Menu

تحدّت الاحتلال والظروف المعيشية القاسية..

حكاية إرادةٍ فلسطينية.. بطلتُها زوجة وأم ورسّامة

خديجة بشارات

الأغوار الشمالية_ وكالات

"خديجة بشارات"؛ امرأة فلسطينية تمتلك إرادة قوية، لم تمنعها كل ظروفها الصعبة التي ألمّتْ بها طوال السنين الماضية، من إتمام تعليمها الجامعي، لكنها ما زالت تُعاني من عدم الحصول على وظيفة إلى جانب المُصيبة الأكبر "الاحتلال".

نجحت خديجة (30 عامًا) ابنة قرية الجفتلك (شمال أريحا) عام 2006 في اجتياز الثانوية العامة، لكنها لم تستطع أن تكمل دراستها على الفور، حيث التحقت عام 2007 بكلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية بنابلس.

تزوجت وأصبح لديها ثلاث طفلات، أكبرهن تبلغ من العمر ثماني سنوات، وأصغرهن عامين ونصف، ومنذ التحاقها بالجامعة وهي تدرس عامًا وتؤجل آخر.

تقول خديجة: "بعد أن تزوجت وانتقلت من الجفتلك لأسكن مع زوجي في حمصة بالأغوار الشمالية، وجدت الأمر صعبًا حيث كنت أذهب للجامعة يوميًا، ولا بد من مرور حاجز الحمراء (يفصل الأغوار عن باقي المُدن الفلسطينية)، حيث التنكيل والتفتيش والتأخير اليومي من قبل جنود الاحتلال".

وتضيف: "غير ذلك، عندما أنجبت ابنتي الأولى أصبحت مسؤوليتي كبيرة، بيتٌ وزوج وطفلة إلى جانب رعي الأغنام التي لدينا".

لوحات خديجة بشارات.jpg
لوحات خديجة تُزين منزلها

وتوضح أنها كانت تؤجل أحيانًا فصلًا دراسيًا، ثم تعود في الفصل الذي يليه، حتى استطاعت أن تتخرج في السنة الدراسية 2014- 2015 لتحصل على شهادة بكالوريوس في الفنون.

انتهت من المرحلة الدراسية لتبدأ معاناتها مع الاحتلال الإسرائيلي مجدّدًا، والذي يحارب الوجود الفلسطيني في الأغوار الشمالية، فتارة يتذرع بالتدريبات العسكرية فيخلي السكان من منازلهم لساعات أو أيام عدة، وتارة يتذرع بالبناء غير القانوني، ناهيك عن اعتداءات المستوطنين وسرقة ممتلكات الفلسطينيين.

تلفت خديجة إلى أنه منذ سنوات وهي تعاني وزوجها من اعتداءات الاحتلال، حتى وصل الأمر لتهديدهما بمسكنهما الوحيد؛ ففي عام 2017 أخطرهما الجيش بهدم منزلهما "ذاتيًا" بحجة عدم الحصول على ترخيص، وفعلا ذلك كي لا يتم تغريمهما.

ونتيجة لذلك قدّم لهما الاتحاد الأوروبي كرفانًا للعيش فيه، حيث قامت قوات الاحتلال بتفكيكه ومصادرته في أيلول/ سبتمبر الماضي (2018).

ورغم أن لوحاتها الفنية والتراثية والتي تحاكي معاناة الفلسطينيين في وطنهم المحتل، تشهد لها ولموهبتها الرائعة في الرسم والفنون، ورغم تقدّمها مرات عديدة للحصول على وظيفة في التربية والتعليم، إلّا أنها لم تحصل على أي واحدة رغم حاجتها للعمل.

لكنّها لم تنحنِ للواقع الأليم، فلا الاحتلال ولا عدم حصولها على وظيفة سيمنعها من رسم اللوحات -التي تزيّن بها منزلها- والاستمرار في المحاولة، فإرادة خديجة لا تلين.

ليلات، ريماس وميناس، هنّ طفلات خديجة التي تعلّمهن الإرادة والعزيمة والصمود في وجه "الباطل"، والدفاع عن الحق في الأرض والوطن مهما كلف ذلك.

في سياق الانتهاكات الإسرائيلية، كشف خبير الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية عارف دراغمة، أن سلطات الاحتلال أخطرت نحو 650 منشأة في الأغوار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تدّعي أن تلك المنشآت إمّا غير قانونية وعلى أصحابها الحصول على تراخيص بناء في مناطق مصنفة "ج"، أو أنها مُقامة في مناطق مغلقة بهدف التدريبات العسكرية.

لكنّ سكان الأغوار ما زالوا وبكل ما أوتوا من قوة يُدافعون عن أرضهم ومنازلهم ويرفضون ترحيلهم منها بهدف المزيد من المشاريع الاستيطانية التي تخدم الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

المصدر"قدس برس انترناشونال"