Menu

أبو الطبلة والغناوي.. بيشتغل ولّا هاوي ؟!

11652228_10205615846249040_961580607_n

بوابة الهدف_ غزة_ اسماعيل عبد الهادي:

منذ القدم ارتبط شهر رمضان بالعديد من العادات والتقاليد، التي جعلته يتميز عن غيره من الشهور، ومن هذه العادات "المسحراتي" الذي يجوب ويطوف الشوارع في ساعات ما قبل الفجر ليوقظ الناس لتناول طعام السحور.

ويُعتبر "المسحراتي" واحداً من مظاهر الطقوس الرمضانية الجميلة التي تعبّر عن الأجواء الروحانية، كما أن الناس اعتادوا على انتظار سماع صوته بكل شغف وفرحة.

بأهازيج "اصحي يا نايم وحّد الدايم.. رمضان كريم"، و"اصحى يا محمود وحّد المعبود"، تشدو حناجر "المسحّرين" في شوارع وأزقة قطاع غزة، زائحين بصوتهم سكون الليل، بضربهم على الطبل، يوقظون سكّان الأحياء لتناول السحور، ولصلاة الفجر.

ظهرت مهنة "المسحراتي" في عصر الدولة العباسية خلال عهد الخليفة "المنتصر بالله"، ويذكر المؤرخون أن والي مصر هو أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها ودعوتهم إلى تناول طعام السحور ويعتبر هو "المسحراتي" الأول.

هذه الأيام، لم يعد "المسحراتي"، كما السابق، الطريق الوحيد لإيقاظ الناس من نومهم، نظراً لتعدد الطرق التكنولوجية التي يلجأ إليها الناس كي توقظهم من النوم، كالساعات المنبّهة و الهواتف ومكبّرات الصوت، لكنّ يبقى هذا المكوّن أساساً في طقوس رمضان، و يُعدّ مهنةً لعاشقين زاولوها لسنوات طويلة، كما لم يعد المسحراتي بالضرورة الشخص الذي يرتدي الجلباب التقليدي والقبّعة، كما كان معهوداً منذ عصور لدى الشعوب، حيث كان يُضفي هذا المشهد جمالاً من نوع آخر، خاصة عندما كان يُحاط بالفوانيس المُضاءة بالشموع.

وبذكر الفوانيس، فلا تزال موجودة حتى عصرنا هذا، منها ما يُعبّر عن الطراز القديم لكن بمواد مُصنعة حديثاً، وبأنواع مختلفة من الإضاءة، بين الكهربائية والشموع وغيرها، و تلك التي تُصنّع من مواد بلاستيكيّة وتُضاف إليها مقاطع من أغنيات شهر رمضان مثل "حالّو يا حالّو"، و"رمضان جانا" وغيرها، إضافة إلى الفوانيس المصنوعة من الورق، ناهيك عن الأحجام المختلفة للفوانيس والتي يمكن أن تصل حد العملقة.

ويحصل "المُسحّرين" على أجورهم نهاية الشهر الفضيل، ليلة العيد، من أهالي الحي، حيث يتم تقسم مناطق البلدة أو المدينة بينهم"، كلٌ حسب مكان سكناه.

وبالحديث عن قطاع غزة، ومهنة "المسحراتي"، فإن هذا العمل يُعدّ موسماً لبعض الشباب الذين يسعوْن لكسب أيّ مبلغٍ من المال، حتى لو كان بسيطاً، هرباً من شبح الفقر والبطالة، في سبيل تأمين لقمة عيشهم و مساعدة أهلهم في الدخل. وجدير بالذكر أن الشرطة الفلسطينية باتت تُعطي تصاريح خاصة لبعض "المسحّرين" حيث أصبح للمهنة ضوابط وشروط.