Menu

انعقاد المؤتمر الوطني لدعم القضية الأرثوذوكسية: توحيد الخطاب والمطالب والأداة

توحيد الخطاب والمطالب والأداة

بقلم / وسام رفيدي

ان المطران عطا الله حنا صريحا بتأكيد ما كان متداولاً في أروقة المؤتمر الوطني لدعم القضية العربية الأرثوذوكسية الذي انعقد الأحد الماضي، قالها بالفم الملآن: مورست علينا ضغوط كي لا نحضر المؤتمر! وكنا نحن المشاركون في المؤتمر قد لمسنا ذلك: اعتذار البعض عن المشاركة أو التغطية الإعلامية للمؤتمر. جهات رسمية عديدة مارست الضغوط ولكنها باءت بالفشل الذريع الذي ستظل تحسب له حساباً في قادم النضال العربي الأرثوذوكسي، والذي مع المؤتمر وبيانه وتوصياته، غدا بامتياز نضالاً وطنياً ضد البطريركية ومَنْ يقف على رأسها ويلتف حوله دفاعاً عن أملاك الكنيسة باعتبارها أملاكاً وطنية لا يجوز التفريط فيها تحت أي ظرف أو مبرر أو ذريعة!

فالتمثيل الوطني والمؤسساتي والشعبي الواسع ( أكثر من 500 مشارك) شكّل الحاضنة الوطنية للنضال العربي الأرثوذوكسي ووضعه في مكانه الصحيح: نضالاً من أجل فلسطينية الأرض وهويتها وانتمائها. لذلك نعتقد أن المؤتمر شكل منعطفاً تاريخياً هاماً في مسيرة النضال العربي الأرثوذوكسي يمكن، بل ويجب، أن يُبنى عليه ليحقق المسيحيون الأرثوذكس، مدعومين بكل أطياف المجتمع واتجاهاته وتلاوينه وقواه، هدفه المعلن: (تحرير البطريركية من الفساد والفاسدين ومن العنصرية والعنصريين) كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر.

وبإعلان المؤتمر قراره بتشكيل لجنة متابعة تغطي المناطق الجغرافية ل (سلطة الكنيسة الأرثوذوكسية)، فلسطين التاريخية والأردن، وتضم نخبة من النشطاء والفاعلين الوطنيين والحريصين على وطنية وهوية الأرض الفلسطينية، يكون المؤتمر بذلك قد وضع اللبنة الأساس لبناء أداة تنظيمية موحّدة لقيادة النضال الأرثوذوكسي، ذلك النضال الذي بات بأمس الحاجة لذلك.

لم يكن النضال الأرثوذوكسي منذ عشرات السنين يفتقر للأدوات التنظيمية الفاعلة، فهناك أساساً المجلس العربي الأرثوذوكسي في فلسطين وعمان، وهناك الحراك الشبابي الأرثوذوكسي، والعديد العديد من الأدوات المحلية والمبادرات الشبابية في الداخل الفلسطيني وكذا في الأردن، ولكن ما كان غائباً توحيد تلك الأدوات بقيادة موحدة، توحد لا الفعاليات والأنشطة وكافة أشكال النضال الجماهيري المتاحة، بل وأيضاً الخطاب، وبصيغة أخرى، المطالبات، والذي نعتقد أن المؤتمر، عبر بيانه، لعب دوراً أساسياً في تحديدها.

إن الدعوة لاعتبار ملف الأوقاف المباعة للاحتلال ملفاً وطنياً ضمن ملفات منظمة التحرير ( ك القدس واللاجئين والأسرى) هو دعوة صريحة لتتحمل مؤسسات منظمة التحرير، رغم إدراكنا للعجز والترهل التي تطبع عمل تلك المؤسسة، مسؤوليتها الوطنية في حمل هذا الملف وتبنيه، وما يكسب هذا المطلب أهميته أن فصائل منظمة التحرير هي من تبنّى الدعوة للمؤتمر بالشراكة مع المجلس الأرثوذوكسي والحراك الشبابي، فمن باب أولى أن تسعى تلك الفصائل لوضع ذلك الملف على طاولة اللجنة التنفيذية وتلك مسؤوليتها الوطنية أولاً وأخيراً، خاصة، وهنا تكمن الأهمية الثانية، أن بعض أوساط اللجنة التنفيذية سعت لعرقلة أعمال المؤتمر بمختلف الطرق، ولا تملك في جعبتها سوى التبرير لسلوك البطريرك ببيع الأوقاف والتغطية عليه!

كما كان ملفتاً للنظر تأكيد بيان المؤتمر ( على أن الدفاع عن الوقف العربي الأرثوذوكسي من النهر إلى البحر حق مقدس ولا يندرج تحت أية تفاهمات سياسية)، وذلك الموقف جاء رداً على أية أصوات، مهما كانت محدودة، تحاول التنصل من معركة الدفاع عن الأرض تحت مبرر أن البيوعات بمعظمها تتم داخل (إسرائيل)، وكأن لا شأن لتلك الأصوات بالأرض الفلسطينية في منطقة 48 انسجاماً مع اتفاقيات أوسلو.

كما أن إعلان المؤتمر عزل البطريرك ثيوفولوس والدعوة لمحاسبته، انسجاماً مع الشكوى المقدمة ضده للنائب العام، يعني أن المستوى الوطني والمؤسساتي والشعبي المثل في المؤتمر أكد رفضه لاستقبال البطريرك في أية مناسبة، كدعوة تتكرر للاحتجاج على بقائه في منصبه هو وحاشيته بعد فضائح البيوعات، كما ويعني، كما أكد البيان دعوة المستويين الرسميين، الأردني والفلسطيني سحب الاعتراف به.

الكرة الآن في أكثر من ملعب: الملعب الرسمي، الأردني والفلسطيني ليسحب اعترافه بالبطريرك وحاشيته ويلبي مطلب المؤتمر الوطني، الملعب الوطني ممثلا باللجنة التنفيذية للمنظمة لتتعامل مع الملف كملف أساس من ملفاتها، والأهم، الملعب الشعبي العربي الأرثوذوكسي المدعو للاستمرار في الحركة الشعبية الوطنية ضد البطريركية لتعبئة جموع المسيحيين الأرثوذكس وكافة الوطنيين ومن أجل محاولة استعادة ما باعته البطريركية بمختلف الوسائل، وكف يدها عن بيوعات أخرى الله وحده يعلم أين ستكون ومتى إن لم يتم عزله نهائياً واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأملاك!