نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة، حفل تأبين لرفيقها التاريخي المناضل محمد دوحان "أبو أنس"، تكريمًا لسيرته النضالية التي قدم خلالها نموذجًا "للرفيق الصلب المعطاء والتي خاض خلالها تجربةً نضالية مميزة في المجالين العسكري والأمني".
وحضر حفل التأبين عدد كبير من أصدقاء الراحل، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية للجبهة الشعبية وفي مقدمهم أعضاء المكتب السياسي للجبهة مريم أبو دقة وجميل مزهر، بالإضافة لحضور عدد من الوجهاء والمخاتير وأقربائه وذويه.
بدوره ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسئول المحافظة محمد الغول كلمة الجبهة الشعبية وجّه خلالها "التحية الثورية لروح البطل الراحل، الذي انخرط في صفوف الثورة منذ نعومة أظافره والذي تميز بإخلاصه لمبادئ الجبهة وخطها الثوري المقاوم".
وأضاف الغول أن "الرفيق الراحل أبو أنس، كان قائداً جبهاوياً ورائداً من الرواد الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى للعمل العسكري في قطاع غزة حين كان جزءاً من مجموعات جيفارا غزة التي أذاقت العدو الصهيوني الويلات ودفنته في رمال غزة، وقد نفذ مع رفاقه سلسلة عمليات جريئة ضد الجنود الصهاينة في غزة، وقد أكسبته تجربته المقاومة خبرة عسكرية وأمنية كانت لها عظيم الأثر في صقل شخصيته الجبهاوية العسكرية، والتي ظهرت جلية أثناء فترة اعتقاله داخل السجون، والتي أكسبته شجاعة وصلابة منقطعة النظير، لدرجة أن العدو الصهيوني كان دائماً يتجنب الاحتكاك بزنزانة رفيقنا الصلب أبو أنس والمعروف بالشدة والصلابة وقوة البأس والشخصية التي شكّلت رعباً للعصافير والعملاء وحتى للجنود الصهاينة أنفسهم".
وأشار الغول إلى أن "الرفيق حتى بعد تحرره في صفقة التبادل عام 1985 واصل نضاله، واضطر إلى الخروج القسري عن القطاع، واستمر في نضاله في ساحات نضالية مختلفة، قدّم خلالها الكثير من الدروس والخبرات والتجارب خاصة على الصعيدين العسكري والأمني".
وتطرّق الغول إلى "الوضع السياسي الراهن الذين يتطلب وحدة صفوف وجماهير شعبنا"، مؤكداً على "حق الشعب الفلسطيني بامتلاك السلاح ومقاومة العدو الصهيوني بكافة الوسائل النضالية، حتى دحر الاحتلال والعودة لفلسطين".
وفي ختام كلمته تعهّد الغول باسم الجبهة الشعبية "بالتمسك بنهج المقاومة والتحرير الذي سار عليه رفيقها الراحل وكرسها طوال حياته، حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".
ومن جانبه ألقى نجل الراحل "أنس"، كلمة العائلة مثمنًا "دور الجبهة النضالي وعطائها المتفاني ووفائها لرفاقها المناضلين"، مُشيرًا إلى أن "والده الراحل كان تواقاً للعودة إلى أرضه التي هُجر منها، وغرس في نفوس أبنائه حب الوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله".
وفي كلمة أصدقاء المناضل الراحل، أشار المناضل التاريخي جمال الدحدوح "أبو خالد"، إلى أن "مدرسة الجبهة الشعبية خرجت المئات من الرفيقات والرفاق الصناديد الذين تعلموا على يد هذه المدرسة حب الوطن وعشقه والانتماء الصادق والانحياز إلى الفقراء والكادحين والمظلومين"، منوهًا أن "الرفيق أبو أنس ترك بصمةً كفاحية مميزة حيث خاض عدة عمليات عسكرية كان لها أثراً كبيراً في نفوس الجماهير الذين التفوا بدورهم حول مقاتلي الجبهة الشعبية ومناضليها".
ورثى الدحدوح رفيقه الراحل قائلاً "أين أنت يا رفيقنا أبو أنس، رحلت عنا وتركت لنا من بعدك هموم الوطن، ولكننا نهمس في أذنك بأننا سنظل على قدر المسئولية متسلحين بسماتك وإرادتك الثورية ".
وفي ختام التأبين قدمت لجنة التكريم درع الوفاء لعائلة الراحل، مجددة العهد "على التمسك بمسيرته ووصاياه حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال".
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل أيام باسم أمينها العام ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية "رفيقها المناضل القائد التاريخي وأحد قياداتها العسكرية وأسيرها المحرر محمد حمدان رشيد دوحان (أبو أنس) والذي رحل عن عمر يناهز 73 عامًا بعد أن أفنى حياته مناضلاً في سبيل الوطن والقضية".
وتقدّمت الجبهة "من عموم أسرته وعائلته المناضلة وجميع رفاقه وأصدقائه بخالص تعازيها ومواساتها برحيل هذا القائد الكبير، الذي ظل على الدوام مخلصًا لمبادئ الجبهة وخًطّها الثوري المقاوم، ملتزمًا بالثوابت والحقوق الوطنية، حيث برزت في شخصيته منذ نعومة أظافره تجربة نضالية مميزة في العمل العسكري وخبرات أمنية في داخل وخارج السجون، وكان من الفدائيين الأوائل الذين امتشقوا السلاح ولم يغادر ميدان النضال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في قطاع غزة".
وقالت الشعبية عن المناضل الراحل:
- الرفيق من مواليد 1947، وتنحدر أصوله من بلدة يبنا المحتلة.
- التحق في صفوف الجبهة الشعبية منذ عام 1968، وكان مثالاً للانضباط الحديدي والالتزام، متدرجاً في صفوفها وتبوأ مناصب قيادية فيها خصوصاً في المراتب العسكرية والأمنية المختلفة.
- أحد المقاتلين الأوائل في الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومقاتلاً شرساً في المجموعات الجيفارية مع القائد محمد الأسود جيفارا غزة، متميزاً بالبأس والعنفوان والجرأة والشجاعة التي جعلته قائداً عسكرياً جبهاوياً متمرساً.
- نفذ العديد من العمليات البطولية ضد قوات الاحتلال الصهيوني، وعلى إثرها اعتقل عام 1970 وتحرر في صفقة التبادل عام 1985.
- في ظل استمرار مطاردة الاحتلال له غادر الوطن ليكمل مسيرته النضالية في ساحات النضال الخارجية وخاصة بمخيمات اللجوء في الشتات.
- من أبرز رفاق الجبهة في السجون، والذين تميزوا بالصلابة ومقارعة الاحتلال ومقاومته والتصدي وملاحقة العملاء.
- تلقى العديد من الدورات العسكرية والأمنية بعد أن تحرر من السجن، أكسبته خبرات كبيرة في العمل العسكري والأمني.
- على إثر هذه الخبرات العسكرية والأمنية الكبيرة نفذ العديد من المهمات الأمنية المعقدة والصعبة.
- استمر في نضاله في صفوف الجبهة الشعبية بعد عودته من الشتات حتى رحيله، وكان يحظى باحترام وتقدير قيادات وكوادر الجبهة لما يمثله من مثل أعلى وتواضع ثوري وخبرات نضالية متعددة.