Menu

لماذا اختار ترامب شن حرب على الفلسطينيين؟

بوابة الهدف - وكالات

يقول جلعاد أتزمون  في مقالة على مدونته إن أحدا لم يستخدم عبارة جورج أورويل  "الحرب هي السلام" أفضل من دونالد ترامب. تحدث أورويل في روايته الأشهر 1984 كيف يحافظ الحزب على الاستقرار داخل الوطن من خلال شن حروب مستمرة في أماكن أخرة، وهذا ما يفعله دونالد ترامب.

ويؤكد البعض أن الرئيس الأمريكي "معتوه" و "جاهل". آخرون يجزمون أن مهاراته الفكرية محدودة. لقد قرأت بعض التقييمات السلبية للحالة النفسية للرئيس. ولكن لا أحد يستطيع أن يشكك في إنجازات ترامب. ضد كل الصعاب، ترامب أصبح رئيسا. وهناك  جهود لا هوادة فيها لطرده من منصبه، تمكن من التمسك بالبيت الأبيض و يتخذ قرارات لا تحظى بشعبية ولا يمكن التنبؤ بها و لا معنى لها لمعظم الناس وليست معفقولة ويتصل مع العالم بأساليب غريبة عبر المقثتطفات ةوالتغريدات ويتحول إلى معجة ويسود نمطه.

وبالنسبة لشخص يزعم أنه لم يقرأ كتابا كاملا في حياته، تمكن ترامب من تحقيق الكثير. كيف يفعل ذلك؟ ما الذي يدور في ذهنه؟ الحرب هو السلام، تكمن هذه المقولة في صميم استراتيجية ترامب للبقاء. الحرب هي منطقة  الاسترخاء الترامبية.

ومنذ أول يوم له في منصبه، لم يفوت الرئيس الأمريكي فرصة لتهديد الصراع العالمي. لقد أثار غذب إيران، وغضب كوريا الشمالية، والآن يعمل على إزعاج الفلسطينيين. وكانت كوريا الشمالية المحرومة ظاهريا فعالة للغاية في مواجهة العدوان الأمريكي. وقد استغرق مهندسو كيم جونغ أون بضعة أشهر فقط لتقديم القدرة البالستية التي يمكن أن تحول المدن الأمريكية إلى ركام يتآكله الغباروبمقدار ما أن كوريا الشمالية خطرة فإن إيران كقوة عظمى إقليمية ليست عدوا مثاليا له، وهكذا كان ترامب بحاجة إلى عدو أضعف فوجد الفلسطينيين كخصم مثالي.

الحرب في فلسطين هي راحة بال في واشنطن. ويبدو أن هذا يتناسب مع عقيدة ترامب. ولكن هل الفلسطينيون مثاليون حقا للدور؟ هل هم ضعفاء كما يعتقد؟  يعتقد المعلقون الاسرائيليون ان الزعماء العرب والمسلمين لن يدعموا فلسطين . الخطر هو أن الجماهير العربية والإسلامية تتفاعل بشكل مختلف جدا. وقد تصبح الحالة سريعة التقلب. والسؤال القاسي الذي يجب أن يطرحه الأمريكيون أنفسهم صباح الغد هو كيف لفكرة ترامب أن 'الحرب هي السلام" أن تجعل أمريكا قوية مرة أخرى؟ ما يعكس أن تكتيكه هو فقط البقاء على رأس السلطة وترامب وحده هو المستفيد.

بقدر ما أستطيع أن أقول، ترامب يقوم بعمل عظيم في طمس ما تبقى من الهيمنة العالمية الأمريكية، سنة أخرى في منصبه ومكانة أمريكا ستتلاشى، ولعل هذه هي القوة الإيجابية في السياسة العالمية المعاصرة.