Menu

لبنان: الإضراب يعم المُخيّمات وتظاهرات من الشمال إلى الجنوب

حرق علم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مخيّم عين الحلوة اليوم الثلاثاء 25/6/2019

وكالات - بوابة الهدف

عمّ الإضراب الشامل كافة مُخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الثلاثاء 25 حزيران/يونيو، استنكاراً لـ "مؤتمر البحرين " الاقتصادي الذي انطلقت أعماله في المنامة بدعوة من الإدارة الأمريكيّة، في إطار التمهيد لـ "صفقة القرن."

وفي العاصمة اللبنانية بيروت، نظّم العشرات تظاهرة أمام مقر "الاسكوا"، رفضاً للخطة الأمريكية، وأكّد خلالها عضو المكتب السياسي في "حركة أمل" حسن قبلان، أنّ "موقفنا من صفقة القرن هو الموقف الذي عبّر عنه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ولا مشاركة للبنان في هذه الجريمة الموصوفة، ولا لبيع قضية فلسطين في بورصات المال وسياسات الإغواء والإغراء ولا لسياسات التجويع والتركيع ولا للتوطين ونعم للمقاومة ونعم لفلسطين، وكل شيء ما عدا ذلك صراعات لا معنى لها."

من جهته، أكّد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، على أنّ المشروع الأمريكي هُزم في المنطقة، وحقائق التاريخ تشهد، وتابع "إننا قريباً سنلتقي لنتبادل التهاني بسقوط صفقة القرن وهواجس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكل من معه."

وفي مُخيّمات صيدا، قام عشرات المُتظاهرين في مُخيّم عين الحلوة الواقع جنوب شرق المدينة، بإحراق العلمين الأمريكي والكيان الصهيوني، أمام مقر القوة الأمنيّة المشتركة الفلسطينية، في الشارع التحتاني، وأشعلوا الإطارات.

جاء هذا الحراك تلبيةً لدعوة "هيئة العمل الفلسطيني المُشترك" واللجان الشعبية والقوى الوطنيّة والإسلاميّة في صيدا، حيث شلّ الإضراب العام مُخيّمي عين الحلوة والميّة وميّة، في خطوة تُعتبر الأوسع منذ سنوات، ومن المُقرر أن تُقام في مُخيّمات صيدا مسيرات جماهيرية حاشدة، تعبيراً عن الرفض المُطلق لـ "صفقة القرن" و"مؤتمر البحرين" والمُخططات الأمريكية التي تستهدف القضية الفلسطينية.

هذا وأقيمت أيضاً مسيرة شعبيّة حاشدة في مُخيّم البص بدعوة من فصائل العمل الوطني الفلسطيني، بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية وفعاليات وشخصيات من المُخيّم، وألقى كلمة منظمة التحرير مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في منطقة صور، أبو محمد الخالد، حيث شدّد فيها على أنّ "المنظمة والفصائل ترفض المبادرة والمؤامرة والصفقة، وتؤكد عدم التواصل مع الإدارة الأمريكية التي تبنّت الصفقة"، مؤكداً وجوب إنهاء الانقسام الفلسطيني المُدمّر، لمواجهة المؤامرة بالوحدة الوطنية.

كما دعا في كلمته إلى تفعيل قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وفك الارتباط بالعدو الصهيوني، وتحرير الاقتصاد الفلسطيني وتفعيل المقاومة الشعبيّة بكافة أشكالها والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كمُمثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

فيما نظّمت فصائل العمل الفلسطيني في مُخيّم الرشيدية يوم الاثنين مسيرة حملت شعار "لا لمؤتمرات الخيانة والتفريط بقضيّة فلسطين"، جابت شوارع المُخيّم رافعةً الأعلام الفلسطينية وسط شعارات مُنددة بورشة البحرين.

وخلال المسيرة ألقى العميد توفيق عبدالله كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، أشار خلالها إلى "التخاذل العربي اتجاه القضية الفلسطينية"، وأكد أن "لا ترامب ولا نتنياهو ولا كل العالم، قادرين على إقناع أصغر طفل فلسطيني بوطن وهوية بديله عن فلسطين و القدس ."

