Menu

انتخابات العراق: الصدر يتصدّر والحشد ثانيًا.. والعبادي بعدهما

بوابة الهدف _ وكالات

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، فوز "تحالف سائرون" الذي يقوده مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السبت الماضي، ويأتي ذلك بعد تأجيلاتٍ عدة، وضغوطاتٍ قيل أنّ الهيئة "تعّرضت لها".

وبحسب النتائج، فقد تصدّر «تحالف سائرون» (المدعوم من مقتدى الصدر) القوائم الفائزة بـ54 مقعداً، تلاه «تحالف الفتح»، الذي يقوده الحشد الشعبي (بزعامة هادي العامري) بـ47 مقعداً، أما «إئتلاف النصر» (بزعامة حيدر العبادي)، وهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته، فقد حلّ ثالثاً بـ42 مقعداً.

في وقتٍ حاز «إئتلاف دولة القانون» (بزعامة نوري المالكي) على 26 مقعداً. بدوره، حلّ «إئتلاف الوطنية» (بزعامة إياد علّاوي) خامساً بـ22 مقعداً، و«الحكمة» (المدعوم من عمار الحكيم) سادساً بـ19 مقعداً، في حين جاء «تحالف القرار العراقي» (بزعامة أسامة النجيفي وخميس خنجر) سابعاً بـ14 مقعداً.

كردياً، حافظ «الثنائي» على صدارة المشهد في «إقليم الشمال»، مع فوز «الحزب الديموقراطي الكردستاني» (بزعامة مسعود البرزاني) بـ25 مقعداً، و«الاتحاد الوطني الكردستاني» (أبناء جلال الطالباني) بـ17 مقعداً، في مقابل خروقات محدودة للكيانات المعارضة.

وكان من المفترض أن تعلن المفوضية النتائج عند الساعة السادسة من عصر أمس، إلا أن التأجيل الذي وصل حدّ مرّاتٍ خمس، انتهى بالإعلان عند الساعة الـ1.30 فجراً.

وفي خطوةٍ لافتة، التقى الصدر، مساء أمس، سفراء دول «الجوار العراقي»: السعودية، وسوريا، والأردن، و الكويت ، وتركيا. وأفاد بيانٌ صادرٌ عن مكتب الصدر أن اللقاء «ركّز على مناقشة الوضع السياسي في العراق، وآخر المستجدات في المنطقة، والاستماع إلى وجهة نظر الصدر حول التحالفات السياسية العراقية، ومع من سيتحالف لتشكيل الحكومة المقبلة»، مؤكّداً أن الصدر يدعم خيار «العراق القوي». 

وأعرب الزعيم الشاب، عن تمنياته بأن «يكون العراق هو عنصر جامع للمنطقة لإحلال السلام، وإبعاد شبح الإرهاب»، مشيراً إلى أن «كل ما يحدث في دول الجوار يفيء بظلاله على العراق، والعكس أيضاً». البارز في لقاء الأمس، غياب السفير الإيراني إيرج مسجدي، على رغم أن بلاده من دول «الجوار»، الأمر الذي ردّه المراقبون إلى «حجم الشرخ وتباعد وجهات النظر بين طهران والحنانة»، وقد عبّر الصدر عن ذلك بشكلٍ ضمني، بقوله: «أتمنى على الدول دعم العراق من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط، على أن يكون ذلك على نحو الدعم لا التدخل»، مشدّداً على أن يكون «قرار العراق بيده».

ويعد الصدر خصمًا للولايات المتحدة و إيران على السواء، وفي الآونة الأخيرة، أعاد تقديم نفسه بصفته محاربا للفساد بعدما ذاع صيته في قيادة مسلحين في مواجهة الغزو الأمريكي في عام 2003.

وفي سياقٍ منفصل، نفى المتحدث باسم «النصر» حسين العادلي، «الأنباء التي تتحدث عن خروج (حزب الفضيلة) من (النصر)»، معتبراً أن «لا أساس لها من الصحة... و(الفضيلة) لا يزال مكوّناً رئيسياً من مكونات (النصر)». وأضاف العادلي أن البلاد «ما زلت تعيش أجواء التنافس الانتخابي، وبث أخبار كهذه هدفها التشويش على المواطنين، خصوصاً أننا دخلنا في مرحلة التحالفات الانتخابية لتشكيل الحكومة المقبلة»..

كانت هذه أول انتخابات يشهدها العراق منذ إعلان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما لا يزال هناك نحو 5000 عسكري أمريكي في العراق لدعم قواته المحلية التي كانت تقاتل التنظيم.

وبالرغم من الأداء الضعيف في الانتخابات، إلا أن العبادي قد يتولى رئاسة الحكومة مرة أخرى بعد مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة التي من المقرر أن تنتهي في غضون 90 يوما.

وسيكون في انتظار رئيس الوزراء الجديد مهمة الإشراف على إعادة البناء بعد الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات شاسعة من البلد في عام 2014.

وتعهد مانحون دوليون في فبراير/ شباط بمنح العراق 30 مليار دولار، لكن مسؤولين عراقيين قدروا أن البلد بحاجة إلى 100 مليار دولار. فقد شهدت مدينة الموصل وحدها تدمير أكثر من 20 ألف منزل ومتجر.

ومازال أكثر من مليوني عراقي يعيشون كنازحين في أنحاء البلد، فيما يستمر تنظيم الدولة في شن هجمات بالرغم من خسارة الأرض التي خضعت لسيطرته يوما ما.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية د44.5 في المئة من الناخبين المسجلين، وهو ما يقل كثيرا عن الانتخابات السابقة.