عقد مركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب، الثلاثاء، لقاءً حواريًا بعنوان "المأمول من خطاب الرئيس الفلسطيني في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مواجهة تحديات تصفية القضية الفلسطينية وبين التمسك بالثوابت الوطنية".
وترأس جلسة الحوار الدكتور خالد شعبان مدير مركز التخطيط الفلسطيني، مشيرًا إلى المتغيرات السياسية التي تعيش وسطها القضية الفلسطينية، عناصر القوة التي كانت تتمتع بها القضية والتي قد تكون فقدت بعضها أو استبدلت منها عناصر ربما بفعل الهجمة الأمريكية "الإسرائيلية" على شرعية الفعل الفلسطيني في المؤسسات الدولية وخاصة، قرارات الولايات المتحدة.
وأكد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني النائب جميل المجدلاوي، أن التناقض الرئيسي والأساسي والدائم هو مع الاحتلال وهو تناقص دائم ومستمر مع بقاء الاحتلال.
مضيفًا "ولكن في ضوء ذلك يجب أن نستثمر كافة عناصر القوة الفلسطينية في مجابهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية، لتصفية المشروع السياسي الفلسطيني، والشرعية الفلسطينية لذا يجب أن لا ندير الظهر إلى الشرعية الدولية، ولكن في كل الأحوال الارتهان إلى الشرعية الدولية في حل القضية الفلسطينية هي سياسة خاطئة وخاصة لدى الخط الذي يؤمن بأن الشرعية الدولية من الممكن الاستقواء بها على إسرائيل بعد تنفيذ ما هو مطلوب منا".
كما أكد المجدلاوي أن التناقض الثانوية في الساحة السياسية الفلسطينية تقوم بين القوى الوطنية العلمانية وتيار الإسلام السياسي لأن هذا التيار تيار غير ديمقراطي لا يؤمن بالشراكة أو التعددية وينطلق من فكرة الحقيقة المطلقة.
هذا وأشار إلى وجود تناقضات ثانوية اخرى بين التيارات السياسية الفلسطينية ولكن أكد أن هذه التناقضات لا تخرج أحد من المعسكر الوطني. كما أوضح أن المصالحة متعثرة بسبب مسارين عدميين، المسار الأول يرتكز على مقولة إسماعيل هنيه (سوف نغادر الحكومة ولكن لن نغادر الحكم)، والمسار الثاني يرتكز على مقولة الرئيس عباس حول فكرة (إما بتشيل أو بتشيل).
واعتبر أن المأمول من خطاب الرئيس الفلسطيني وما سوف يتناوله في خطابه هو التأكيد على رفض الشعب الفلسطيني لنقل السفارة الأمريكية الى القدس واعتبارها عاصمة ( اسرائيل) وسوف يقول للعالم بأن السلطة تعمل من أجل وحدة الشعب الفلسطيني وحل المشكلة القائمة و سننجح في ذلك، وسيوجه الرئيس للعالم بدعوته الى عقد مؤتمر دولي للسلام يضمن تحقيق حقوق الشعب الفلسطينى.
من جانيه، أشار الأستاذ الدكتور إبراهيم ابراش إلى أنّ "القضية الفلسطينية تحتاج إلى إعادتها إلى بعدها القومي على أسس صحيحة، وخاصة أن نصف الشعب الفلسطيني يعيش في الشتات".
واعتبر أبراش أن تأييد خطاب عباس في الأمم المتحدة لمواجهة الموقف الأمريكي الجديد تجاه القدس واللاجئين المستوطنات هو واجب وطني ليس كون الرئيس عباس يمثل حركة فتح بل كون يمثل الشعب الفلسطيني أمام العالم.
وكما طالب القوى السياسية الفلسطينية بتقديم التناقض الرئيسي مع الاحتلال على التناقضات الثانوية الأخرى. وأكد أن العمل السياسي الفلسطيني في المحافل الدولية هو ضرورة وطنية ملحة لمواجهة التحديات.
بدوره قال الدكتور عماد أبو رحمة أن الأجواء السياسية، وحالة الاستقطاب، التي سبقت خطاب الرئيس في الأمم المتحدة هي أجواء مسمومة ومن شأنها أن تعمق الاستقطاب في الساحة الفلسطينية.
وقال أبو رحمة " ننا لم نستمع لخطاب الرئيس بعد وبالتالي لا يجوز لنا انتقاده في ضوء تسريبات إعلامية متناقضة، ولكن، في ضوء معرفتنا لمنظومة التفكير السياسي لدى الرئيس، وخطاب الأخير في مجلس الأمن.. الارجح انه سيعيد التاكيد على التمسك بمرجعية اتفاق أوسلو، مع صيغة فضفاضة للرعاية الدولية، تكون الولايات المتحدة جزء منها. وهذا لا يمثل مخرجا للمازق الراهن، لانه ثبت بالتجربة ان الخلل ليس فقط في الرعاية الأمريكية وإنما في مجمل الأسس التي تقوم عليها عملية المفاوضات بمرجعية اوسلو. وبالتالي المطلوب إعلان التحلل الكلي من التزامات أوسلو، وبخاصة التنسيق الامني، وإعادة الملف الأمم المتحدة والمطالبة بعقد مؤتمر دولي بمرجعية الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها التي تضمن حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة.
وأشار أبو رحمة إلى أنّ الوساطة الفرنسية، والأوروبية عموما، التي تستهدف تمرير صيغة معدلة ل "صفقة القرن"، وترتيب لقاء للرئيس مع ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة. وأثنى على موقف الرئيس برفض الخطة الأمريكية ، لأنها تشير إلى انتقال الإدارة الامريكية لموقع الشراكة مع حكومة نتنياهو في العمل على تصفية القضية. ودعا إلى تحويل هذا الرفض إلى موقف فعال، عبر استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة والتمسك بالحقوق الوطنية، وبرنامج نضالي لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها القضية الفلسطينية.
بدوره أشار الباحث منصور أبو كريم، في ظل حالة الجدل السياسي حول خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، بين من يحاول تصوير الخطاب باعتباره قنبلة نووية سوف يطلقها الرئيس وبين من يحاول التقليل من أهمية الخطاب بالقول ماذا سوف يقدم الرئيس من جديد في الأمم المتحدة.