Menu

هزيمة الهزيمة

خاص بوابة الهدف

تجمع الولايات المتحدة حلفائها العرب في المنامة، لتجنيد أموالهم في تطويع الفلسطينيين، لتؤكد تطويعها للمال العربي ضد المصالح العربية، وحرية استخدامها له ضد القضايا المركزية للشعوب العربية.

في الورشة الاقتصادية المقامة في عاصمة البحرين ، تستعد الولايات المتحدة لطرح رؤيتها الاقتصادية لما يُطلق عليه "صفقة القرن"، مع مواصلتها للتكتم النسبي بشأن الشق السياسي من هذه الخطة، ولكن وقائع الأرض تشي بهذا الشق، فبالموازاة مع انعقاد الورشة يواصل الكيان الصهيوني جرائمه اليومية بحق الفلسطينيين، واعتداءاته الممنهجة على حقوقهم، برعاية وغطاء أمريكي.

ما يتسلط على الفلسطينيين من محاولات لتصفية حقوقهم يعتمد هذه المرة بالأساس على دور عربي، يمول عملية نزع الحقوق الفلسطينية، ويغطيها سياسيًا، عبر تجمعات ومؤتمرات رسمية، وخطاب سياسي عام، وأنشطة تطبيعية، فالمنشود هو استسلام عربي تام يتكرّس بالسطو على حقوق الشعب الفلسطيني، بل والعمل على اجباره أيضًا على الانضمام للاستسلام الرسمي العربي.

قد تبدو هذه هجمة عاتية، حشدت قدرات هائلة من طغيان الغرب الإمبريالي وأموال النظام العربي الرجعي، ولكن المساحة التي تدور عليها المعركة هذه المرة تعطي ميزة نسبية لعوامل المقاومة والصمود، فهي معركة تدور على الوعي والإرادة العربية والفلسطينية، وهي مساحة هناك قيم خاصة فيها للقدرات غير الاعتيادية وغير الملموسة من منظومة العدوان والاستعمار.

فلا زالت شعوبنا العربية في موقفها الأعم ترفض وتدين كل هذا الهوان، ولا زالت قواها الحية قادرة على التحرك باتجاه الحشد والتعبئة، وكل هذا قد يصبح ذو معنى وفائدة مباشرة في إسقاط هذه الهجمة، إذا ما قيض له أن يتم توظيفه ضمن خطة وإستراتيجية عمل متفق عليها فلسطينيًا وعلى مستوى قوى الرفض العربي. 

هناك فرصة حقيقية لمحاصرة الهزيمة، والتطبيع، والمطبعين والمهزومين، وتصدير نموذج من العقاب الشعبي والجماهيري لكل من يتورط في هذه المؤامرة.