قال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أنّ الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية ليس شكليًا، إنما دعمًا حقيقيًا ومركزيًا وجوهري لتواصل هذه المقاومة ضد الاحتلال.
واعتبر العاروري أنّ قيادة حركة فتح غير قادرة على تطبيق المصالحة بالمعايير الوطنية المبنية على الوحدة الوطنية القائمة على مواجهة الاحتلال.
وجدد في تصريحاتٍ صحفية التأكيد أن حماس مصرة على المصالحة وبناء الوحدة الوطنية، ولن تتراجع عن هذا القرار، مؤكدًا أنها مستعدة للاستجابة لأي دعوة قد توجهها القاهرة مرة أخرى، وأن قرار المصالحة لدى حماس هو سياسية ثابتة وموقف إستراتيجي وهدف مقدس لن تتراجع عنه.
وأضاف العاروري: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل إنجاح المصالحة الداخلية الفلسطينية، لكنا لن نقبل بتقديم تنازلات لمصلحة الاحتلال كسلاح المقاومة، مشددا على أن حركة حماس جادة وذاهبة لتحقيق مصالحة وطنية قائمة على الشراكة، والتعاون في مواجهة المشروع الصهيوني وخدمة شعبنا والحفاظ على ثوابته.
وحمل العاروري دولة الاحتلال وأمريكا المسؤولية الأولى عن تباطؤ سير المصالحة، لأن استمرار الانقسام يصب في مصلحتهم ويخدمهم سياسياً وميدانياً، داعيا قادة فتح إلى بناء منظومة وطنية فلسطينية واحدة قائلاً: "نقول لشركائنا في حركة فتح تعالوا نبني منظومة وطنية فلسطينية واحدة تخدمكم أمام العالم وتمثل الشعب الفلسطيني كافة".
وشدد العاروري أن تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية المركزية الأولى وهي مدينة القدس والضفة الغربية قبل أن تخدم قطاع غزة، رافضاً المقارنة بين الخطر والحصار الذي يواجه قطاع غزة وبين الخطر الكبير الذي يواجه مدينة القدس.
وحول علاقات حركة حماس الخارجية، قال العاروري إن قاعدتنا في بناء علاقتنا هي عدم إدخال القضية الفلسطينية في الصراعات الداخلية للأمة، مخاطباً قادة الأمة: "اعفونا من أن نكون جزءا من صراعات المنطقة لنبقى رأس حربة في مواجهة الكيان الصهيوني".
ولفت أن حركة حماس تبني علاقاتها على قاعدة ما تستطيع أن تقدمه هذه الجهة أو تلك في دعمنا في مواجهة الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية لم يتوقف، وهو مؤشر على جدية إيران في مواجهة الاحتلال.
وشدد أن ما تقدمه إيران من دعم للمقاومة ليس شيئا شكليا أو رمزيا، بل حقيقي ومركزي وجوهري لاستمرار المقاومة وفعاليتها، لافتا إلى أن علاقة حماس مع إيران قائمة على أساس دولة سقفها الأعلى في مواجهة الاحتلال، ومستعدة لدعم حقيقي وعلني للمقاومة.
وحول ملف الأسرى، قال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة: "إن هذا الملف على سلم أولوياتنا وحماس، مؤكداً جاهزية حركة حماس من أجل إنجاز صفقة تبادل مع دولة الكيان، إلا أن الاحتلال لا يتحرك في هذا الاتجاه".
