في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد القائد عمر النايف ، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة جنين مسيرة ليلية محمولة جابت شوارع المدنية وصولاً إلى منزل الشهيد في البلدة القديمة بالمدينة، حيث كان في استقبالهم عائلة وأقارب الشهيد.
وأكدت الجبهة في هذه المناسبة الأليمة "وفائها وعهدها بأن تبقى قضية الشهيد القائد عمر حية والحساب مفتوح ولن يغلق إلا بالقصاص من القتلة"، مُشددةً أن "من يحمي القتلة الآن هم من يغلقون ملف التحقيق، ومن يغتالون الوطن بهذه المرحلة، وهم من يتهربوا من الاعتراف بعجزهم وفشلهم، وهم أنفسهم من فشلوا في اتخاذ قرار وطني بإنهاء الانقسام".
وأضافت الجبهة أن "القصاص سيصل للقتلة يومًا ما، رغم أنه ومنذ اليوم الأول لاغتيال رفيقها عمر كان يجب ألا يتم تشكيل لجان تحقيق، بل كان يجب اتخاذ قرارات حاسمة وفي مقدمتها إقالة وزير الخارجية رياض المالكي عن العمل، وإخضاع السفير الفلسطيني في بلغاريا للتحقيق مباشرة ومن ثم إقالته".
وأكدت الجبهة ثقتها "بأن إرادة شعبنا والأجيال المتجددة سيحملون الراية وسينفضون غبار هذه المرحلة، وسيقودون المرحلة إلى الأهداف التي ناضل من أجلها الشهيد عمر وكل الشهداء"، مُشددةً "أنها ستواصل حمل رسالة وراية الشهيد عمر التي ناضل واستشهد من أجلها".
وعبرت جماهير جنين التي خرجت في المسيرة وفي مقدمتهم كوادر الجبهة عن وفائها للشهيد القائد، مشيدة بتاريخ النضالي، واصفةً إياه بأنه الفدائي الصلب والمقاتل الشرس والأشوس، فقد كان عمر حكاية العشق لفلسطين، من جنين كانت البدايات له، رضع فيها حليب الثورة والانتماء، حمل رايات فلسطين في مقتبل العمر وانتسب في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقالت الجماهير "تتذكرك جنين بأزقتها وشوارعها وأهلها رغم كل المسافات والإبعاد والألم والوجع، ستظل صورك حية وحاضرة في ساحات بلدتك جنين، لقد كنت دومًا الفارس الذي امتطى صهوة النضال، كنت بطلاً شجاعًا فدائيًا ومخلصًا تميزت بروح الوحدة الوطنية، مناضلاً بكل معنى الكلمة، عشقت فلسطين، وجاءت جماهير جنين اليوم لتتذكر فارسها البطل الذي تحدى الاحتلال وسجونه وتمكن من الهرب والتسلل إلى خارج الوطن ليواصل المشوار هناك في دمشق وبيروت ثم بلغاريا، ولكنه لم ينسَ يومًا جنين وفلسطين".
وأضافت "كان فارسًا في ميادين العمل التطوعي ومناضلاً صلبًا في ساحات المواجهة مع الاحتلال، بطلاً كاسرًا في أقبية التحقيق يخوض فلسفة المواجهة خلف القضبان".