وفي مُخيّم برج البراجنة جنوبي بيروت، شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين في مسيرة جماهيريّة انطلقت من أمام جامع الفرقان، الاثنين، حيث جابت شوارع المُخيّم، تحت شعار "لا لإلغاء الهوية الفلسطينية"، "لا لورشة الخيانة في البحرين"، وذلك بمشاركة فاعلة ومتنوّعة من أهالي المُخيّم الذين هتفوا لحق العودة.

وكانت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني قد عقدت اجتماعاً مُشتركاً مع مجموعتي العمل اللبنانية والفلسطينية، لبحث مخاطر "صفقة القرن" على القضية الفلسطينية، مُصدرةً بياناً رأت فيه أنّ ما تسرّب من مضمون الخطة الاقتصادية لـ "مؤتمر البحرين" ما هو إلا مشروع تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، ورفض الإدارة الأمريكية الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، هو بمثابة انقلاب على قرارات الشرعية العربية والدولية.

ودعا المجتمعون الدول العربية والشعوب الإسلامية والمجتمع الدولي المؤيد للحق الفلسطيني إلى التنبه للمخاطر التي تنطوي عليها الصفقة، والتي تحاول بعض الجهات الدولية جاهدة فرضها على الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وقواه.

فيما عقد رؤساء الحكومات اللبنانية السابقون فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي اجتماعا خصص لبحث مؤتمر البحرين و"صفقة القرن"، وقالوا في بيانٍ إنّ فلسطين لن تكون صفقة عقارية أو مالية أو اقتصادية. وأعلنوا رفضهم التعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها مشكلة عقارية أو اقتصادية أو مالية.

وتوجه بدوره رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص بكتاب مفتوح إلى الملوك والرؤساء العرب، قال فيه إنّ عقد مؤتمر دولي في البحرين بمشاركة العدو المحتل لفلسطين وبغياب مدوٍ للفلسطينيين، هو مؤتمر مستهجن ومدان ومرفوض.

وأعلنت نقابة محرري الصحافة اللبنانية في بيان تضامنها مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين في دعوتهم لمقاطعة مؤتمر البحرين، داعيةً جميع الإعلاميين العرب والاتحادات الصديقة إلى مقاطعة هذا المؤتمر. واعتبرت النقابة "صفقة القرن" صفعة لكل نضالات الشعب الفلسطيني، داعية إلى أوسع مشاركة في رفض الصفقة وما يترتب عليها.

من جانبها، نظّمت هيئة علماء المسلمين ورابطة علماء فلسطين في لبنان ملتقى العلماء الموسع للوقوف في وجه الخطة الأمريكية للسلام. واعتبر الملتقى -الذي التأم في مدينة صيدا- أنّ مؤتمر البحرين هدفه تصفية القضية الفلسطينية، ودعا المجتمعون في بيانهم الختامي القادة العرب الذين يوافقون على الخطة الأمريكية إلى دعم المقاومة بدل إغراء الشعوب العربية بحفنة مشبوهة من الدولارات، على حد وصفهم.

وفي مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين، نظم الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان اعتصاما رفضا لمؤتمر البحرين الذي يهدد بتصفية القضية الفلسطينية. وألقيت كلمات باسم اللجان الشعبية الفلسطينية، والاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين نددت بمؤتمر البحرين، ودعت إلى مواجهة "صفقة القرن."

نظّمت كذلك جمعية الوفاق البحرينية مؤتمراً في بيروت، رفضاً وتنديداً بـ "صفقة القرن"، بحضور شخصيات عربية وإسلامية من دول مختلفة، وبمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية وممثلين عن أحزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني.

وتبنت اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر عدداً من التوصيات؛ أبرزها الإشادة بالموقف الفلسطيني الرافض للمؤتمر، وإلغاء "اتفاقية أوسلو" وكل الاتفاقيات التي ألغاها الاحتلال عملياً بذهابه إلى مشروع "صفقة القرن"، واستمرار الحراك الشعبي في مختلف دول العالم رفضاً للصفقة وكل مشاريع التطبيع مع الكيان.

كما شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت وصور وبعلبك اعتصامات شعبية رافضة لمؤتمر البحرين بدعوة من منظمة التحرير.