أكَّد وفد من البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن هدم قرية الخان الأحمر قرب مدينة القدس المحتلة "يرتقي إلى جريمة حرب".
وأكد رئيس الوفد نكلس سلكيوتس، خلال زيارة خيمة الاعتصام في القرية، أن "البرلمان الأوروبي سيستمر بمعارضة تدمير قرية الخان الأحمر البدوية والتجمعات السكانية الأخرى التي تواجه الترحيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونحن نعبر عن تضامننا الصادق مع الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر منذ عقود عدة من أجل الحرية والعدالة والمساواة، وندعم الحق الفلسطيني في تقرير المصير ونعارض حُكم الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار والأبارتهيد".
ولفت إلى "تبني البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي قرارًا يُعارض قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي أتاح المجال لتدمير القرية"، داعيًا الاتحاد الأوروبي "إلى التدخل الفوري لضمان احتفاظ سكان الخان الأحمر بمنازلهم".
كما وبيّن أن "الاتحاد الأوروبي أعلن مرارًا وتكرارًا دعمه لحل الدولتين، وأن المستوطنات تعتبر غير قانونية وفقًا للقانون الدولي وهي عقبة في طريق السلام، الاتحاد الأوروبي يجب أن يعمل فورًا وبشكل حاسم للدفاع عن مواقفه المُستندة إلى القانون الدولي".
ويتواصل لليوم الخامس عشر على التوالي الاعتصامُ المفتوح في تجمّع الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، احتجاجًا على قرار ما تُسمى "المحكمة العليا" الصهيونية هدم القرية وتهجير سكّانها.
وأفاد منسق حملة "أنقذوا الخان الأحمر" في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة، بأنّ وفود تضامنيّة من مختلف الوزارات الحكومية، ومن الاتحاد الأوروبي ستؤمّ خيمة الاعتصام في الخان اليوم، في مُؤشرٍ على اتّساع دارة التأييد للأهالي، وكذلك الرفض لقرار الاحتلال ومخططاته بهدم وتهجير القرية، لافتًا إلى أنّ الفعاليات الاحتجاجيّة لن تتوقف إلّا بتراجع سلطات الاحتلال عن قرارها.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت إلى تكثيف التواجد اليومي وعلى مدار الساعة، في الخان الأحمر، لإفشال محاولات الاحتلال تنفيذ عملية هدمه، والتصدي له بكل الإمكانات المتاحة مع نشطاء المقاومة الشعبية والأهالي، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان والمتضامنين الدوليين.
ودعت القوى لأن يكون يوم الجمعة المُقبل يومًا لتصعيد الفعل الشعبي المقاوم للاحتلال وتوسيع الحراك التضامني مع الخان الأحمر، حيث ستنطلق مسيرة حاشدة بعد الظهر من الخان باتجاه الشارع الرئيسي.
و"الخان الأحمر" هو واحد من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية يواجه التهديد ذاته. ويقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى"E1"، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت. الهادف إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس المحتلة عن باقي الضفة الغربية.
وقررت "المحكمة العليا" الصهيونية، الأربعاء 5 سبتمبر، إخلاء تجمع الخان الأحمر في غضون أسبوع (انتهى يوم 12 سبتمبر) بعد أن رفضت التماسات قُدّمت من سكان الخان لمنع إخلائه. فيما تُطالب عدّة دول ومنظمات عالمية كيان الاحتلال بعدم هدمه وتهجير الأهالي البالغ عددهم نحو 180 نسمة، بما يخالف كل القوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، سيّما الحق في تقرير المصير.