Menu

وثيقة وطنية بديلة..

26993950_2018123931792332_4114813483572577106_n

رجا اغبارية - عن فيسبوك

الكلمة التي القيتها في المؤتمر "العالمي" الاول لدعم فلسطينيي الداخل بتاريخ 31.3.2016.
كانت الكلمة الرسمية للمكتب السياسي للحركة، وهي بمثابة وثيقة وطنية بديلة لوثيقة "عرب اسرائيل" التي قدمها السيد محمد بركة باسم الاغلبية في المتابعة.
منذ ذلك الحين وبركة يتحايل لمنع اسماع الصوت الآخر في المتابعة لصوت الاسرلة. رغم تقديم مؤسسة عدالة لائحة اتهام مهمة تفضح دولة الابارتهايد الصهيونية هذا العام ، الا ان قيادة المتابعة مصرة على التعاطي معنا كعرب اسرائيل ونتضامن مع ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع واللجوء، وتستمر هذه القيادة بمطالبة العالم بدعم حقوقنا المدنية كاسرائيليين نتعرض لتمييز عنصري قانوني وسياسي، وليس لاننا جزء من الشعب الفلسطيني وقضيته وحلها. اي اننا لم نتعرض في هذا الجزء من فلسطين 78% ، لاحتلال وضم وتبديد هويتنا الوطنية لكوننا فلسطينيين واصحاب البلاد الاصليين، وان الصهاينة هم مجتمع احتلالي كولونيالي عنصري، اصبح يعمم احتلاله على كل ارض فلسطين التاريخية. ان تعريفنا كاسرائيليين وتغليب هذه المواطنة القسرية الاحتلالية على هويتنا الوطنية الفلسطينية ، انما يساهم في شرعنة دولة الاحتلال مبدئيا" ويشرعن ممارسة مواطنتها ومؤسساتها الكولونيالية على حساب وحدتنا الوطنية مع شعبنا تاريخا" وحاضرا" ومصيرا" . لذلك ارتأيت نشر موقفنا المبدئي الفلسطيني مقابل ورقة تثبيت الاسرلة التي سيعقد مهرجان الغد للمتابعة بناءا" عليها، دون اعطاء الرأي الآخر، بحسب دستور المتابعة المفقود، من التعبير عن نفسه في هذا المهرجان، المؤتمر!

الجمهور الكريم

ايها الاخوة والاخوات قادة لجنة المتابعة

ايها المتضامنون معنا اينما كنتم

تحية فلسطينية خالصة من فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل

في هذه العجالة , لا بد من الاضاءة على قضيتين اثنتين فقط :

الاولى : ما هي الحقوق التي نطالبكم بالتضامن معنا لتحقيقها , ماذا نريد وماذا يمكن ان يتحقق ؟

والقضية الاخرى هي ما هو مصدر هذه الحقوق ولماذا نشأت ؟

اريد ان ابدأ من الآخر اذا سمحتم .

ان تاريخ صراعنا مع المشروع الصهيوني بدأ منذ عام 1881م , اي مع بدء الاستيطان الصهيوني على ارض فلسطين . وهو جزء من الصراع العام لشعبنا الفلسطيني في مواجهة هذا المشروع الكولونيايلي الفاشي على ارضنا . ولم يبدأ صراعنا ولم تبدأ محنتنا عام 1948م , بل ما حصل عام 1948م هو اقامة دولة عبرية – يهودية على انقاض شعبنا وارضنا على 78% من ارض فلسطين , ما اصبح يعرف بدولة اسرائيل . حيث تم تشريد معظم ابناء شعبنا نتيجة لهذا الاحتلال بالقوة لارض وطننا , وتبقى نحو 15% من الشعب الفلسطيني متشبثاً بارضه ووطنه . اي نحن في الداخل الفلسطيني .

نتيجة لهذه النكبة التي حلت بشعبنا , اضيفت جزافاً الى هويتنا مسألة المواطنة الاسرائيلية , وهي نتاج قرارات دولية الزمت بها اسرائيل عند اعطائها شرعية دولية , تبدأ من قرار التقسيم عام 1947م وتمر عبر قرار قيام اسرائيل , واتفاقيات رودوس مع الاردن بشأن المثلث , لتنته بقرارات الامم المتحدة في جنيف حول حقوق المجموعات القومية التي بترت عن جسد شعبها . جميع هذه القرارات تتحدث عن الزام دولة الاحتلال بالمحافظة على اراضينا واعطائنا حقوقنا المطلبية والقومية والثقافية والسياسية والتنظيم وتوفير العيش الكريم وحق التواصل مع ابناء شعبنا وامتنا دون مضايقة ودون تقديم اي تنازل سياسي او وطني عن هويتنا الوطنية .وهذا ما نقضته اسرائيل , وهذا هو مصدر المعناة اليومية التي المت بنا .

هنا ولدت نظرية ما يسمى بالخصوصية لهذا القطاع من الشعب الفلسطيني , التي سرعان ما اتت على نهايتها في عام 1967م حيث قامت دولة اليهود باستكمال احتلال كل ارض فلسطين , وحتى يومنا هذا . وقد وحدت اداة الاحتلال شعبنا مرة ثانية تحت نفس الظروف مع تباين زمني . رغم ذلك تحولت الخصوصية المفقودة والتباين الزمني الى شماعات ايديولوجية , منها المبدئية ومنها التكتيكية , لدى البعض الآخر من الفلسطينيين الذين تصدروا الشعب الفلسطيني في ظروف تاريخية فارقة , واصبحوا يذوتون ما اراده الاحتلال الصهيوني لنا من تجزئة وتمايز بين ابناء ومناطق الشعب الفلسطيني . لتسهل عليه عملية الاجهاز على كل فلسطين من البحر الى النهر , وهذا ما يحصل اليوم .

