في ظل ما يوصف باختراق "إسرائيل" للقارة الأفريقية، عبر الزيارة اليت قام بها رئيس تشاد إدريس ديبي اليوم إلى الكيان الصهيوني، ووعد رئيس حكومة العدو بأن دولاً أخرى ستنضم إلى ركب التطبيع مع "إسرائيل" ومنها دول عربية وسيحدث هذا قريبًا جدًا على حد زعمه، قالت هآرتس في تقرير متأخر أن السودان والبحرين، مرشحان بقوة ليكونا البلدين التاليين في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني.
جريدة هآرتس كانت قد نشرت قبل عامين أن "إسرائيل" طلبت من الولايات المتحدة إعادة علاقاتها وتحسينها مع السودان، بعد أن قام هذا الأخير بقطع علاقاته مع إيران في محاولة لإعادة تصدير نظامه بقيادة البشير الذي ساهمت الولايات المتحدة بإصدار مذكرة توقيف دولية له عام 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، ليكون مقبولا من الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الكيان هو الجسر المناسب دائما للراغبين بتحسين علاقاتهم مع واشنطن.
بالنسبة للبحرين فأمر هذه المملكة الصغيرة أوضح بكثير حيث عبر ملكها وأركان حكمه باستمرار عن رغبتهم وترحيبهم بالعلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتأكيد إضافة إلى رغبة هذا الملك في تثبيت أركان حكمه عبر استمرار الدعم الأمريكي والحماية له، فإنه يبدو مدفوعا بخوفين، خوف مما يزعم أنه أطماع إيران بالبحرين، وهو أمر نفته هذه باستمرار، ولكن خشية الملك تأتي من استمرار قمع نظامه للأغلبية الشيعية في البللاد، وخوف آخر من السعودية التي تطمح تاريخيا لابتىع هذا البلد الصغير من جهة، وبالتالي لايستطيع ملك البحرين الخروج عن طاعة المملكة الكبيرة.
بالعودة إلى التقرير الذي كتبه نوا لنداو في هآرتس بعد ظهر اليوم، فإنه يبدو أن الكيان وبعد أن يستعيد علاقاته مع تشاد وإن كان لم يعلن رسميا عودة العلاقات الدبلوماسية، فإنه يطمح للإنتقال لتطبيع العلاقات مع السودان والبحرين،
حيث تعكف طواقم "إسرائيلية" على هذا المستوى، وقد سبق للقناة العاشرة الصهيونية أن قالت أن الكيان يقترب كثيرا من تسوية أموره مع السودان، في ظل أنه قد جرى قبل عامين قيام رحلة جوية بين الكيان والبرازيل مرت فوق الأجواء السودانية ما يعني اختصار الرحلى بشكل كبير في حال أصبح هذا الأمر اعتياديا.
و أضاف التقرير أنه يف ذلك الوقت، أي عام 2015 بعد أن قطعت الخرطوم علاقاتها مع طهران، ترسخ الاعتقاد في الخارجية الصهيونية أن هذا البلد سيوقف شحنات الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية عبر أراضيه ويقترب مما يسمى الدول العربية السنية المعتدلة.