Menu

تحليلالرئيس 22 لهيئة الأركان الصهيونية: تحديات كوخافي

أيفيف كوخافي

بوابة الهدف - متابعة خاصة

أنهى رئيس أركان الجيش الصهيوني غادي أيزنكوت مهام منصبه يوم أمس، بمقابلة استعرض فيها انجازاته، وقالت الصحافة الصهيونية أنه يترك مكتبه و"إسرائيل" أكثر أمنا.

لكن مراجعة التحديات المنتصبة أمام خليفته أيفيف كوخافي، تعكس مخاوف مضادة لمزاعم أ]زنكوت، وتكشف أزمة أمنية ربما، يواجهها الكيان وإن لم تكن جميع مرجعيات هذه الأزمة ذات طابع أمني بالضرورة، بل تجد تفسيرها في السياسية أكثر من أي شيء آخر.

يأتي الرئيس رقم 22 في هيئة الأركان الصهيونية إلى مكتبه في القيرية يوم غد الثلاثاء خلال فترة اضطراب سايسي كبيرة في الكيان الصهيوني، عبرت عن نفسها بفشل ذريع في غزة، سياسيا وأمنيا، واستقالة وزير الحرب، وصراع على المنصب، وتولي بنيامين نتنياهو لحقيبة وزارة الحرب، بطريقة استعراضية توحي أن المنصب في الحقيقة شاغر أكثر منه مشغول، في ظل انشغال صاحبه بقضاياه الجنائية واستعراضاته التلفزيوني، بعد انهيار قدرة الائتلاف على الحكم، والتوجه نحو الانتخابات المبكرة قريبا.

عسكريا، يواجه الجيش الصهيوني معضلات على أربع جبهات، تبقى بدون حلول استراتيجية بالنسبة له، إذا ما وضعنا جانبا التهديد المتواصل بشن حرب والذي أخذ منحى كاريكاتيريا في الفترة الأخيرة، وأصبح يتحول إلى سلعة انتخابية رخيصة تفتقر إلى الأساس القوي، سواء إقليميا، أو ذاتيا في ظل الانتقادات الرسمية عبر تقرير أمين المظالم لجاهزية هذا الجيش وقدرتاه على شن حرب فعلا لايخرج منها مهزوما.

المعضلة الثانية وضع الحليف الاستراتيجي للكيان أي الولايات المتحدة، التي بدأت فعليا سحب معداتها من سورية تمهيدا لسحب الـ2000 جندي من هناك، وما تبع ذلك أيضا من اضطراب سياسي انعكس أمنيا بعد استقالة كبار المسؤولين والجنرالات احتجاجا على قرار ترامب الفردي الذي لم يساور فيه جيشه ولا حلفائه المستاءين.

قائمة الاستقالات الأمريكية شملت إألى وزير الدفاع جيمس ماتيس ، المبعوث الخاص لمحاربة داعش بريت ماكجورك، وجوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة ؛ وأنتوني زيني ، الذي كلف بحل النزاع ال قطر ي.

تم استبدال ماتيس ودنفورد ، الأول باتريك شاناهان ، وهو مسؤول تنفيذي في بوينج بدون خبرة عسكرية ، والأخير استبدل بالجنرال مارك مايلي ، وهو رجل لديه خلفية عسكرية واسعة ، وخاصة في الشرق الأوسط.

خلال ولايته، اعترف أيزنكوت بشن آلاف الغارات على سورية وإنفاق مئات الملايين من الشواقل لمنع تدفق السلاح الإيراني إلى حزب الله، وهو في الأساس تدخل عدواني فج في الشأن السوري، ومحاولة وضع موطئ قدم في الأزمة السورية، تمثلت أيضا بدعم مالي وتسليحي للجماعات الإرهابية، ولكن هذا كله انهار تقريبا، مع تقدم الجيش السوري، وفي النهاية مع الانسحاب الأمريكي الذي وصف بأنه تدمير لعماد استقرار "إسرائيل" في هذه الجبهة، التي سيملؤ فراغها روسيا وإيرانيا و تركيا في تجسيد لأسوأ مخاوف الكيان.

شخصيا لدى كوخافي أزمته الخاصة، فهو يعلم إنه لم يكن خيار نتتنياهو للمنصب، وهذا الأخير كان يفضل رجله إيال زامير ووبالتالي يعتبر نتنياهو أن كوخافي هو الضربة الأخيرة التي وجهها إليه أفيغدور ليبرمان الذي استخدم صلاحياته في أيامه الأخيرة لتعيين كوخافي.

كوخافي مضطر للعمل أيضا مع وزير حرب منشغل بقضايا جنائية، ومجلس كابينت شبه مشلول أو مشلول قانونيا بالفعل وأعضاؤه انشغلوا تماما بالعملية الانتخابية بل ويستخدمون كيش كوخافي كأداة في دعايتهم ما يجعله عرضة للمزيد من الضغوط السياسية في مهنة عسكرية بالأساس، مع المخاوف المتنامية من اندلاع حرب تحتاج لفتيل قصير جدا في ظل فراغ سياسي وحملة انتخابية قاسية، ومن المعروف أن جثث الجنود لاتجلب الأصوات في الانتخابات.

في تاريحه العسكري، تجند كوخافي عام 1982، وبرز خلال سنوات الانتفاضة الثانية كمجرم حرب خطير عندما شغل منصب قائد لواء المظليين وطور تقنية لاختراق الجدران لعبور المنازل ، ثبت استخدامها من قبل الأمريكيين في العراق، وأفغانستان.

كما شغل منصب رئيس شعبة غزة، وأشرف على الانسحاب الصهيوني من غزة، ما عرف بفك الارتباط من جانب واحد عام 2005 قبل أن تتم ترقيته إلى رتبة لواء ورئيس مديرية الاستخبارات العسكرية في عام 2007.

وفي هذا المنصب شارك بأول حربين على غزة عامي 2008 و2012. لينتقل عام 2015 إلى منصب قائد القيادة الشمالية قبل أن يصبح نائبًا لرئيس الأركان في عام 2017.

التحدي الأول أمام كوخافي تشغيليا سيكون يوم الجمعة القادم، مع الجبهة التي تشتعل بعمق في غزة، وطريقة تعامله مع مسيرة العودة، وسيتكشف حينها خياره، هل سيواصل سياسة الاستيعاب العنيف بدون التورط العميق التي اتبعها سلفه أيزنكوت، أم سيغير طريقته واستراتيجيته، وهو الذي يعتد بخبرته في مقاومة "الإرهاب" وحرب العصابات، كما يزعم؟