هدمت قوات من الشرطة ووحدة "يوآف" التابعة لما تسمى بـ "سلطة تطوير النقب" خيام قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب والمهددة بالتهجير والإخلاء، للمرة 169 اليوم، الإثنين.
وقال عزيز الطوري أحد سكان القرية، إن "قوات الهدم والخراب اقتحمت العراقيب وأقدمت على هدم منزلها للمرة 169، في الوقت الذي تواجد فيه معظم الأهالي في المحكمة للتداول في قضية الملكية على الأرض".
ويأتي هذا الهدم في ظل إصرار أهالي العراقيب على البقاء في قريتهم وإعادة بناء الخيام والمساكن والتصدي لمخططات تهجيرهم من قريتهم، علمًا أنه جرى هدم القرية قبل ذلك يون 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
وتتوالى عمليات هدم "العراقيب" وغيرها من القرى الفلسطينية غير المعترف بها من قبل الاحتلال، بدعوى إقامة منازلها بدون ترخيص على أراضٍ تعود ملكيتها للدولة العبرية.
ويهدف الاحتلال إلى تهجير أهالي "العراقيب" عن أراضيهم الأصلية، ما يمهّد لاستغلالها في مشاريع استيطانية توسعية.
وتعد "العراقيب" قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة بئر السبع في صحراء النقب (جنوب فلسطين)، أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني، وتعد واحدة من بين 51 قرية عربية في النقب لا تعترف الحكومة الإسرائيلية بها.
وعملت سلطات الاحتلال منذ عام 1951 على طرد سكانها، بهدف السيطرة على أراضيهم، عبر عمليات هدم واسعة للبيوت، في مسعى للسيطرة على الأراضي الشاسعة والتي تعادل ثلثي فلسطين التاريخية.
وتعرضت القرية للهدم بشكل كامل من قبل الجرافات الصهيونية بتاريخ 27 تموز/ يوليو 2010؛ حيث هدمت جميع منازلها وشردت المئات من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص.
فعاود سكان القرية بناءها من جديد، ليتم هدمها مرة بعد أخرى، كان آخرها اليوم، حيث هدمت الخيم التي نصبها أهالي القرية، بديلاً عن المنازل التي تم هدمها في المرات الماضية.
وأصبح صمود "العراقيب" رمزًا لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل المحتل، وخاصة في النقب من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.