Menu

تطورات في العلاقة بين المنظمة ودمشق

أبو أحمد فؤاد: المال القطري فتاتٌ مُسيّس.. وكل المخططات ضد قضيتنا ستسقط

نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد

دمشق – بوابة الهدف

موجهًا التحية لأهالي قطاع غزة، الذين انتفضوا بالآلاف في مسيرات العودة، بدأ نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، حديثه في مقابلة متلفزة عبر قناة "الإخبارية السورية"، الجمعة 18 يناير، تناولت عدّة ملفات، أهمّها المساعدات والأموال التي تدخل غزة، في مقدّمتها المنحة ال قطر ية، إضافة لما تُسمّى صفقة القرن وأبرز ملامحها، وغيرها من المخططات الصهيونية الإمبريالية التي تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية ونسف حقوق الشعب الفلسطيني. وشملت المقابلة الحديث عن ما هو مطلوبٌ اليوم من الفصائل والقوى الفلسطينية، في ظل هذه المخططات، التي تتواطأ فيها الأنظمة الرجعية العربية، وعن كيفية إعادة الصراع إلى نصابه ليكون عربيًا صهيونيًا، إضافة لتطرقه لسُبل قيام انتفاضة حقيقية في الضفة الغربية المحتلة.

وفي معرض مداخلته قال أبو أحمد فؤاد "إنّ ما يجري داخل الوطن المحتل هو التعبير الحقيقي عن إرادة الشعب الفلسطيني (في إشارة إلى مسيرات العودة)، وليس أية وسائل أو أساليب أخرى تذهب في اتجاهات أخرى".

كل ما يُقدّم من الرجعية العربية فتاتٌ بلا قيمة

وأوضح أنّ "الشعب الفلسطيني ينظر لأيّة مساعدات من المنظور السياسي، وعليه لا يُمكن عزل ما تُقدمه قطر أو غيرها من الجهات عن الأبعاد السياسية، وعندما نتحدث عن مساعدات قطرية، نحن في الجبهة الشعبية لا يُمكن أن نقبل ذلك على الإطلاق لأنّها ذات أهداف سياسية وتأتي بمباركة العدو الصهيوني".

وتابع "أين قطر من كل ما يجري: من العلاقة مع العدو الصهيوني والتطبيع معه ، من ما جرى في سوريا، ومن الجرائم التي ارتكبت في الوطن العربي بمختلف أقطاره. ومن هي مرجعية قطر، إنها الولايات المتحدة بشكل رئيسي".

وعن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة في ظلّ الحصار الصهيوني، شدّد على أنّ "المسؤولية كانت ولا تزال تقع عاتق السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، الجهة الشرعية التي يجب أن تُقدّم كل شيء لهذا الجزء من وطننا وأهلنا، ولا نسمح لأية تدخلات، سواء من قطر أو بموافقة إسرائيلية أو بدونها. يجب أن نقدم كل هذه المتطلبات والإمكانيات لأهالي غزة كما نقدمها لسائر المناطق في وطننا المحتل، الإمكانيات التي تقدم لمنظمة التحرير هي لكل الشعب الفلسطيني وليس لمنطقة على حساب أخرى".

وأشار إلى أنّ "كل ما يُقدّم من قبل النظام الرجعي العربي فتات، لا قيمة له، وفي الوقت ذاته له أهداف سياسية، لن تمرّ، بدليل ما يقوله أبناء الشعب الفلسطيني؛ أنّهم لا يريدون المساعدات من هذه الجهات وأنهم مستمرون بالنضال حتى إنهاء الحصار والعودة وتحقيق الأهداف الوطنية".

ودعا إلى ضرورة أن "يمتدّ هذا النموذج الذي نشاهده أسبوعيًا في غزة، وأحيانًا أكثر من مرة في الأسبوع الواحد (مسيرات العودة) إلى كلّ مناطق الوطن، بدءًا من الضفة المحتلة بما فيها القدس ثمّ المناطق المحتلة عام 1948 بالطريقة التي تراها الجماهير مناسبة في كل منطقة، والأهم أن هذه المسيرات والبطولات يجب أن تُترجم سياسيًا بمواقف شجاعة تتحدى المخطط المعادي الذي باتت ملامحه معروفة تقريبًا، المخطط الأمريكي الصهيوني الذي يُعبر عنه بما سُمي صفقة القرن".

