ليس أوقح من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، فقد دعا نفسه بنفسه إلى الاحتفال بالذكرى 73 للنصر على النازية في 9 مايو/أيار 1945 في موسكو، من دون توجيه دعوة رسمية إليه!
ولو فكّر هذا الفاشي قليلاً، لجلس في بيته في هذه الذكرى، ذلك أن دويلته بما اقترفته وتقترفه من مذابح وجرائم يومية بحق الفلسطينيين والعرب عموماً والإنسانية جمعاء، تفوقت على كل ما اقترفته الفاشية والنازية وهولاكو بحق الشعوب والأمم في التاريخين القديم والحديث. إنها مفارقة محزنة تماماً، كمثل مشاركته في تظاهرة باريس العالمية ضد الإرهاب عام 2015.
نعم، إنه رئيس وزراء دولة الإرهاب المنظّم والمتصل ضد الفلسطينيين والعرب، الذين هم من وجهة نظره وحاخاماته وكل قادة «إسرائيل»: «أفاعي وصراصير، والجيدون منهم.. الميّتون»، مثلما: «أن التعامل مع العرب يتوجب أن يكون فقط من خلال القوة فهم الصاغرون لها دوماً»، كما «يجوز قتلهم.. حتى أطفالهم!»، و«لا وجود للفلسطينيين والعرب، فهم من اخترعوا قضيتهم!»، و«ما يسمى ب فلسطين هي تاريخياً أرض «إسرائيل!»، مثلما «أن العرب ليسوا أكثر من بدو رحّل! وما يدعونها فلسطين.. كانت خالية قبل عودة اليهود إليها.. سكنَها متوحشون، إرهابيون بطبعهم.. جهلة.. ليس لهم علاقة لا بالحضارة أو التاريخ!».
هذا ما قاله نتنياهو في مؤلفاته.
ويضيف: «أرض الأردن جرى اقتطاعها من أرض «إسرائيل»، وباستطاعة الفلسطينيين إقامة دولتهم فيها..!»، وغير ذلك من عبارات العنجهية والصلف والعدوان.
للعلم دول أوروبية كثيرة تعمل بموجب قانون «غيسو»، وبموجبه يتعرض للسجن 6 سنوت كل من يحاول مجرد التشكيك في الرواية اليهودية عن الهولوكوست. كلنا يعرف مصير المفكر الفرنسي روجيه غارودي الذي أسلم وغيره من الذين انتقدوا وينتقدون اليهود وأضاليلهم؛ إذ يتعرضون للتعتيم الإعلامي، وعدم نشر كتبهم وآرائهم في كافة دور النشر والصحف الغربية، وطردهم من أعمالهم الوظيفية واعتقالهم واتهامهم ب«العداء للسامية»، وغير ذلك من الوسائل!
للعلم هذا القانون عممه اتحاد الدول الأوروبية، ليصبح ساري المفعول في كافة الدول الأوروبية.
هل هذه هي الديمقراطية والعدالة والمساواة في أوروبا؟ ثمة تساؤل في غاية الأهمية: لماذا تعتبر الجرائم «الإسرائيلية» دفاعاً عن النفس والمقاومة للاحتلال تعتبر «إرهاباً»؟.
إن من أفحش الجرائم في التاريخين القديم والحديث هي جريمة اغتصاب فلسطين وطرد أهلها، وإقامة دولة «إسرائيل» على حساب الشعب الفلسطيني. نعم كثيرون من الكتاب الأمريكيين (بروفيسور الهندسة الأمريكي آرثر بوتز، وفرانسيس باركر يوكي)، ومن هؤلاء أيضاً اليهودي الأمريكي نورمان فلنكشتاين في مؤلفه بعنوان: صناعة الهولوكست، الذي يتهم فيه «إسرائيل» بالمتاجرة بدماء الضحايا اليهود، لتبرير احتلال فلسطين وممارسة المذابح والجرائم اليومية بحق شعبها.. وآخرون كثيرون.
بعد إعلان ما سموه ب«الاستقلال الإسرائيلي»، بعشرة أيام في 24 مايو/أيار 1948، قال دافيد بن جوريون في جلسة للهاجاناة: «يجب تدمير مدينتي الرملة واللد على الفور، ويجب تنظيم كتيبة الياهو وتوجيهها ضد جنين من أجل احتلال غور الأردن.. يجب تقديم التعزيزات ل«متلف- قائد عسكري الذي مهمته هي احتلال جنوب لبنان من خلال قصف مدينة صور، ومدينة صيدا ومدينة بيروت..».
نعم، هذا هو بن جوريون وليس نابليون بونابارت، الذي وعد ب«هكذا سننهي الحرب، ونصفي حساب أجدادنا مع مصر ومع آشور وآرام».
إن غالبية الدول العربية تعرضت لاعتداءات «إسرائيلية»، حتى تلك البعيدة جغرافياً عن فلسطين، إما باغتيال قادة فلسطينيين وعلماء عرب، وقادة مقاومة عربية فيها، أو تدمير أهداف عسكرية، باعتداءات مباشرة عليها!
لقد استبعد رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو عقب لقائه بالرئيس بوتين، أن تسعى روسيا للحد من العمليات العسكرية «الإسرائيلية» في سوريا، لكن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث بوتين إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، صرح بعد اللقاء بأن موضوع الهجمات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية طرح خلال زيارة نتنياهو إلى موسكو.
وأضاف: «إن ما يحدث من تصعيد وتبادل الضربات بين الإيرانيين و«الإسرائيليين» يثير الأسف الشديد؛ لأنه يجري على أرض دولة ذات سيادة هي سوريا». وبذلك فإن نتنياهو يكذب، كما كذب في استعراض نتائج كل المباحثات الأخرى التي أجراها مع بوتين، ولذلك فقد عاد بخفي حنين.