نعلم يقينا طبعا أن الأرقام ليست كل شيء، والخسائر المادية التي تكبدها العدو، أقل بكثير من خسائرنا، نظرا لقدرته الهائلة على التعويض السريع، بينما تعاني المقاومة من أجل الرصاصة والصاروخ، ويعاني شعبنا من هدم بيت يمثل شقاء العمر، ولكن الأرقام رغم ذلك لاتقيس الكرامة ولاتقيس مستوى الإذلال الذي تعرض له العدو في هذه المعركة.
ويجب أن نقرأ هذه الأرقام إذا بمستويين، مستوى الخلفية المعنوية للمعركة، وأيضا مستوى المعاناة الفعلية للميزانية الصهيونية التي تناقش الآن، وتعاني من عجز كبير أعلن نتنياهو بنفسه أنه يسبب مخاطر ذات طابع أمني في ظل عدم توفر المال لتغطية احتياجات الجيش وبالتالي التقصير في الطة الاستراتيجية لتطويره.
بالعودة إلى الأأرقام وفق ما أدرجه تقرير كتبه شاي ليفي مراسل القناة الثانية، فقد تكبد العدو في معركة تعتبر قصيرة مئات الملايين من الشواقل لايوجد سبيل فوري لتعويضها.
يرى المراسل أن الميزانية العامة ستتحمل عواقب هذا الصرف الكبير، تكاليف القبة الحديدية وتكاليف الطلعات الجوية وطائرات الهيلوكبتر والعمليات البحرية المرافقة وحشد الاحتياط وتغيير انتشار القوات، هذا كله ليس مجانيا، وهكذا فمئات الملايين التي صرفت خلال معركة لم تدم أكثر من 40 ساعة ستقع على عاتق دافعي الضرائب.
قام المراسل بحساب تكاليف يوم واحد من القتال كنموذج تقديري للإنفاق خلال المعركة، وحسب التقرير تكلف النشاط الرئيسي للقوات الجوية والدفاع الجوي 80 مليونا من الشواقل أكثر بعشرين مليون من يوم مواز في عدوان 2012. ولو تم حساب الأرعين ساعة في هذا السياق سنجد أنها كلفت 110 -120 مليون شيكل.
يقول المراسل أنه وفقا ً لمنشورات المتحدث باسم الجيش الصهيوني فقد قام الجيش بمهاجمة 160 هدفا في القطاع بعض هذه الهجمات استخدم فيه أكثر من طائرة واحدة، وبالإضافة إلى ذلك، قال المتحدث أنه خلال الجولة الأخيرة كان هناك عشرات الطائرات في سماء غزة، في وقت تكلف فيه طلعة واحدة لطائرة واحدة من طراز لحظة F-15، التي شاركت في الهجمات، بنحو 140 حتي 170000 شيكل، و 100 ألف شيكل لكل ساعة من الطيران لطائرة F-16 التي نفذت عشرات الغارات الجوية خلال الأيام القليلة الماضية وبقيت لساعات في السماء واحتاجت لطائرة مرافقة للتزويد بالوقود، هذا بالإضافة إلى المروحيات التي تقدر تكلفة رحلاتها بنحو 50.000 شيكل، والطائرات بدون طيار حوالي 20.000 شيكل.
كل هذا، حسب المراسل يضاف إليه تكاليف التسلح للطائرات والذخائر التي استخددمت والتي كلفت عدة ملايين من الدولارات، أما القوات البرية فصحيح أنها لم تشارك في القتال ولكن نشاطها الروتيني ونشاط وحدات الاستخبارات وغيرهم كلف وحده نحو مليون دولار.
ويضيف المراسل أنه تم استثمار العديد من الأموال، بالطبع ، في العمليات الدفاعية: تم إطلاق أكثر من 400 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه الكيان الصهيوني وتمكنت القبة الحديدية كما قال المتحدث العسكري من اعتراض مائة صاروخ مطلقة صاروخين على الأقل في كل حالة، بتكلفة قدرها 000 200 شيكل لكل منهما مضيفا أن تكلفة بطارية القبة الحديدية حوالي 100 مليون في نشاطها العادية، قبل إطلاق الصواريخ، التي يكلف تشغيلها بالصواريخ عدة آلاف من الدولارات في اليوم الواحد. في الختام ، يقول إن هذه الـ 120 مليون شيكل لا تشمل ، بالطبع ، النفقات المدنية والأضرار في الممتلكات.
ويذكر التقرير أن المعركة الأخيرة ليست سوى السادسة هذا العام حيث أطلقت المقاومة في أيار / مايو 114 صاروخا وقذيفة هاون، وكانت هناك تكاليف أيضا للتصدي لها أومحاولة التصدي لها، وكانت جولة ثانية في حزيران/ يونيو حيث أطلقت المقاومة 60 صاروخا، وفي آب/ أغسطس أكثر من 230 صاروخا تلاخا في تشرين أول/ أكتوبر حوالي 38 صاروخا، الصواريخ مستخلصا أن الإجمالي يتعدى 500 مليون شيكل لعام 2018.