Menu

الموقف الوطني الموحد سيُسقط الصفقة

الغول: نمرّ بلحظة تاريخية يجب التقاطها بالإسراع لإنهاء الانقسام

كايد الغول

غزة_ بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، "إنّنا اليوم أمام لحظة تاريخية تستوجب منّا التوجه فورًا نحو إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية وفق الاتفاقات الموقعة والآليات الوطنية المتفق عليها، ثم أن نصوغ بشكل مشترك الإستراتيجية وأسس الشراكة التي يجب أن ندير بها الصراع مع الاحتلال بكل الأشكال، وكذلك كل ما يتعلق بالشأن الوطني".

وشدّد الغول على أنّ "هذه المسألة مُلحّة ولا تحتمل التأجيل، ويجب استثمار ما أُشيع مؤخرًا من تقدمٍ إيجابي في ملفّ المصالحة، للبناء عليه، كي لا نعود للغرق فيما يُسمّى التفاصيل، على حساب إنهاء الانقسام بشكل كامل واستعادة الوحدة الوطنية وبناء أسسها".

وأضاف أنّ "من لا يلتقط هذه اللحظة التاريخية الراهنة، سيكون مُساهمًا مساهمة كبرى في تسهيل تمرير مخططات تصفية القضية الفلسطينية".

وفي تصريحاته لـ"الميادين"، اليوم الثلاثاء 25 يونيو، قال الغول، وبالتزامن مع أوّل أيام انعقاد ورشة البحرين الاقتصادية، التي ستشهد إطلاق صفقة القرن التصفوية، إنّ أهمية الموقف الفلسطيني الموحد ضدّ هذه الورشة  تكمن في أنّ الفلسطينيين قادرون على إفشال كل المخططات التي تهدف لتصفية القضية الوطنية".

وأوضح أنّ "هذا بالضبط ما جرى في محطّات سابقة، فمنذ النّكبة قُدِّمت العديد من المشاريع التي هدفت لتصفية القضية، كالتوطين ومخططات نسف حقوق الشعب الفلسطيني، في مقدّمتها حق العودة، لكنّ في كلّ مرة كان الشعب- بموقفه الرافض ووحدته- يتمكّن من إسقاط وإفشال هذه المشاريع، رغم كل الظروف المجافية التي كانت سائدة إثر النكبة".

وتابع الغول "الآن، الشعب الفلسطيني يُعيد تأكيد تمسكه بكامل حقوقه ورفضه أية مساومات عليها، وأعتقد أنّه سيكون قادرًا على إفشال خطة ترامب وورشة البحرين، مُستندًا في هذا على الموقف العربي الشعبي والسياسي الذي يجري التعبير عنه الآن بشكل واضح، من المغرب وحتى البحرين نفسها التي تعقد فيها الورشة التصفوية".

وجدّد عضو المكتب السياسي للشعبية، في تصريحاته، التأكيد على "ضرورة البناء على هذا الموقف الفلسطيني الموحّد، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، لأننا نستجمع بذلك كل طاقات وقوى شعبنا في مواجهة هذه المؤامرات والسياسات، التي للأسف بدأت بعض الأطراف العربية أن تكون شريكة فيها، للخلاص من القضية الفلسطينية".

وتطرّق إلى تعمّد الإدارة الأمريكية التقليل من أهمية الموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة في ورشة البحرين، بالقول "إنّ هذا وهمٌ، تُريد واشنطن من خلاله أن تُعطي انطباعًا عن قدرتها على تمرير تصورها وخطتها في المنطقة بعيدًا عن الفلسطينيين. لكن ورغم المحاولات الأمريكية والصهيونية لتجاوز الجانب الفلسطيني، إلا أنّه وبدون موافقتهم- أي الفلسطينيين- على هذه أيّ من المقترحات المقدّمة، فلن يُكتب لأيّ منها النجاح، والتجربة تُبرهن هذا".

وفي السياق ذاته، أضاف الغول أنّ "الأنظمة العربية مهما كانت تابعة وتمارس سياسات تتناقض مع المصالح العليا لشعوبها، لن يكون بمقدورها فرض حل على الفلسطينيين، ربما يُشكّلون ضغطًا في هذا الاتجاه، لكن هذه الأنظمة تُدرك أنه لن يُكتب النجاح لأيّ مخطط بدون الموافقة الفلسطينية".

وأضاف "ربّما نُواجه نحن كفلسطينيين إجراءاتٍ، كمصادرة مزيدٍ من أراضينا المحتلة، ومزيدٍ من الاستيطان والتهويد وغيرها، لكن بدون الموافقة الفلسطينية على صيعة الحل النهائي، لن يكون هذا كلّه إلا عنوانًا وأساسًا لاستمرار الصراع مع الكيان الصهيوني المحتل، ومقاومة متجددة له، فلسطينيًا وعربيًا، لذا فالأساس هو الموقف الفلسطيني الموحد المتماسك الرافض لصفقة ترامب وآلياتها، ومنها ورشة البحرين".

وفي الختام فنّد الغول، خلال حديثه عبر "الميادين" اعتقاد البعض بأن الصراع مع كيان الاحتلال يُمكن حلّه ببضع ملياراتٍ، بالقول "من يعتقد بهذا فهو واهمٌ، فالمجتمع الدولي قدّم للشعب الفلسطيني منذ النكبة ملياراتٍ عديدة، لكنّها كانت دومًا عُرضة للتبديد من خلال سياسات الاحتلال، الذي لم يُرِد يومًا أن يكون هناك اقتصاد فلسطيني مستقل يُؤسس لدولة فلسطينية، إنّما أراد دومًا أن تبقى المساعدات المقدّمة للفسلطينيين، في إطار الابتزاز، وإمكانية وقفها وقتما شاء، دون أن تُؤسس لاقتصاد وطني كفيل بإقامة دولة".