نحن كفلسطينيين لا ضرورة لأيٍ منا أن يقف طويلًا، أمام العملية التي استهدفت المستوطنين في مستوطنة "بركان"، فثمة قناعةٌ راسخةً بأن هذا الشعب قد أثبت عبر التاريخ أنه كله مخزونٌ من القدرة والاستعداد للتضحية في سبيل الحرية الكرامة، من ينبغي أن يقف ويفكّر هو العدو الصهيوني، الذي فشلت كل أجهزته الأمنية وحواجزه ومستوطنيه، وتحذيراته في أن تمنع شخصًا واحدًا من أن يقوم بعملية، بحسب أبسط العلوم العسكرية، تتطلب ثلاثة أفراد على الأقل، ثم يتمكّن من النجاة. الرواية الإسرائيلية تتحدث عن أن الشاب 23 ربيعًا، كان أحد العاملين في المستوطنة، أي أنه غيرَ عاطلٍ عن العمل، وهو ليس مريضًا، لم ترصد له العيون الإسرائيلية عداوةً، حتى يكون دافعه الانتقام والثأر، فوق ذلك يبدو أن العائلة ميسورة وقادرة على العيش، حيث أن مسكنها يتكوّن من ثلاثة طوابق، وكل ذلك مستندٌ إلى الرواية الإسرائيلية.
فإذًا هو العامل والدافع الوطني. يعرف منفذ العملية ما ستقوم به قوات الاحتلال من إجراءاتٍ انتقامية تدميرية بحق العائلة، وربما بعض الأقارب والأصدقاء، ولكنه كما يقول المثل الشعبي "إن لم تجد أمامك من فعلوا فعلك، فبإمكانك أن تعود..".
الشاب ما زال طليقًا، وتتحسب إسرائيل من أن يقوم بعمليةٍ أخرى، لكنّ الأهم أنه ثمة بيئةٌ اجتماعية سياسية توفّر له الحماية حتى الآن، رغم مرور أكثر من 48 ساعة، لم تترك قوات الاحتلال مكانًا إلّا وذهبت إليه بحثًا عنه.
السؤال هو؛ إذا كان هذا الشاب قد نجحَ رغم استمرار التنسيق الأمني، فكيف سيكون الأمر إذا أقدمت المنظمة والسلطة على تنفيذ قراراتها المتعلقة بإسرائيل، بما في ذلك وقف التنسيق الأمني؟ والسؤال الأهم، هو، أي ثمن تنتظر إسرائيل دفعه في ظلّ استمرار سياساتها العنصرية التوسعية، وأيّ حالٍ ينبغي أن يكون عليه الوضع الفلسطيني، في مواجهة هذه التحديات.