Menu

عن العدوان الأمريكي على سوريا

عرفات الحاج

لا مكان هنا او بأي موضع لدي، لمناقشة بديهية وحتمية الموقف الرافض للعدوان، فالأمر واضح ومفهوم أننا لن نكون إلا أعداء للعدوان، وعلى هامش ضيق ابيح لنفسي ان أضع هذه السطور في خدمتكم.

باي حال من الأحوال، من المستبعد شن حرب أمريكية شاملة مباشرة على سوريا، وما يجري الترتيب له هو ضربة عسكرية تفوق نظيرتها في الشعيرات قليلا من حيث التأثير العسكري وكثيرا من حيث الشكل الإعلامي، والحديث عن احتمالات تحول الضربة لمعركة عسكرية روسية امريكية لا مكان له في عالم الواقع وإن كان هناك مكان لأن نرى بعض التجاوز لضوابط الاشتباك بين الطرفين قد تفاجئنا، وعلى ذلك يمكن تسجيل التالي بخصوص سيناريو الاعتداء الغربي الأمريكي: 

1. الهدف الاول لهذه الغارة هو طائرات وموارد سلاح الجو السوري، تستثنى منه تلك الطائرات المرابطة في قواعد مشتركة مع الطيران الروسي والتي تطلع الولايات المتحدة على احداثياتها بشكل دائم بواسطة خطوط التنسيق العسكرية المشتركة مع الروس والمخصصة لتفادي الاشتباك، وهو ما يعني تقليص خسائر هذا السلاح لما دون 20%_ 30% من اجمالي عديد طائراته. 

2. الهدف الثاني للعدوان، هو قدرات الدفاع الجوي السوري من بطاريات للصواريخ ومنظومات للرادار وهو الضرر الأكبر الذي ستحدثه الغارة، والمستفيد الأكبر منه اسرائيل بالطبع. 

3. الهدف الثالث هو مواقع للقوات البرية للجيش السوري والتشكيلات المتحالفة معه لكنها لن تمس بقوات ايرانية نظامية او شبه نظامية بشكل مباشر على الأرجح ، ولو حدث ذلك فنحن أمام درجة كبيرة من احتمالات الرد.

4. ضرورة استبعاد المواجهة المباشرة مع الروس ستدفع الأمريكيين، لأستخدام الصواريخ بعيدة المدى في جل انشطة عمليتهم، وان كان من المرجح توجيه صواريخ اخرى بواسطة القاذفات والطائرات دون التوغل في المجال الجوي السوري، ويأتي دور الطائرات للتأكيد رمزيا وليس فنيا على قدرة المعسكر الغربي على تجاوز انظمة الدفاع الجوي الروسي في سوريا وكذلك اختبار قدراتها وانماط عملها.

5. بكل الأحوال سيحرص الغربي على ايقاع اعداد من الضحايا والشهداء من القوات السورية وحلفائها. 

6. نحن نتحدث بالأساس عن مسعى أمريكي لتدارك ما أعتبر في أروقة المؤسسة الأمريكية خطيئة أوباما، حين قايض توجيه ضربة عسكرية لسوريا مقابل تسليمها لاسلحتها الكيمياوية، وهو ما اعتبر انذاك في أروقة المؤسسة الأمريكية بتنازل عن الردع الأمريكي من خلال السماح بخرق الخطوط الحمراء التي اعلنتها مسبقا ادارة اوباما (هيلاري كلينتون نكلت باوباما جراء ذلك). 

7. عدد كبير من الصواريخ الأمريكية الموجهة لاكثر الاهداف حساسية سيتم اسقاطها بواسطة الدفاعات الجوية السورية والروسية، ولكن مع ذلك ستبقى الغارة/ العملية مكلفة عسكريا وبشريا ، ويبقى من المستبعد اسقاط طائرات امريكية بواسطة الروس وكذلك من المستبعد ردهم على مصادر اطلاق الصواريخ، فاسقاط صواريخ أمريكية هو شيء مختلف عن اسقاط طائرات أمريكية أو إصابة القطع البحرية الأمريكية التي ستطلق هذه الصواريخ. 

8 . أي كان حجم الغارة فمن المستبعد ان تؤثر على موازين الحرب في سوريا، فلا توجد قوات جاهزة للمعارضة المسلحة للاستفادة من مفاعيل الغارة. 

9.على عكس بعض التوقعات سيكون هناك رد على هذه الغارة، وان كان من المستبعد ان يكون فوري، حيث سيطال القوات الأمريكية على الأراضي السورية وقواعدها بعمليات تنفذها مجموعات غير نظامية. 

السلامة لسوريا وأهلها .