جميع المخططات ستسقط.. بإرادة الشعب

في ملف صفقة القرن، قال أبو أحمد فؤاد إننا "اليوم أمام ملامح جديدة لتطبيقات ضمن صفقة القرن، جزءٌ منها مرّ وجزء آخر من المتوقع أن يمر خلال فترة قصيرة، من خلال ما تسرّب خلال الأيام الماضية، بمعنى أن هناك ما يمكن أن يُسمّى تصفية للقضية الفلسطينية وفصل غزة عن الضفة، والآن الحديث كله في موضوع صفقة القرن هو عن الضفة بمعزل عن الدولة وبمعزلٍ عن العودة، وهناك طرحٌ جديد يقول إن القدس هي تحت إشراف ومسؤولية العدو الصهيوني، وعاصمة لكيان فلسطيني للحكم الإداري الذاتي في إحدى ضواحي القدس، وممر للمسجد الأقصى".

وأكد على أنّ "المطلوب فورًا وبدون أي تأخير، هو وحدة الجهود والإمكانيات الوطنية، والثبات على الأرض، والصراع مع العدو الصهيوني بمختلف الأساليب والإمكانات المتوفرة، هذا هو الطريق الذي يُمكن أن يفرض على العدو شروطنا، وكذلك على الرأي العام العالمي وهيئة الأمم ومجلس الأمن، وعلى النظام الرجعي العربي المُطبع سرًا وعلنًا."

وأشار إلى أنّ "مؤتمر وارسو الذي سيُعقد نهاية الشهر الجاري، يهدف لإيجاد ما سُمّى الناتو العربي، وهذه جريمة كبرى تُرتكب بحق الأمة بأكملها، وهذا مخطط له مسبقًا، لكن له تناقضاته الداخلية مع الإدارة الأمريكية." مُتسائلًا "ما الذي ستستفيد منه هذه الأنظمة من عمل ناتو عربي، سيُستفاد منه من قبل العدو الصهيونية والإمبريالية الأمريكية في مواجهة إيران، هذا ما المخطط الذي تحاول الإدارة الأمريكية تمريره خلال الفترة المقبلة".

وشدد على أنّ "هذا المخطط لن يمرّ على الإطلاق، فأمتنا وشعوبنا سترفض هذا التحالف الذي يجري الإعداد له، كما رفضت تحالفات سابقة مُشابهة، منها حلف بغداد الذي فشل".

وقال "الموقف الفلسطيني مُوحّد حتى الآن في ما يتعلق بمواجهة صفقة القرن لكن الاختلاف هو في أساليب وكيفية المواجهة، التي نريد أنّ تكون أساليب مواجهة على الأرض وبشكل مستمر".

وتمّم "نقول أن الفرصة مواتية الآن لتكون هناك قيادة موحدة لشعبنا في الضفة الغربية كما هو حاصل في غزة، لأن شعبنا مُهيأ للقيام بانتفاضة، فهذا الشعب الذي واجه غزوات الصهيونية الإمبريالية منذ وعد بلفور قبل 100 عام حتى اليوم، لديه الاستعداد للاستمرار بالمقاومة فهو صاحب حق وهذا الوطن وطنه، ولن يتراجع الفلسطينيون، وإذا حصل أي تراجع من قبل مؤسسات فلسطينية سيتصدى لها الشعب، وسيمنع أن تحصل عملية انهيار مهما كانت الأسباب والمبررات، هذا كلّه بحاجة لترجمته على الأرض".

وتابع "نقول أن المطلوب، حتى يشتدّ ساعدنا ونتمكن من القيام بانتفاضة فعلية، سيّما في الضفة المحتلة، هو الوحدة الوطنية، لذا من المُستعجل الآن ترجمةٌ حقيقيةٌ وواضحة لمواقف اتخذت سابقًا بشأن إلغاء اتفاقات أوسلو وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بكيان العدو الصهيوني، وتقديم ملفات جرائم الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية والذهاب لمجلس الأمن لطلب الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية ذات السيادة. كل هذا إن تُرجم بشكل عملي سنجد انتفاضة حقيقية."

