تُعاني الأسيرات الفلسطينيّات اللاتي تحتجزهنّ سلطات الاحتلال فيما يُسمّي "معبار" سجن هشارون الصهيوني، من ظروف اعتقالية ومعيشيّة غايةً في الصعوبة والقساوة، وسط تنكيلٍ وسوء معاملة يتعرضنّ لهما بشكل مستمر.
ورَد هذا في إفادات تقدّمت بها أسيرات مُحتجزات في معبار هشارون، لهيئة شؤون الأسرى، مع الإشارة إلى أنّ هذا القسم الخاص الأشبه بقسم العزل يزجّ فيه الاحتلال الأسيرات بعد اعتقالهنّ وقبل تقلهنّ إلى سجن الدامون، وقد تبقى فيه الأسيرات أيامًا أو أسابيع.
ووفق ما قالته الأسيرات، فإنّ تلك الغرفة لا تصلح حتى لاحتجاز الحيوانات بداخلها؛ فيها أربعة "أبراش حديدية"، وعليها فرشات جلدية قذرة ورقيقة جدًا تسبب أوجاع في الظهر والرقبة، والغرفة باردة جدًا لأن نافذتها مفتوحة على مدار الساعة بشكل متعمد من قبل الإدارة، وساحتها صغيرة جدًا ولا يسمح للأسيرات بالخروج اليها إلا ساعة واحدة يوميًا.
وأضافت الهيئة، أن الأسيرات اشتكيْنَ من سوء المعاملة ومن سوء الطعام المقدم نوعَا وكمَا، كما أن مرحاض الغرفة صغير جدًا وتفيض مياهُه إلى داخل الغرفة، عدا عن تقابُل الغرف مع غرفٍ لسجناء جنائيين صهاينة، يُواصلون الصراخ وكيل الشتائم للأسيرات طوال الوقت.
كما اشتكت الأسيرات من مأساوية سيارة البوسطة (عربة النقل بين السجون والمحاكم) والتي لا تشبه سوى رحلة العذاب والموت، إذ تحتجز الأسيرات فيها داخل أقفاص حديدية مغلقة وباردة لساعات طويلة وربما لأيام، تحرم فيها من النوم وتناول الطعام والشراب أو قضاء الحاجة.
ويعتقل الاحتلال قرابة 38 أسيرة في سجونه، والعدد قابل للتغيّر في كلّ لحظة، مع مواصلة الاحتلال إجرامه بحق الفلسطينيين، ومنهم النساء، بالاعتقال والملاحقة والتنكيل، وزجّهم في زنازينه ومراكز توقيفه.