Menu

الصورة ليست خدعة

د.فايز رشيد

قالت مصادر السفارة الأمريكية في دويلة «إسرائيل» إن السفير ديفيد فريدمان خُدع عندما التقطت له صورة، وهو يتسلم صورة معدّلة للقدس الشرقية تم إزالة المسجد الأقصى منها، ووضع مكانه نموذج لهيكل يهودي. وأضافت السفارة في بيان نشرته قبل أيام «إن الصورة المركبة للقدس دفعت أمام فريدمان من دون علمه خلال زيارة قام بها إلى جمعية «خيرية» في مستوطنة بني براك بالقرب من تل أبيب. وادعت السفارة أن فريدمان «لم يكن على دراية بالصورة التي دفعت أمامه عندما التقطت له الصورة»، مضيفة «لقد شعر السفير بخيبة أمل عميقة لمحاولة استغلال زيارته إلى بني براك لإثارة الجدل». وأكدت السفارة الأمريكية في بيانها «أن «السياسة الأمريكية واضحة تماماً.. نحن ندعم الوضع القائم»، وطالبت باعتذار رسمي من جمعية «أخياه» (الأخوة) التي قدّم مسؤول عنها الصورة إلى فريدمان».

يأتي بيان السفارة الأمريكية بعد أن نشر موقع (ساحة السبت) «كيكار هشابات» الإخباري اليهودي المتطرف صورة أزيل منها موقع المسجد الأقصى واستبدلها بصورة لهيكل يهودي. وأثارت صورة السفير الأمريكي وهو يحمل الرسم المعدل لمدينة القدس ، استياء الفلسطينيين والعرب والمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعليقاً على الحادثة قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، «إن ظهور فريدمان وهو يبتسم مع صورة فيها آثار دمار لقبة الصخرة، مع هذه الابتسامة يدل على موافقة الولايات المتحدة وإقرارها لمثل هذا الفعل». وتابع عريقات «إلى متى ستبقى هذه التصرفات المنحطة والحقيرة دون رد عربي وإسلامي، يرقى إلى مكانة المسجد الأقصى وعظمته»؟

تريد جماعة ما يسمى ب «أمناء الهيكل» اليهودية بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى، وممارسة طقوسها. وتقوم هذه الجماعة بصنع نماذج لمدينة القدس المحتلة، يتوسطها مبنى الهيكل المنشود. وفي كل عيد فصح يهودي يقوم جماعة «أمناء الهيكل» بجر صخرة كبيرة يعتبرون أنها حجر الأساس لبناء الهيكل ويطالبون الشرطة «الإسرائيلية» بالسماح بإدخالها إلى باحات الحرم لوضع هذه الصخرة هناك. للعلم فإن السفير فريدمان هو يهودي متطرف، وهو صاحب اقتراح إزالة صفة «المحتلة» عن الأراضي الفلسطينية> إن بيان السفارة الأمريكية حول موضوع «خداعه» هو أسطوانة مشروخة ومكشوفة تماماً لكل من يعرف هذا اليهودي المتطرف.

فلسطين عربية خالصة، هذا ما يقوله التاريخ. المؤرخ الإغريقي هيرودوت يؤكد «أن فلسطين جزء من بلاد الشام»، المؤرخون الفرنجة يؤكدون بإجماع النص: «أن فلسطين ديار عربية»، المؤرخ الشهير هنري بريستيد يذكّر بالنص «بأن القدس هي حاضرة كنعانية. بالمقابل،اعترف أبو الآثار(وهو لقب يطلق عليه في «إسرائيل»)، وهو عالم الآثار «الإسرائيلي» الأبرز إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب بعدم وجود أية صلة لليهود بالقدس، ويقول إنه «لا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على اتخاذ اليهود للقدس عاصمةً لهم، وأنه لا وجود لمملكتي يهودا وإسرائيل، وأن الاعتقاد بوجود المملكتين هو وهم وخيال».

من جانبه، قال رفائيل جرينبرج، وهو عالم آثار يهودي ويحاضر في جامعة تل أبيب: إنه كان من المفترض أن تجد «إسرائيل» شيئاً حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع،غير أن «الإسرائيليين» يقومون بالحفر في القدس لأعوام دون العثور على شيء». من زاوية ثانية، اتفق البروفيسور يوني مزراحي، وهو عالم آثار مستقل، عمل سابقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع رأي سابقيْه قائلاً: «لم تعثر «إسرائيل» حتى ولو على لافتة مكتوب عليها - مرحباً بكم في قصر داود». كذلك تصب في هذا الاتجاه دراسات المؤرخ بيتر جميس التي نشرها في كتابه «قرون الظلام» ، والحقائق التي أكدها المؤرخ العالمي الذائع الصيت أرنولد تويبني، والمؤرخ جوستاف لوبون في كتاب «تاريخ الحضارات الأولى»، والمؤرخ اليهودي ذائع الصيت آرثر كوستلر، والمؤرخ شلومو ساند، وغيرهم. وبعد ذلك يحاول فريدمان أن يتغابى!