Menu

أبناء المبعدين إصرار على التفوق رغم الابعاد

أحمد نعيم بدير

محمد كنعان

الهدف _ غزة

سادت أجواء من الفرحة بين الطلبة الناجحين وعائلاتهم في قطاع غزة، بعد إعلان نتائج الثانوية العامة "التوجيهي"، وانطلق المئات من المواطنين في ربوع شوارع القطاع، وسُمعت أصوات الألعاب النارية فرحًا بالنجاح.

طلاب الثانوية العامة جدوا وإجتهدوا للحصول على أعلى المراتب العلمية في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشها المواطنون في قطاع غزة، فماذا لو كانوا مبعدين!

طالب الثانوية العامة محمد فهمي كنعان والذي إرتاد مدرسة عرفات للموهوبين الثانوية غرب مدينة غزة، حصل على معدل 99% بالفرع العلمي وهو السادس على مستوى قطاع غزة، كان الامل الوحيد الذي أدخل الفرحة لقلب أسرته المبعدة من بيت لحم إلى غزة "مبعدي كنيسة المهد".

شوق التراب لأهله في الضفة الأخرى...

من جانبه قال الناطق بإسم مبعدي كنسية المهد في قطاع غزة فهمي كنعان "والد محمد" أنهم للحظة الاولى استقبلو خبر نجاح محمد بكل فرحة وسرور وانهالت الإتصالات من الاهل والأحباب في قطاع غزة وبيت لحم مسقط رأسهم، إلا أنها كانت منقوصة لغياب الوالدين والأعمام والاخوال وجميع العائلة ولا تستطيع ان تشاركهم هذه الفرحة الكبيرة بنجاح محمد.

ويضيف كنعان "هذا هو حالنا كشعب فلسطيني نعاني الويلات من جرائم الإحتلال المختلفة ولطالما كانت فرحتنا منقوصة، لكننا كنا صامدين ولا زلنا أمام جرائم المحتل".

جد محمد وجدته إستقبلوا خبر تفوقه بالثانوية العامة بالبكاء فرحاً لأنهم تمنوا للحظة أن يكون محمد بينهم ولما ناله من مرتبة عليا في الثانوية العامة.

أجواء مناسبة

توفير أجواء الدراسة المناسبة لطلبة الثانوية كان لها دوراً كبيراً في تميز محمد كنعان وحصوله على المرتبة السادسة في الفرع العلمي على مستوى قطاع غزة.

ويؤكد كنعان الوالد ان الأهل كان لهم دورا كبيرا من دعم وإسناد محمد وتوفير كل أجواء الراحة والهدوء والاحتياجات الازمة له ليتميز ويحصل على الدرجات العليا والتوفيق بين أهله وزملاؤه، منوهاً ان محمد قدم نصف العام الدراسي في الضفة الغربية والنصف الاخر في غزة لما يدلل على وحدة الأرض والوطن، فبعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة زار محمد بيت لحم بعد 12 عام من الإبعاد عن أهله وذويه ثم عاد ليكمل الفصل الدراسي الثاني في غزة، لنقول للعالم أجمع أن غزة والضفة وطن واحد.

وختم كنعان حديثه بإهداء هذا النجاح لأرواح الشهداء الأبطال والأسرى البواسل في سجون الإحتلال ولجميع المبعدين في غزة والدول الأوروبية ولكافة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي لطالما عانوا من ويلات الحصار والحروب.

إذن رغم إبعادهم القسري، أبناء مبعدي كنيسة المهد كلهم إصرار وعزيمة ليثبتوا للمحتل أنهم قادرين على تحقيق أعلى المراتب العلمية والعملية في أي بقعة من أرض الوطن.