قمعت قوات الأمن السودان ية، صباح اليوم الثلاثاء، آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة، والذين احتشدوا قرب مجمع القيادة العامة للجيش وسط العاصمة الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
ووفق شهود عيان هاجمت قوى أمنية، فجر اليوم، الاعتصام الذي يُقيمه متظاهرون أمام التجمع، الذي يضمّ مبنى وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس عمر البشير، وحاولت فضّه وتفريق من فيه، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، ما أدى لسقوط قتيلين وإصابة آخرين، بينهم عسكريون. وفق ما ذكرته "لجنة الأطباء السودانيين المركزية" المعارِضة.
وتضاربت الأنباء وروايات شهود العيان حول تبعيّة الجهة الأمنية المُهاجمة، التي اشتبك معها عناصر من الجيش، في محاولة لمنعها من إطلاق النار صوب المتظاهرين وحمايتهم. في مشهدٍ مماثل لما شهدته ساحة الاعتصام، أمس الاثنين، لأول مرة.
من جهته، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" المعارِض، عبر صفحته على موقع فيسبوك، المواطنين، بمختلف فئاتهم وشرائحهم إلى الاحتشاد أمام مقر قيادة الجيش.
وقال "إنّ ما يحدث في محيط القيادة العامة للجيش جريمة مكتملة الأركان، يقوم بها النظام المتداعي للنيل من الوطن وكرامة مواطنه وحرمة رموزه" وأضاف أنّ "تعدّي مليشيات النظام وكتائب ظله وأجهزته الأمنية على حرم قواتنا المسلحة وجنودها الشرفاء لهو جناية لا تغتفر، وهو دليل آخر على تواصل تفلت النظام، ومشهد جديد يتعرض فيه المواطنون العزل إلى مخاطر العبث بأرواحهم".
وأعلن وزير الداخلية السوداني، بشارة جمعة، أمام البرلمان، أمس الاثنين، أن 6 أشخاص قتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات يوميْ السبت والأحد، في حين قتل شخص آخر في إقليم دارفور غرب البلاد.
ويرى مراقبون أنّه لا توجد أية مؤشرات الآن على إمكانية الاستجابة لمطلب المعتصمين، المتمثل في رحيل الرئيس عمر البشير (75 عامًا)، الذي لا يزال متمسكًا بالسلطة، وقال في خطابٍ له، الإثنين، إنّ السودانيين سيعبرون الأزمة الحالية وهم أكثر قوة وتماسكًا، مُطالبًا حزبه (المؤتمر الوطني) باتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الطمأنينة وتطبيع الحياة العامة في البلاد".
ويشهد السودان احتجاجات منذ ديسمبر 2018، بدأت مع رفع الحكومة أسعار الخبز والوقود، لتطور فيما بعد إلى تظاهرات تطالب برحيل الرئيس البشير وحكومته.