Menu

في القمة الأصعب منذ سنوات.. ترامب يدفع بـ "الناتو" إلى الانهيار

REUTERS

بوابة الهدف _ وكالات

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الأربعاء، إلى بروكسل للمشاركة في قمة لحلف شمال الأطلسي يُتوقع أن تسودها توترات شديدة، عقب ساعاتٍ من اتهامه للدول الأوروبية بالتقصير في تحمل نفقاتها العسكرية، مطالبا إياها بـ"تسديد" متأخرات للولايات المتحدة.

وقبيل مغادرته واشنطن أكد ترامب مجددًا أن دولا عدة في الحلف "لا تفي بالتزاماتها" على صعيد الانفاق الدفاعي، معتبرًا أن قمته المرتقبة مع بوتين في هلسنكي "قد تكون الأسهل" في جولته الأوروبية.

وفي بروكسل سيلتقي ترامب قادة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، على أمل إظهار مشهد من الوحدة على الرغم من التوتر الصريح بين الحلفاء عبر الأطلسي في عدد من القضايا.

 وتعهد ترامب بعدم السماح للاتحاد الاوروبي "باستغلال" الولايات المتحدة، وهو يشير باستمرار إلى أن الاتحاد لا يقوم بما هو كاف لدعم الحلف الأطلسي ويستفيد "بشكل غير عادل" من التجارة مع الأميركيين.

وتابع أن "حلف الأطلسي لا يعاملنا بشكل عادل لكنني أظن أننا سنتوصل لحل. نحن ندفع الكثير جدا وهم يدفعون القليل جدا"، متداركا "لكن سنصل إلى حل وكل الدول ستكون سعيدة".

وقبل وصوله إلى بروكسل، كتب ترامب على تويتر في الطائرة الرئاسية اير فورس وان إن "دولا عدة في حلف شمال الاطلسي ندافع عنها، لا تكتفي بعدم الوفاء بتعهد لـ2 في المئة لكنها تقصر منذ اعوام في تحمل نفقات لا تسددها. هل ستسدد المتأخرات للولايات المتحدة؟"، وذلك في سياق مطالبته المستمرة للأوروبيين بزيادة نفقاتهم العسكرية في إطار الحلف.

ويشير الرئيس الأميركي إلى ما كانت تعهدت به الدول الـ29 الأعضاء في الحلف بتخصيص 2% من إجمالي ناتجها المحلي للنفقات الدفاعية بحلول العام 2024.

وبلغت أربع دول هذا السقف، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وأستونيا، في حين ستصله أربع أخرى مع نهاية العام، وهي ليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا، بحسب ما أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الثلاثاء.

لكن انعدام التوازن بين الأعضاء يثير استياء ترامب الذي يتحفظ خصوصًا على نفقات ألمانيا، أول اقتصاد أوروبي، التي لا تشكل سوى 1.24% من إجمالي ناتجها المحلي.

في المقابل، وجه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك رسالة حازمة إلى ترامب دعاه فيها إلى "تقدير" حلفائه.

وقال توسك خلال مؤتمر صحفي بعد توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في بروكسل، "عزيزتي أميركا، قدري حلفاءك، فليس لك كثير منهم في نهاية المطاف"، مذكرا ترامب بأن القوات الأوروبية قاتلت إلى جانب نظيرتها الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
     
وتابع "رجاء أن تتذكر ذلك غدا حين نلتقي في قمة حلف الأطلسي، ولكن قبل كل ذلك حين تلتقي الرئيس فلاديمير بوتين في هلسنكي. من الجدير دائما أن تعرف من صديقك الإستراتيجي ومن عدوك الإستراتيجي".

 وفي 2018 بلغت قيمة المساهمة الأميركية في موازنة حلف شمال الأطلسي حوالي 70% من اجمالي النفقات العسكرية للحلف. ويمكن أن تتحول قمة القادة الغربيين في بروكسل إلى خلاف علني جديد بعد قمة مجموعة السبع في كندا في حزيران / يونيو الفائت والتي شهدت انقساما كبيرا.

 وينظر إلى هذه القمة على أنها الأصعب منذ سنوات، وسط مخاوف أن يصبح ترامب أكثر عدوانية تجاه التحالف التاريخي الذي يدعم الأمن الأوروبي منذ 70 عامًا.