نشر أرشيف "الدولة" في الكيان الصهيوني يوم أمس برقية عاجلة من تسفي زامير رئيس جهاز الموساد الصهيوني عام 1973 إلى السكرتير العسكري لرئيسة الوزراء غولدا مائير يسرائيل ليئور في صباح يوم الحرب تضمنت تحذيرا واضحا من مصدر الموساد، أشرف مروان أن الحرب وشيكة. ومن الواضح أن تحذير زامير المنقول من أشرف مروان حسب الزعم أعطى تحذيرا واضحا أن الحرب كانت وشيكة.
وتكشف البرقية أن رئيس الموساد حذر بشأن هجوم مشترك بين الجيشين السوري والمصري، الذين خططا لشن هجوم ضد "إسرائيل" يوم السبت، 6 تشرين أول/ أكتوبر 1973، في وقت متأخر بعد الظهر.
وبالإضافة إلى ذلك، كتب زامير أن أنور السادات قد اتخذ يوم 25 أيلول/ سبتمبر بالفعل قرار الشروع في حرب عشية يوم " الغفران"، ولكن لم يبلغ أحد عن الموعد المحدد للهجوم.
في 29 أيلول، عقد السادات اجتماعا لمجلس الأمن القومي المصري، وأبلغ أعضاء المجلس قراره في شن الحرب في المتقبل القريب. و قال الرئيس لمستشاريه أنه الوقت الأنسب للهجوم لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، و في اليوم التالي، أبلغ السادات المجلس الأعلى المصري دون ذكر متى سيحدث الهجوم المخطط له بالضبط.
إلا أنه في 2 أكتوبر، يضيف رئيس الموساد السابق، في برقيته أبلغ السادات وزير الدفاع المصري أحمد إسماعيل، عن موعد الهجوم، مما أتاح له أمرا مباشرا لدعوة ممثلي هيئة الأركان العامة السورية وإطلاعهم على أن الحرب وشيكة. وفي اليوم نفسه، التقى إسماعيل مع ضباط سوريين في القاهرة، وكان بالفعل على متن طائرة متجهة إلى دمشق في اليوم التالي.
وصف زامير، بالاعتماد على المعلومات المقدمة من مروان، وصف الهجوم المخطط له بالتفصيل، قائلا أنه سيفتتح بقصف المدفعية الثقيلة، مما يسمح بهجوم جوي في سيناء و سيتوقف عبور قناة السويس، كما توضح البرقية.
وبحسب مروان، اعتقد السادات أنه قد يفاجئ "إسرائيل"، وكتب رئيس الموساد السابق في رسالته أن مصدره قدر أن هناك "فرصة 99٪" لهجوم في يوم كيبور"، وحول هامش الخطأ بنسبة واحد في المائة، قال مروان إنه لا يزال بإمكان السادات عكس قراره، حتى حين "يكون إصبعه على الزناد".
وفي نهاية الرسالة، كتب زامير أنه وفقا لمصدر معلوماته، يمكن إحباط الحرب من خلال نشر تقارير إعلامية تهدف للإشارة إلى مصر بأن "إسرائيل" تعلم بالمخطط.
وفي شهادته أمام لجنة أغرانات التي انعقدت في أعقاب الحرب، طلب رئيس الأركان السابق يغئال يادين مساءلة رئيس الموساد، ومدير مكتبها في لندن ألفرد (فريدي) عيني، لماذا لم يمرر الموساد البرقية إلى وزير الحرب وتأخر وصولها إلى رئيسة الوزراء وقال عيني ردا على ذلك أن المخابرات العسكرية تلقت المعلومات. وأضاف "هناك مجموعة من الإجراءات التي تتعامل مع المعلومات التي نتلقاها. تحتاج إلى نقلها إلى رئيس الوزراء، لكن الأمر قد يستغرق بضع ساعات. وتمسك عيني بالبروتوكول وقال إنه اتصل بالسكرتير العسكري في الصباح، لكنه كان في اجتماع.
وأضاف زامير "خلال حديثنا قال ليئور انه كان من الأفضل ان أخرجه من اجتماع مجلس الوزراء بدلا من انتظار ان يصبح متاحا." ثم سأل يادين: ألم يكن هناك خطأ في الإجراء عندما لا تصل مثل هذه المعلومات إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع؟ ورد عيني "تقديم المعلومات إلى رئيس الوزراء لم يكن مقصودا لأغراض التشغيل، وبدا غير طبيعي بالنسبة لي إيقاظ ليئور في منتصف الليل و أن أقول له أن هناك هجوم إرهابي محتمل، وهذا ليس في اختصاصه".