Menu

مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية

الوفد المصري يواجه مهمة صعبة.. هل اقترب انفجار غزة؟

غزة _ خاص بوابة الهدف

غادر الوفد الأمني المصري قطاع غزة، مساء يوم الثلاثاء، عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع، بعد ساعاتٍ من وصوله، وعقد لقاءاتٍ مع قيادة حركة "حماس"، وتأتي الزيارة مع تأزم الأوضاع على السياج الفاصل، حيث يجري إطلاق البالونات الحارقة وتستمر فعاليات الإرباك الليلي اليوميّة، بينما يرد الاحتلال بقصف المواطنين واستهداف المواقع العسكريّة.

وترأس الوفد اللواء عمرو حنفي وكيل المخابرات المصرية، حيث عقد لقاءً واحدًا مع قيادة حماس برئاسة هنية والسنوار وعدد آخر من القادة. ونشرت مصادر محلية أنّ "اللقاء بحث فقط ملف التهدئة"، وطالبت حماس من المصريين التزام الاحتلال بالاتفاق المبرم مسبقًا، والذي نص على إدخال الأموال مقابل الهدوء للقطاع.

وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن "الوفد الأمني المصري يواجه مهمة صعبة جدًا في هذه المرحلة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية ومع توفر عوامل الانفجار الواسع في غزة، بما في ذلك تدهور الأمور نحو مواجهة عسكرية واسعة نسبيًا أوسع مما شهدناه مؤخرًا".

ويُبيّن شاهين خلال حديثه مع "بوابة الهدف"، أن المهمة صعبة "لأن الفصائل لديها أوراق ترى أنها يمكن أن تحسن من ظروف التهدئة، أما إسرائيل فترى أن بيدها أوراق لا تريد أن تخسرها"، ويوضّح ذلك قائلًا: "حماس والفصائل ترى أنه مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار، يمكن أن تشكل عامل ضغط لمحاولة إجبار إسرائيل على تقديم تسهيلات جديدة للقطاع، سواء بإدخال الأموال ال قطر ية أو تنفيذ المشاريع التي وعد بها ملادينوف، وغير ذلك من قضايا، وحماس ترى الآن وقتًا مناسبًا للضغط على حكومة نتنياهو قبيل الانتخابات".

"في المقابل ترى إسرائيل أن الوضع الانتخابي الحالي خصوصًا مع وجود تخوف من اليمين من قائمة غانتس لابيد، لن تسمح يسمح بتقديم تنازلات يمكن أن تستخدم ضده في الانتخابات، وبالتالي يستخدم أوراقًا بيده منها زيادة أوامر إطلاق النيران تجاه المتظاهرين والرد بالقصف على إطلاق البالونات الحارقة، وكذلك استمرار وضع العراقيب أمام دخول البضائع وعدم توسيع منطقة الصيد، والأهم التلويح بإمكانية الذهاب لمعركة عسكرية، أي مغامرة من اليمين الإسرائيلي وحكومته، وهذا واضح من التدريبات العسكرية المفاجئة في محيط غزة"، وفقًا لقول شاهين.

ولا شك أن هذه مساعٍ مرحلية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات "الإسرائيلية"، التي تتعلّق فيها بشكلٍ كبير، الأوضاع في قطاع غزّة. ويرى شاهين أنّ " مصر تسعى للضغط على الطرفين للوصول إلى نقطة تسمح بتفادي انفجار الأوضاع والذهاب لعملية عسكرية، والأمر يعتبر مرحليًا خصوصًا أننا أمام انتخاباتٍ إسرائيلية، حيث ترى مصر أن جزء كبير من الأوضاع في غزة متعلقة بنتائج الانتخابات".

وحذّر من أن نتنياهو إن لم ينجح بأغلبية مريحة في الكنيست فإنه سيحتاج إلى تقديم تنازلات إلى اليمين المتطرف لتشكيل الحكومة، بما في ذلك إمكانية التشدد ضد غزة والذهاب لعملية عسكرية بعد الانتخابات.

وأضاف شاهين: "فرصة ومخاطر الذهاب لمغامرة عسكرية قبل الانتخابات قائمة، وبعد الانتخابات قد تكون قائمة ومرجحة أكثر".

وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار قالت يوم الأحد الماضي إن "الوفد المصري سيناقش كسر الحصار عن القطاع وتحقيق أهداف مسيرات العودة".

وأوضحت الهيئة أنها "ما زالت تراهن على الدور المصري بشأن ضرورة إستعادة الوحدة الوطنية وتهيئة المناخات للقاء يجمع الكل الوطني في القاهرة، ولا سيما الاطار القيادي المؤقت الذي يضم الكل الفلسطيني".

يذكر أن مصادر إعلامية صهيونيّة قالت في وقتٍ سابق، اليوم الثلاثاء، إن حركة حماس اشترطت عودة الهدوء مع "إسرائيل" بتسلمها عشرين مليون دولار لصرف رواتب موظفيها.

وقال مصدر في الحركة "ان إسرائيل انتهكت التهدئة دون ان توافق على تبني المرحلة الثانية منها والتي تنص على تحقيق الهدوء عند السياج الامني لمدة نصف عام، وتوسيع منطقة صيد الأسماك الى مسافة عشرين ميلا".