Menu

هل الجيش هو حزب الوسط في الكيان الصهيوني؟

أريل شارون من الجيش إلى رأس الهرم الصهيوني

بوابة الهدف/ تحليل إخباري/ أحمد.م.جابر

صار معروفا نفوذ الجيش ودوره في القرار السياسي الصهيوني، وقدرته على تغيير اتجاهات الرأي بل وتدبير السياسات على الأرض بمعزل عن السياسيين، ما يعني دوره المتعاظم في رسم السياسات الاستراتيجية الوجودية  للكيان الصهيوني، وقد كتبت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع  وبحث بشكل جيد على ما يظهر، وبالتالي ما هو الذي تقوله إضافة إلى ذلك افتتاحية يديعوت أحرونوت، التي كتبها سامي بيرتس التي تذهب أبعد بخطوة بالجيش ليس كمهيمن، بل لاعب أساسي، ويكاد يصبح حزبا يتجاذب أصوات الناخبين.

تعكس كلمة "الوسط" مفارقة سياسية واضحة في الوسط السياسي الصهيوني، فهي على مر السنين جذبت الكثير من الناخبين، الذين يبحثون عن ثنائية مستحيلة على ما يبدو: ذراع أمنية قوية وسعي نحو السلام.

وتقول افتتاحية يديعوت أحرونوت إن هذا الخيار قد يجده الناخبون لدى الجيش الي تحول خلال العام الماضي إلى أقرب ما يكون من حزب "وسطي" كما يزعم التحليل. ويرى أن معظم الأحزاب الوسطية لايمكنها الصمود أكثر من يومين أو ثلاثة في الكنيست، ولكن الطلب دائم عليها وهكذا يصبح الجيش هو الحزب الوسطي الدائم.

ويلاحظ التحليل أن أسئلة استراتيجية ووجودية صهيونية تتموضع الآن في الوسط مثل "تقسيم البلاد" إلى دولتين، والإبقاء على الكتل الاستيطانية وإخلاء المستوطنات المعزولة، مقابل "إنهاء الصراع" ولكن هذا الحل يبقى غائب لدى اليسار واليمين، ولايمكن جدولته إلا ضمن ضمان القوة العسكرية والقدرة على الإجابة على "الأسئلة الأخلاقية".

تشير الافتتاحية إلى أن الجيش يمكن التعرف عليه كحزب وسطي من خلال فيلم "الحراس" الذي أنتجه الشباك ردا على ديفيد بيتان الذي اتهم الشاباك والأجهزة الأمنية بالجبن إثر أحداث القدس المحتلة، ويعكس الفيلم الجيش وأجهزة الأمن كحزب وسط، فهم  الوكالات التي تستخدم القوة، والقسوة في بعض الأحيان، ولكن أيضا يفهمون حدود القوة كما يزعم الفيلم المذكور، ويعرفون كيف يكبحون جماح السياسيين، بل وإنقاذهم من أنفسهم. والمثال الواضح إحباط وعود ليبرمان باغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية.

 وقد ظهر جليا في الموضوع الإيراني أن الشين بيت والجيش فضلا الذهاب إلى الحلول الدبلوماسية بينما لم يقصر رئيس الوزراء ووزير الحرب أيامها أيهود باراك في إطلاق تصريحات حربية نارية، وكذلك رأي الجيش في جريمة القتل التي ارتكبها الجندي إليئور عزاريا في الخليل المحتلة، وذهب ضحيتها الشهيد الفلسطيني عبد الفتاح الشريف الذي قتل بدم بارد وهو مصاب.  حيث أصر الجيش على معاقبته واعتبر سياسيون أنه بطل.

وترى الصحيفة أن موضعة الجيش كحزب وسطي لايأتي مصادفة في ظل أكثر الحكومات يمينية منذ عشرين عاما. حيث رغم كل شيء لم يتتمكن الجيش من الصعود أكثر من ذلك على اليمين في ظل هذه الحكومة لايوجد شيء يميني أكثر منها. ويبدو هذا الكلام أشبه بنقد ليمينة الحكومة أكثر مما هو تقرير عن وسطية الجيش الذي نعرف أنه لم يتردد بارتكاب كل الجرائم ضد الشعب الفلسطيني سواء تلك التي أقرت سياسيا أو التي بادر إليها بنفسه تبعا لإجراءات الميدان كما يزعم.

 ويبدو أن السباق يتبلور انتخابيا فعلا، فأحزاب الوسط تتسابق على ضم القادة العسكريين السابقين، وفي الواقع اليمين أيضا سيدخل سباق الاستحواذ على هؤلاء القادة، وسيأخذ هذا الواقع بعين الاعتبار.

وبالتالي، فبمقدار ما يبدو أنه نزوع الجيش الصهيوني للهيمنة على الحيز السياسي ومد أذرعه الأخطبوطية داخل الأحزاب والمؤسسات هناك أيضا مد معاكس حيث تسعى هذه الأحزاب إلى تجنيد حصتها من الجيش والاستيلاء على قطعة من كعكته، ولايبدو أن المسار تصادمي حتى الآن ولكن الوقت مبكر ربما للحكم على هذا.