيني يقبل بالهجرة الطوعية، المساعدة المالية بغية توطينه في الدول العربية. ومن يرفض فإن البديل الثالث سيكون القمع والتصفية من قبل قوات الأمن الصهيونية في حال قرر مواصلة مقاومة الاحتلال. وقد صادق أعضاء المؤتمر بالإجماع على هذه الخطة الإرهابية الدموية.

وقال الحزب، إنه يستند في خطته إلى ما ورد في التوراة في سفر يهوشع، إذ إن يهوشع بن نون وضع الخيارات الثلاثة هذه أمام أهالي مدينة أريحا، قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وحينها تم إبادة الأهالي ليحتلها «العبرانيون». كما يستند إلى الحاخام «رمبام» (موسى بن ميمون، من القرن 12 م) الذي قال في إحدى فتاويه: «إذا لم يهرب من هم ليسوا يهوداً فيجب أن تفرض عليهم القيود ليكونوا بؤساء مهانين في الحضيض لا يرفعوا رؤوسهم في «إسرائيل».. وفي حال اعترضوا فلن نتركهم يتنفسون»، ما يعني قتلهم جميعاً كما ورد في توراة اليهود. إذ إنه حينما عرض أحد زعماء الحزب سموتريتش الخطة قبل أربعة أشهر، سأله أحد الحاضرين ما إذا كان يقصد قتل العائلات والنساء والأطفال، فرد جازماً: «في الحرب كما في الحرب». وتدعو الخطة أيضاً إلى «حسم الاستيطان». وتقترح منح الفلسطينيين في الضفة حكماً ذاتياً يتم تقسيمه إلى 3 سلطات بلدية إقليمية تتم (فيها) الانتخابات بشكل ديمقراطي حسب المحافظات. وكتب في الخطة، أن «هذه السلطات ستلائم البنية الثقافية والعشائرية للمجتمع العربي». ويؤكد معدّ الخطة: أنه «يمكن لعرب يهودا والسامرة إدارة حياتهم اليومية بأنفسهم».

حزب «الاتحاد القومي»، هو حزب شريك في التحالف الانتخابي الاستيطاني «البيت اليهودي» سوية مع أحزاب أخرى ويتزعمه وزير الزراعة المستوطن أوري أريئيل، بينما سموتريتش هو الشخص الأقوى في الائتلاف الحاكم، وهو إرهابي دموي وأسس عصابة «رغافيم» التي تلاحق البناء الفلسطيني في كامل فلسطين التاريخية، ووضعت عصابته الكثير من المشاريع لمحاصرة كافة البلدات والمدن الفلسطينية، وهو العقل المدبّر لعدد كبير من القوانين العنصرية وأخطرها قانون نهب الأراضي بملكية خاصة في الضفة الغربية المحتلة الذي أقره الكنيست الصهيوني بالقراءة النهائية قبل بضعة أشهر. 

لعلم من لا يعلم، فإن هذا الحزب مضافاً إلى الأحزاب الأخرى الأكثر تطرفاً في الدولة السوبر فاشية، وقّع اتفاقاً مع نتنياهو يتعهد فيه بعدم وقف الاستيطان، وعدم الانسحاب من أي متر من «يهودا والسامرة»؛ لأنها «أرض إسرائيل». بالتالي فأية مفاوضات ستجبر هذا العدو الشايلوكي على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وعلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة؟

إنه الرهان على السراب! هذا هو عدونا وهذه هي حقيقته! فهو لن يعترف بحقوقنا إلا بالقوة، وهي وحدها الوسيلة التي يفهمها.