أكَّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بيار كرينبول، اليوم السبت، أن "أكبر المانحين الآن للأونروا بعد قرار الولايات المتحدة وقف التمويل، الاتحاد الأوروبي هو المانح الأكبر".
وتابع كرينبول بشأن التمويل "لدينا مانحون كبار مثل ألمانيا والمملكة العربية السعودية. لدينا أيضًا المملكة المتحدة والسويد. وفي الخليج، لدينا السعودية والإمارات و قطر والكويت من أفضل 10 دول. ونحن ممتنون للغاية لليابان والنرويج".
وفي حوارٍ مع صحيفة الشرق الأوسط، أوضح كرينبول "لدينا ميزانية قدرها 1.2 مليار دولار أميركي لجميع نشاطاتنا الحالية، لكن إذا اتبعنا مقاربة قائمة على الحاجات، وحتى لو نظرنا إلى ما نتوقعه في استراتيجيتنا المتوسطة الأجل، يجب أن يكون المبلغ بحدود 1.5 مليار دولار".
وحول شعوره بالقلق من الحاجة إلى وقف بعض الخدمات بسبب نقص الأموال، أشار خلال حديثه "لحسن الحظ، تمكنا هذا العام من الحفاظ على الخدمات التي خططنا لتنفيذها. وفي العام الماضي، على الرغم من أننا نجحنا في سد النقص الذي واجهناه بعد خفض التمويل الأميركي، كانت هناك حصرية في التمويل الأميركي لبعض النشاطات. ففي قطاع غزة مثلاً، كان علينا اتخاذ قرار بحماية توزيع الأغذية لمليون شخص، أو الحفاظ على الدعم النفسي والاجتماعي. قللنا الدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما يؤسفني للغاية لأنه مطلوب بشدة. لكنني فخور بالعمل الذي أنجزته الوكالة بأكملها العام الماضي، لأن ما كان على المحك هو خدماتنا لـ5.4 مليون شخص؛ ثمن الفشل الفادح في حل الصراع".
هل يمكن الاستغناء عن الأونروا ؟
أجاب كرينبول للصحيفة "ما يتحدثون عنه أحيانًا هو الإشارة إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بوصفها الجهة الفاعلة. هاتان وكالتان لهما ولايتان منفصلتان ومحددتان بدقة. إذا عدت إلى التاريخ، لماذا أنشئت الأونروا؟ لأن الدول الأعضاء في أواخر الأربعينات من القرن الماضي كانت مقتنعة بضرورة وجود استجابة محددة لحالة اللاجئين الفلسطينيين بعد قيام دولة "إسرائيل". ولكنهم أيضًا كانوا يعتقدون أنه سيكون هناك حل سياسي سريع، ويمكن بعد ذلك حل المشكلة والتخلص تدريجيًا من الأونروا، على أن تعتني مفوضية شؤون اللاجئين باللاجئين في كل أنحاء العالم. لكن هذا لم يحصل. ولا بد من القول إن الأمر مرهق بعض الشيء، وبأمانة شديدة، أن نسمع تعليقات متكررة أن الأونروا تساهم بطريقة أو بأخرى في إدامة أوضاع اللاجئين، علمًا بأن سبب ذلك هو الفشل الفادح للأطراف السياسية الفاعلة في حل الصراع".
وأردف بالقول "الفشل الفادح للجهات الفاعلة السياسية في حل النزاع بين إسرائيل وفلسطين. كنا قريبين من أمر ما في عملية أوسلو. كانت هناك رؤية لمرحلة تسلم فيها الأونروا منشآتها وبعض موظفيها إلى السلطة الفلسطينية الناشئة، في الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. لأن هذا لم يحصل سياسيًا، نحن لا نزال هنا، وسنبقى هنا حتى يجري التوصل إلى حل عادل ودائم".
وكانت أزمة مالية عصفت بالأونروا خلال العام الماضي، على خلفية قرار الولايات المتحدة الأمريكية تقليص مساهمتها في ميزانية المؤسسة الأممية مطلع 2018، تبعها قرارٌ بوقف المساهمة بالكامل، وقيمتها 365 مليون دولار من إجمالي 1.2 مليار دولار هي ميزانية الأونروا، إلى جانب مماطلة عدّة دول في تقديم مساهماتها، الأمر الذي فاقم العجز المالي الذي تجاوز 217 مليون دولار. وبذريعة الأزمة اتّبعت إدارة الوكالة سياسات تقشفية أثرّت على الخدمات المقدمة للاجئين، وطالت فصل موظفين ووقف برامج التشغيل والبطالة، والتلويح بعدم افتتاح العام الدراسي ووقف المساعدات الغذائية.