قمعت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، ظهر الجمعة، مسيرات جماهيرية انطلقت في مدن الخليل ونابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ عناصر من الأجهزة الأمنية للسلطة -بعضهم بلباس مدني- اعتدوا بالهروات على المشاركين والمشاركات في المسيرتَيْن، واعتقلوا عددًا منهم وصادروا هواتف من حاول توثيق الاعتداء.
وذكرت مصادر بالخليل أنّ الأجهزة الأمنية قمعت المسيرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد الحسين بمدينة الخليل، واعتقلت عددًا من المشاركين.
أما في نابلس، فأفادت المصادر بخروج مسيرة من مسجد النصر بالبلدة القديمة بعد صلاة الجمعة، بمشاركة الآلاف من أنصار الحركة، واتجهت نحو ميدان الشهداء وسط المدينة.
وأضافت المصادر أن عناصر من الأجهزة الأمنية بالزي المدني اعتدوا على عددٍ من المشاركين بالمسيرة بالضرب المبرح، وأجبروهم على إنزال الرايات الخضراء بالقوة.
وأكد شهود عيان أن أحد عناصر الأجهزة الأمنية أطلق النار من مسدسه باتجاه الشاب هشام بشكار، وهو شقيق الأسير فوزي الذي اعتقله الاحتلال خلال اغتيال الشهيد أشرف نعالوة، والشاب عاصم الشنار، دون أن يصاب أحد منهم بأذى.
كما صادروا الهواتف الخلوية لبعض المشاركين الذين وثقوا الاعتداء.
بدورها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشد العبارات الاعتداء الآثم من قبل الأجهزة الأمنية على المسيرات، وقالت إنه "بدلاً من أن تصوب السلطة أسلحتها وتوجه أفراد أجهزتها الأمنية في الدفاع عن شعبنا والتصدي لاستباحة الاحتلال مدن وقرى الضفة، تنهال بالضرب على النساء والشبان والأطفال.
واضافت الشعبية أن المطالبات بتشكيل لجان تحقيق ومحاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات المتكررة من قبل أفراد أجهزة أمن السلطة أصبحت غير مجدية، دون التحلل الكامل من نهج التسوية واتفاقية أوسلو المدمرة والتزاماتها الأمنية وفي مقدمتها التنسيق الأمني، والتي أوصلت السلطة إلى هذا القدر من الخنوع والانحراف، فالأجهزة الأمنية وعقيدتها يجب أن تسخر في خدمة الوطن والقضية والدفاع عن أبناء شعبنا لا عبئ عليه أو في خدمة الاحتلال.
وأكدت على ضرورة أن يخجل أفراد أجهزة أمن السلطة من هذه الممارسات في الوقت الذي يتقدم فيه الشباب الثائر في الضفة الصفوف ويقاومون بصدورهم العارية وبأسلحتهم البسيطة جنود الاحتلال ويحققون ضربات موجعة ضدهم.
من جانبها، أدانت الجبهة الديمقراطية الاعتداء الآثم على المسيرات، مؤكدةً على ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر والحريات، وإدانة وشجب كل الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في المسيرات الوطنية، داعين إلى "ضرورة تفعيل التنسيق الوطني المشترك بين مختلف القوى الوطنية والاسلامية بمختلف المحافظات".
هذا وأدانت حركة "حماس" عبر تصريح للناطق باسمها فوزر برهوم الاعتداء، وقالت "إن هذا الاعتداء الوحشي دليل على الاستخفاف بدماء الشهداء وبعذابات أهلنا في الضفة الذين يعانون الأمرين من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين".
وأكد برهوم، أن القمع والاعتداء مشاركة واضحة في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شباب الضفة وأهلها ومقاوميها الأبطال، ويفسح المجال للاحتلال للاستفراد بأهلنا في الضفة وشبابها، وتشجيع رسمي وعلني له للاستمرار في القتل والإجرام.
وفي تعقيبٍ له على قمع المسيرات، قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري لراديو "علم"، إنّ "الهروات التي استخدمت ضد المتظاهرين الفلسطينيين في نابلس والخليل ليست أدوات عنيفة".