وشدّد على أنّه "ليس هناك أيّة فرصة متاحة لأي طرف فلسطيني أن يفكر بالاستفادة من تسوية هنا أو هناك أو الاستفادة من صفقة القرن أو غيرها."

وأكّد أبو أحمد فؤاد أنّ "الخطوة الأولى لمواجهة هذه الجريمة والمؤامرة التي تحاك، هي استعادة الوحدة الوطنية من خلال تجميع كل الإمكانيات والطاقات الفلسطينية داخل منظمة التحرير الفلسطينية، على الأسس التي جرى الاتفاق عليها بالعام 2011، بما يفرض على العدو الصهيوني التراجع عن إجرامه والمؤامرة التي يحيكها مع الإمبريالية الأمريكية، وهذا الأمر ممكن جدًا، لذا ندعو فورًا لأن يتم عقد حوار وطني شامل في أيّ قطر عربي، لوضع برنامج مواجهة، ومنع تمرير المؤامرة التي تحاول تصفية القضية الفلسطينية."

فؤاد: ما يحدث في الجامعة العربية مهزلة.. وزيارة مُتوقعة للرئيس عباس لدمشق

ولفت إلى أنّ "القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيون وحدهم، بل قضية الأمة بأسرها وكل الأحرار في العالم، لأن هذا عدوان واغتصاب لوطن الفلسطينيين، وقد خاضت الأمة العربية حروب ضد هذا الكيان، ليس من أجل الفلسطينيين، بل للدفاع عن نفسها وإنهاء هذا الوجود الصهيوني الذي يُترجم المخططات الإمبريالية التي تستهدف كل الوطن العربي والأمة وتطورها وتقدمها."

ودعا إلى ضرورة "إعادة الأمور إلى نصابها، فهذا الصراع هو صراع عربي صهيوني، وليس فقط فلسطيني صهيوني، الفلسطيني هو الطليعة، الآن تبلور محور المقاومة الذي بات يعرفه الجميع، ويُحسب له حساب، هذا المحور بتصاعد وتطور مستمرين، وبإمكانات مؤثرة وقادرة على الردع وتلقين العدو دروسًا عندما يُصبح هذا مطلوبًا. هنا أنا أعتقد أن الخندق الذي يجب أن نصطفّ فيه كفلسطينيين هو خندق المقاومة، خندق سوريا والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله وإيران والفصائل الفلسطينية، خندق منظمة التحرير والفصائل هُنا، نستطيع بهذه المواقع أن نردع أية جريمة يرتكبها في الداخل أو الخارج وأن يدفع ثمنها. وهان نحن نرى إلى أين وصلت الأمور نتيجة صمود سوريا ومحور المقاومة، وكيف بدأت هذه الأنظمة تُطالب وتترجى الدولة السورية كي تسمح بإعادة سفاراتها."

وفي حديثه خلال المقابلة المتلفزة، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد "تابعنا خطاب الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجمعة 18 يناير 2019) شيء محزن ومؤلم أ، تكون هذه القيادات بهذه المستوى، اليوم تذكر أن سوريا دولة مُؤسسة للجامعة العربية ويجب أن تكون ممثلة في الجامعة ومؤسساتها، إذن لماذا تآمرتم عليها وعلى ليبيا وفلسطين، هل من المعقول أن يصدر هذا من قيادات بهذا المستوى وتحاول أن تدير شؤون الأمة، هذه مهزلة".

وتابع "الآن لأن سوريا صمدت ومحور المقاومة انتصر، الكل الآن يبحث عن دور ومكان، ولاحظنا الخطوة التي تمّت من قبل الإمارات والسودان، وهناك احتمال شبه مؤكد بأن تتطور الأمور في العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا، ومن المحتمل أن يتوجه الرئيس محمود عباس لزيارة دمشق. ونحن ندعم هذا لأن هذا هو خيارنا وخندقنا."