Menu

في كلمته خلال الاحتفال بالذكرى 94 لتأسيس الحزب..

أبو أحمد فؤاد يطالب بصياغة ورقة سياسية مع "الشيوعي اللبناني" لمواجهة تصفية القضية الفلسطينية

أبو أحمد فؤاد

بيروت_ بوابة الهدف

أقام الحزب الشيوعي اللبناني احتفالاً سياساً حاشداً في الذكرى 94 لتأسيسه، في قاعة سينما كونكورد في بيروت، بحضور شخصيّات سياسيّة لبنانية بارزة وممثلين عن الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية والنقابات العمالية والمهنية ووفود نسائية وشبابية.

وفي كلمةٍ لنائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، ألقاها خلال الحفل، بالنيابة عن الأمين العام أحمد سعدات، قال "إن الحزب الشيوعي اللبناني من طليعة الأحزاب الشيوعية العربية ولا يمكن إغفال المفكرين من قياداته، التي كُنّا مشاركين في انطلاقة حركة المقاومة الوطنية معها، وضرب مثالًا يحتذى به في مواجهة العدو الصهيوني".

ولفت فؤاد إلى "وضع ورقة سياسية مع الحزب الشيوعي وعدد من القوى الوطنية في سبيل الوقوف في وجه تصفية القضية الفلسطينية ومن أجل فتح حوار بين هذه القوى"، معتبرًا "أن القضية الفلسطينية تمر في أسوأ مراحلها، وصفقة القرن تقرع أبواب المنطقة، وجزءٌ منها التطبيع المباشر والعلني من قبل سلطنة عمان".

وطالب الدولة اللبنانية باستراتيجية لبنانية فلسطينية لمواجهة قضية اللاجئين ومنع التوطين وضمان حق العودة، من خلال ضمان أمن المخيمات ورفع القيود عنها وعن حرية الحركة ورفض كل أشكال التمييز ضد اللاجئين مع التأكيد الواضح والمتكرر وبالإجماع على موقف الجبهة الرافض للتوطين و التجنيس، وأن اللاجئين الفلسطينيين ضيوفٌ في بُلدان اللجوء".

وفي كلمة الأمين العام للحزب، حنّا غريب، قال مُخاطبًا الشيوعيين "إنّ إطلاق مقاومة عربية شاملة، هي موضوع حوار بيننا وبين قوى اليسار الفلسطيني خصوصًا والعربي عمومًا، حوار لإنتاج رؤية سياسية - برنامجية استراتيجية مشتركة".

وأضاف أن "صفقة القرن هي الخطة التنفيذية للشرق الأوسط الجديد بعدوانيته قتلًًا وتدميرا وتشريدًا وتقسيمًا لشعوبنا العربية والمنطقة من سوريا إلى العراق واليمن و السودان والصومال، وبدءًا من فلسطين لتصفية قضيتها بفتح بوابة التطبيع، والتحالف مع العدو الصهيوني بالعلن بعد أن كانت في الخفاء، وها هو سلطان قابوس يستقبل نتنياهو في زيارة العار غير المسبوقة لدولة عربية هي موضع شجب وإدانة ودعوة الى التحرك منذ اليوم ضد كل أشكال التطبيع مع هذا العدو".

ولفت إلى "أن الشروط المطلوبة من لبنان هي التخلي عن خيار المقاومة والالتحاق بركب الأنظمة الرجعية العربية والصلح مع إسرائيل وتوطين الفلسطينيين وربط عودة النازحين السوريين بالحل السياسي في سوريا تحت الضغط: من الخارج، عبر التهديد بالحرب الإسرائيلية التي تزداد احتمالات تنفيذها كلما ضمنت إسرائيل فرضية الانتصار فيها، فهي غير قادرة على تحمل خسارة الحرب بعد الهزائم المتتالية التي لحقت بها، ومن الداخل - وهو ما تفضله إسرائيل - العمل على فرض هذه الشروط بالسياسة بعد أن فشلت عن طريق الحرب، عبر تهيئة ظروف الاقتتال الأهلي في لبنان وإخضاعه، مستخدمة آليات النظام السياسي الطائفي واستخدام الضغوط الاقتصادية والعقوبات وكل أشكال الحصار".

وتابع "واجِهوهم بمفهوم المقاومة الوطنية والعربية الشاملة للتحرير والتغيير، فإذا كان تحرير الأرض من المحتل مقاومة، فتحرير الإنسان من الطائفية ومن الاستغلال والجهل والتخلف مقاومة، فتأمين لقمة العيش مقاومة، والكهرباء مقاومة، والمياه مقاومة والحق بالسكن والتعليم والتغطية الصحية الشاملة والنقل والاتصالات والسلم المتحرك للأجور مقاومة، وما لم تستكمل المقاومة تحرير الارض بتحرير الانسان فهي ناقصة مجتزأة ومهددة فالإنسان هو الاساس.

وأردف "على المقاومة ان تقوم بالمهمتين معًا، وما معارك الحزب ضد النظام السياسي الطائفي والمذهبي وسلطته الفاسدة وقانونها الانتخابي المذهبي، إلا فعلًا سياسيًا مقاومًا بامتياز ويصب في صلب مقاومة المشاريع الامبريالية في المنطقة الساعية لتقسيم دولها وشعوبها طائفيا ومذهبيًا، ولبنان ضمن هذه الخريطة لا خارجها".

وقال "واجِهوهم بقانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة وقانون مدني للأحوال الشخصية وبقانون للأحزاب يلغي مقوماتها الطائفية وباللامركزية الإدارية، فتلك مقاومة، واجهوهم باسترجاع أملاك الدولة البحرية والنهرية والبرية وباسترجاع أموال اللبنانيين المنهوبة التي تسمى ديونًا وهي ليست سوى أموالٌ للبنانيين، فتلك أيضًا مقاومة، واجهوهم بفرض الضرائب المباشرة باتجاه تصاعدي على الارباح والريوع العقارية والمصرفية وتلك ايضا مقاومة.

واجهوهم بمشروع سياسي بديل لوقف هذا المسار المأزوم والسير باتجاه مسار آخر، مسار إنقاذي للبنان يهدف الى بناء دولة وطنية، علمانية وديمقراطية تبني اقتصادا وطنيا منتجا يخلق فرص العمل للشباب".

وأضاف الأمين العام للحزب الشيوعي "عشية بدء التحضير لعقد مؤتمره الـ12، المقرر نهاية شهر مايو القادم، نعلن لكل المناضلين الشيوعيين المنظمين في صفوف الحزب وخارجه، ولليسار والرأي العام عمومًا، عزمنا العمل لبلورة مشروع الحزب أكثر فأكثر في الفكر والسياسة والتنظيم، تعزيزًا لوحدته ولإعادة بنائه حزبًا سياسيًا فاعلاً ومتجددًا يتسع للجميع، وعلى قاعدة التمسك بتجربته الديموقراطية وتقييمها دوما على قاعدة المحاسبة".