تمرّ هذه الأيام، ذكرى المجزرة الصهيونيّة البشعة التي ارتُكبت في مخيم جنين، بالضفة الغربية المحتلة، والتي استمرت أكثر من 12 يوم. فيما تزامنت مع الملحمة البطولية التي سطّرها أبناء المخيم للدفاع عن أهلهم ومنازلهم.
وبدأت المعركة مطلع نيسان/إبريل من العام 2002، وانتهت يوم 12 منذ الشهر ذاته، تخلّلها عمليات اغتيال وإعدام للمقاومين والمواطنين بالمخيّم، إضافة لإصابة العشرات من سكّانه، وقصف وتفجير مئات المنازل فيه، حتى بات الوافد على المخيم –في أعقاب العدوان- بالكاد يتعرّف على معالمه.
بتاريخ 1 ابريل 2002 نفّذ الاحتلال عدواناً غاشماً على جنين ومخيّمها، بتغطية جوية وبإشراف مباشر من وزير الجيش، ورئيس هيئة الأركان الصهيوني في حينه.
اندلعت معركة شرسة في مختلف أرجاء المخيم، استمرت أكثر من 10 أيام، استشهد خلالها أكثر من 58 مواطناً، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 23 من جنوده، 14 منهم قُتلوا في يومٍ واحد، بينهم 12 في عمليّة فدائية نفّذتها المقاومة بتفجير أحد منازل المخيّم، بعدما كان اقتحمه الجنود، وجُنديّين قُتلوا في كمين أعدّه فدائيون من أبناء المخيّم.
ويُشكك أهالي جنين بالإحصائية المُعلنة من الاحتلال حول خسائره، إذ يُرجّحون مقتل نحو 55 من الجنود الصهاينة، بينهم عدد من الضباط، وعناصر من ما تُسمّى "وحدة النخبة".
وجاء العدوان على جنين ومخيمها في سياق عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية المحتلة، كانت تهدف للقضاء على مجموعات المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في أعقاب تنفيذ العملية الفدائية في فندق "بارك" بمدينة "نتانيا"، التي نفّذها الاستشهادي الفلسطيني عبد الباسط عودة من طولكرم، وهو من كتائب القسام الجناح العسكري ل حركة حماس ، وأسفرت العملية عن مقتل 36 قتيلاً صهيونياً و190 جريحاً. وكانت بتاريخ 27 مارس 2002.
وفي روايات شهود العيان جاء أنّ "القوات الصهيونية كانت تستهدف كل شيء متحرك في المخيّم، وذلك من شدّة ضراوة المعركة وبسالة المقاومة، وفي سياق ذلك قصف الاحتلال سيارة إسعاف ما تسبب باستشهاد الطبيب خليل سليمان خلال عمله الإنساني في تضميد جروح المصابين بالمخيم".
ودمر الاحتلال البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات، كما حظرت في حينه على وسائل الإعلام دخوله لمنع توثيق جرائم القتل، وقيام "البلدوزرات" الضخمة بهدم ما لا يقل عن 455 منزلاً.