منذ شهرين والأسيرات في سجن "هشارون" يُعانين العزلة وغياب الشمس عقب رفضهن للخروج الى الساحات خارج الزنازين، والمعروفة بساحات "الفورة"، جراء انتهاك السجَّان حريتهن، وتركيبه كاميرات المراقبة.
مدير مديرية شؤون الأسرى في محافظة الخليل ابراهيم نجاجرة، أوضح أن "أوضاع الأسيرات بشكلٍ عام سيئة وفي تراجع مستمر، وعلى أكثر من مستوى، فهن ممنوعات من زيارات الأهل والأبناء والأزواج، وهنالك اكتظاظ شديد حيث أن العدد مضاعف عن سعة الغرفة، إضافة للحرمان من تزويدهن بالاحتياجات للأشغال اليدوية التي يقضين وقتهن بها، كما هنالك نقص في الكتب المسموح بها، التي تحتاجها الأسيرات للزاد المعرفي".
وأضاف "بالإضافة إلى الأحكام العالية وإتباع اجراءات قانونية مطوَّلة اتجاه بعض الأسيرات، واعتقال القاصرات، والأهم تركيب الكاميرات في معتقل "هشارون" في الساحات خلال فترة الفورة مما يعني انتهاك الخصوصية للأسيرات وإخضاعهن للرقابة الدائمة، مما اضطرهن إلى الاضراب وعدم الخروج في فترة الفورة"، مُشيرًا إلى أن "عمليات الطبخ والغسيل تتم داخل الزنازين وغرف الأسر، بالتالي تحولت بيئة الغرف إلى بيئة غير صحية مليئة بالرطوبة والروائح، مما جعلهن عرضة للأمراض".
كما وحذَّر نجاجرة "من أن رداءة الطعام المقدم لهن، ساهمت أكثر في انتشار الأمراض اضافة إلى سوء التغذية"، مُضيفًا أن الاحتلال "يمارس كل أشكال التحقيق مع الأسيرات من الايذاء اللفظي، والنفسي، والجسدي، ويتعامل مع الاسيرات بتحقير دون مراعاة أي حقوق، ويتجاهل الاحتلال حقوق الاسيرات في موضوع المرافعات خاصة مع القاصرات، حيث أن عملية الاستجواب تتم بدون حضور المحامي أو ابلاغ الأسيرة أن من حقها وجود محامي يرافق عملية الاستجواب والتحقيق".
وتواجه الأسيرات عملية التمديد الاداري المتواصل، وهو ما يخالف للقوانين ولا يوجد سند قانوني تستند عليه سلطات السجون في هذه المخافة الفاضحة.
بدوره، عبَّر حازم الفاخوري (44 عامًا) وهو زوج الأسيرة لما خاطر، عن قلقه الدائم على مصير زوجته، خاصة وأنه لم يتمكن من زيارتها منذ 4 أشهر، مُوضحًا أن "الاحتلال منع ادخال الكتب والملابس لزوجته، خاصة أن بيئة السجن الباردة تحتاج إلى ملابس دافئة"، مُشيرًا أنه "حصل على تصريح لزيارة زوجته يوم الاربعاء القادم".
سعيد أبو حسين (زوج الأسيرة صفاء أبو سنية) والمعتقلة منذ خمسة شهور ونصف دون محاكمة، قال أن "أوضاع الأسيرات مزرية للغاية، وأن زوجته تعاني من عدة أمراض، عدا عن أنها تعرضت لتحقيق قاسي لمدة 45 يومًا متواصلة، حيث كان مُقررًا أن تصل إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهو ما لم يحصل".
وأضاف "أن المرض تطور مع زوجته، حيث تعاني من ضيق التنفس وتصاب بحالات تشنج حصلت معها عدة مرات"، مُؤكدًا "أن الاحتلال يقدم لها الأكسجين كي تفيق دون تقديم العلاج اللازم، ويكتفي بإعطائها المسكنات والمهدئات".
كما وبيَّن أنه "لم يتمكن من زيارتها طول فترة اعتقالها، وأنه حصل على تصريح زيارة، وتمكن من اجتياز كل الحواجز وعندما وصل السجن تم رفض ادخاله لزيارتها"، مُطالبًا "بحملة دعم ومناصر شعبية للأسيرات في كل محافظات الوطن، وإلى تدخل المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية، للضغط على سلطات الاحتلال لوقف كل الاجراءات والممارسات والانتهاكات المتواصلة بحقهن".