فاصبحنا عرب اسرائيل وفلسطينيي غزة المحاصرة منذ عشرة اعوام مع سلطة خاصة بها والضفة وسلطتها التي اقامتها اسرائيل عبر اتفاقات اوسلو المدمرة وتفتخر بالتنسيق الامني المقدس مع الاحتلال .

لقد ذوتنا كفلسطينيين سياسة التجزئة والخصوصية والانقسام واصبحنا نتصارع داخلياً حوله , وحولناه الى صراع اساسي وتركنا الصراع التحرري من الاستعمار الصهيوني الذي اصبح يسيد رسمياً وفعلياً على كل ارض فلسطين التاريخية .

لقد حولنا صراعنا الوطني العام الى صراع حول تفاصيل الحقوق اليومية والعيش الكريم , وكأن التاريخ المادي للشعوب يعترف بعيش كريم تحت الاحتلال والعنصرية , تحديداً في زمن امبريالية العولمة التي تبني مشاريعها الاستعمارية الجارية حالياً من خلال تطبيق نظرية تجزئة الشعوب وتفتيتها , وبخاصة في عالمنا العربي !

ان مصادرة بيت في عكا القديمة وبيت في يافا الفلسطينية هو نفسه مصادرة بيت في القدس القديمة ومدينة الخليل . ان هدم قرية العراقيب في النقب وهدم مضارب البدو في غور الاردن وهدم بيت في الطيبه وبيت جالا والرام ورام الله هو نفس المشروع . ان خطة تهويد الجليل منذ يوم الارض الخالد وبناء المناطر الاستيطانية على قمم الجليل والمثلث وارض النقب هي نفس مشروع بناء المستوطنات التي اصبحت تبتلع 65% من ارض الضفة الغربية . ان مشاريع القوانين الرسمية الاسرائيلية سواء بخصوص الارض والبناء المسمى غير مرخص والطرق الالتفافية في الجليل والضفة والممارسات العنصرية الممهورة باحتلال عسكري او مدني في الضفة او في الداخل , جميعها تؤكد وجود دولة احتلال وابارتهايد على طول وعرض ارض فلسطين التاريخية .

بناءً عليه فان النضال الفلسطيني الشامل يجب ان يكون على هذا الاساس ويتجاوز كل التقسيمات والخصوصيات التي صنعها الاستعمار الصهيوني وجعلنا نذوته تحت مسوغات الاعتراف بالواقع المفروض علينا احتلالياً .

نحن لا نريد مساواة ومواطنة كاملة في دولة اليهود , فهذه لم تحصل على مدار سبعة عقود ولن تحصل في ظل التوجه اليميني الفاشي لدولة الاحتلال والابارتهايد ! نحن لا نريد ذلك , لأن هذا هو المسوغ المبدئي لشرعنة هذا المشروع الكولونيالي , وهذا هو المسوغ الذاتي لتبرير تقسيمنا ارضاً وشعباً وقضية ومصيراً .

ان من ينشد المساواة من دولة كولونيالية وعنصرية , عليه ان يتوقع ان تطلب منه اغلبية هذه الدولة بان يقدم واجبه المدني والوطني لهذه الدولة , بان يقدم خدمة مدنية ومن ثم خدمة عسكرية . اي ان يكون ضد شعبه وقضيته الحقيقية التي هي اساس الغبن اليومي اللاحق بنا وبشعبنا . وعليه فان النضال من اجل انتزاع حقوقنا المطلبية هو شرعي وتضمنه المواثيق الدولية ومن يطلب المساواة في دولة احتلال وابارتهايد هو شيء أخر .. خطير !!!

ان تاريخنا لا يبدأ مع قيام اسرائيل وينتهي بالمطالبة بالمساواة فيها . بل يبدأ منذ فجر التاريخ ويمتد الى أخر التاريخ , موحداً مع كل ابناء شعبنا من لاجئين ومهجرين وثابتين مرابطين على ارض الوطن , مقاومين لهذا الاستعمار البغيض بكافة الاشكال المتاحة و مهما طال ليله ووحشيته , وقتله لزهراتنا بدم بارد . ان دماء شهداء الانتفاضة وجرحاها واسراها يضيئون مستقبل هذا الشعب ومصيره , شاء من شاء وتذاكى من تذاكى وتامر من تامر وابى من ابى .

هذا هو المسار الحقيقي الذي يرغب شعبنا بدعمه . مسار الوحدة الوطنية الكفاحية الشاملة , المقاومة لهذا الاستعمار الصهيوني العنصري من الماء الى الماء .

لقد ازالوا الخصوصيات والتقسيمات بانفسهم وحولوها الى معازل احتلالية برمتها مدنية كانت ام عسكرية . فلنقاوم هذا المشروع بوحدة وبتجاوز لهذه المعازل الشكلية التي تساعد عقلية تذويتها , المشروع الصهيوني عينه , الذي يرفضه شعبنا .

اننا نطالب باشراك فلسطينيي الداخل باتخاذ القرارات المصيرية لشعبنا الفلسطيني بكل الطرق الممكنة اننا نرفض الالحاق والأسرلة .

هذا هو المطروح من وجهة نظر حركة ابناء البلد في هذه المرحلة التاريخية دون مواربة ودون تأخير.

المجد والخلود لشهداء شعبنا الابرار

الف تحية لجرحانا واسرانا البواسل خيرة مناضلي شعبنا .

سننتصر حتماً على هذا الكابوس الصهيوني وسنعيد تصحيح حركة التاريخ الى الامام مهما طال الزمن ...

ومعاً على الدرب.