فرضت إدارة سجن "الدامون" الصهيوني، الذي تقبع فيه الأسيرات الفلسطينيّات، سلسلة جديدة من العقوبات ضد الأسيرات، بينها منع الزيارة والغرامة.
وتمثلت العقوبات، وفقًا لمؤسسة مهجة القدس ، في منع الكانتينا لمدة شهر، ومنع زيارة الأهالي لمدة شهر وغرامة مالية 100 شيكل على كل أسيرة.
وأوضحت الأسيرات في رسالة لهنّ، أنه "يوم 17 ديسمبر، وقت الظهر حضرت إحدى شرطيات السجن وتُدعى (ولاء) ومعها معتقلين مدنيين إلى غرفة رقم (11) بادعاء إجراء بعض الاصلاحات في الغرفة، حيث طلبت من الأسيرات الانتظار في المرحاض لحين الانتهاء من إصلاحاتها".
وبيّنت الأسيرات، رفضهنّ لقرار مصلحة السجون، ذلك أنه "حسب المعهود في هكذا وضع أن تخرج الأسيرات إلى الفورة وليس احتجازهن في الحمام لساعات طويلة".
وأضافت الأسيرات أن إدارة السجن أبلغت الأسيرة استبرق التميمي أنها ستقوم بمعاقبة غرفة (11) على خلفية هذا الحدث، حيث دخلت فرقة قمع مكونة من (45) شرطي من أجل سحب الأدوات الكهربائية من غرفة (11)، ورفضت جميع الأسيرات في الغرفة السماح لهم بدخولها فقاموا بإغلاق الغرفة وقرروا عزلها مع جميع الأسيرات لمدة يومين.
ولفتن إلى أنه تم عزل الأسيرات ياسمين تيسير شعبان، والنائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار، وروان نافذ أبو مطر، وصابرين محمد زبيدات، وميسون موسى الجبالي، وحنين عبد القادر اعمر ونورهان إبراهيم عواد.
وقالت الأسيرات في رسالتهن إنه في اليوم التالي دخلت قوة قمع من دون تحذير ممثلة الأسيرات أو الأسيرات وفتحوا باب غرفة (11) ودخلوا بدون أي سابق إنذار والأسيرات كن يتناولن الطعام على الأرض ولم يضعن شيئاً على رؤوسهن، مما حذا بالأسيرة ياسمين شعبان على الفور بوضع لباس الصلاة وتوجهت للباب عند الضابط وقالت له لن تدخل إلى أن تقوم البنات بتغطية رؤوسهن، وأخبرته بأنه لا يجوز له الدخول هكذا وبدون الممثلة وإعلامها بالأمر.
وإثر ذلك، قامت الشرطة بإخراج الأسيرة ياسمين من الغرفة وأخذها للعزل، وبدأت الأسيرات بالصراخ والدق على الأبواب ولم يهتموا لهن أبداً ولا حتى للممثلة، وقاموا بتفتيش الغرفة وسحب الأدوات الكهربائية جميعهاً، ورداً على ذلك قمن بإرجاع وجبة الغداء ولم يخرجن للفورة ولا الكانتينا حتى استجابت الإدارة وأعادت الأسيرة ياسمين إلى الغرفة.
بدورها، أفادت الأسيرة جرار في الرسالة أن ما حدث وما يحدث غير مقبول إطلاقاً أن تقوم إدارة السجن بعزل غرفة بأكملها عزل جماعي لمدة يومين وأن هذا إجراء تعسفي أن تقوم الإدارة بفرض هذه العقوبات علينا ونحن لم نفعل أي شيء مخالف للقانون، بل بالعكس هم من طلب منا طلب غير إنساني وغير منطقي ومخالف لكل الأعراف بأن نتواجد ثمانية أسيرات في الحمام معاً لحين انتهائهم من ادعاء الإصلاحات.
وأضافت أن دخولهم لغرفة (11) بدون إعلام ممثلة الأسيرات ولا الأسيرات وبهذا الشكل الذي ينتهك خصوصيتهن كأسيرات نساء فيه مسّ خطير، وأنهن سوف يتقدمن بشكوى ضد الضابط الذي دخل للغرفة.
وقالت إن الشرطية (ولاء) لم تكتفِ بما فعلته بل قامت بتقديم شكوى ضد الأسيرات بأنهن قمن بتهديدها وتم فتح ملف بهذا الخصوص والتحقيق جاري بهذا الخصوص، وأنه من الواضح أن الادارة تعمدت الإساءة ضد الأسيرات المنقولات من سجن الشارون وغرفة (11) بشخوصها وأن تصرفها كان عن سبق تخطيط ومتعمد.
وأشارت الأسيرة جرار إلى أنه عندما كانت الأسيرة ياسمين شعبان بالعزل، وضعت إدارة السجن معتقل مدني (يهودي) بالزنزانة التي بجوارها، وقام هذا المعتقل طوال الوقت بإسماع ياسمين كلمات ومسبات بذيئة يعجز اللسان عن قولها لما تحمله من إساءة وإهانة، وليس هو فقط بل السجانين أيضاً وأن السب كان موجه لياسمين شعبان بشكل مباشر.
من جهتها، طالبت مؤسسة مهجة القدس المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان بالتدخل لدى سلطات الاحتلال الصهيوني لوضع حد لمعاناة الأسيرات الفلسطينيات وظروفهن غير الإنسانية، ومراعاة خصوصياتهن في سجون الاحتلال الصهيوني، وفضح انتهاكات مصلحة سجون الاحتلال بحقهن.
واعتبرت أن مساس سلطات الاحتلال بالأسيرات وخصوصياتهن خط أحمر من شأنه أن يدخل الأوضاع في سجون الاحتلال وخارجها إلى حالة من عدم الاستقرار والمواجهة مع الاحتلال ومصلحة سجونه وسجّانيه.