نظم مركزا عروبة للدراسات والتدريب والأبحاث ومركز رؤية للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، اليوم السبت، مؤتمرًا شبابيًا داخل مقر جمعية بادر بمدينة غزة تحت عنوان "دور الشباب في التصدي لما يسمى صفقة القرن".
وحضر المؤتمر عدد من ممثلي اللجان الشبابية والأكاديميين والاعلاميين والفرق الشبابية المتعددة، وعدد من المختصين والشخصيات السياسية والمجتمعية.
وبدأ المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء تلاها كلمة ترحيبية من عرافة المؤتمر نيرة الصالح التي أعطت مقدمة عن تفاصيل تنظيم المؤتمر والتعريف بصفقة القرن المشؤومة.
بدوره، أكَّد رئيس مركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب د.رائد حسنين خلال كلمة قدمها باسم مركزي رؤية وعروبة على "دور الشباب في التصدي لكل ما يحاك ضد شعبنا وقضيتنا الوطنية"، مُضيفًا "نسلط في هذا المؤتمر الشبابي الذي يحتضنه مركز رؤية للدراسات الاستراتيجية ومركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب الضوء من خلاله على القضية الفلسطينية أيقونة النضال للشعب العربي وكل أحرار العالم، حيث أعلن رئيس الولايات المتحدة الامريكية خطته لإنهاء الصراع وفق الرؤية الصهيونية وأطلق عليها ما يسمى صفقة القرن وهي جريمة أمريكية جديد تستهدف الحقوق الفلسطينية وضرب بعرض الحائط للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات جنيف ومعاهدة روما حيث منح من لا يملك من لا يستحق، وكأن التاريخ يعيد نفسه في مقاربة مع وعد بلفور".
وأضاف حسنين إن "هذه الصفقة تحمل مخاطر عديدة لها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، تدفعنا لتفعيل دور الشباب لقيادة المجتمع الفلسطيني والدفاع عن قضاياه وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والعمل على افشال المخططات الصهيونية ومحاولات طمس الحقائق التاريخية بفرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية"، مُشددًا "شرف كبير لنا في مركز عروبة للدراسات والأبحاث ومركز رؤية للدراسات الاستراتيجية أن يشارك في هذا المؤتمر مجموعة شبابية، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أهمية المؤتمر وقيمته العلمية المرجوة منه والرسالة الوحدوية التي من خلالها صهر المجموعات الشبابية المتنوعة ثقافيًا وسياسيًا في بوتقة نضالية واحدة نصرة لقضيتهم المركزية (قضية فلسطين) بالاعتماد على دور الشباب الريادي في الدفاع عن قضاياه الوطنية التي تحتاج جهود عماد الأمة وأمل المستقبل في بقاء فلسطين في حدقات العيون باعتبار الشباب عنوانًا للصمود والتحدي لمواجهة الحلف الصهيوني العنصري حتى استعادة الحق المسلوب".
وأشار حسنين في ختام حديثه إلى أن "مركز عروبة ورؤية سيكونان من خلال هذا العمل وغيره من البرامج والعناوين القادمة خير ممثل وحاضن للجهود الشبابية الساعية لخدمة قضيتنا العادلة كونهم يمتلكون الحيوية والمرونة المتسمة بالاندفاع والانطلاق والتحرير والتضحية وقدرتهم على النقد وعدم القبول بالضغط والقهر وامتلاك العنفوان اللازم من أجل الاعتداد بالنفس والتحدي والتمسك بالموقف، فهم الذين تصدوا للعصابات الصهيونية في بدايات القرن الماضي، وهم أيضًا من أسسوا المنظمات الفلسطينية المسلحة وقاتلوا كقادة ومقاتلين وهم اليوم من نعتمد عليهم".
من جهته، أكَّد رئيس المؤتمر الشبابي إيهاب البلعاوي على "ضرورة العمل الجاد من أجل تفعيل دور الشباب في كل أماكن صنع القرار بصفتهم رأس حربة المواجهة وتوعيتهم على مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه قضية شعبنا وأخرها ما يسمى صفقة القرن الأمريكية والتي تستدعي تعزيز مكانة الشباب وتقديمهم نحو تغير واقع شعبنا بما في ذلك النضال المستمر حتى تحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال على أرضنا وتوفير حياة كريمة لهم لذا جاء هذا العنوان في مؤتمر مركزي عروبة ورؤية".
وجاء في المحور السياسي، كلمات وأوراق متعددة قدمها مجموعة من النخب السياسية والشبابية والأكاديمية من بينهم القائد الوطني الأستاذ فتحي العرادات أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان، والذي قدَّم كلمته عبر خاصية الفيديو كونفرنس، مُؤكدًا على "ضرورة تمكين الشباب وتعزيز دورهم في منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لنعمل جميعًا على توحيد طاقاتهم في هذا الإطار من أجل النضال ضد صفقة القرن وكل مشاريع التصفية".
ومن بين المتحدثين قدمت الأستاذة بسمة مطير ورقة عمل حول تداعيات الوضع السياسي الراهن على مستقبل الشباب، والناشط الشبابي الأستاذ سليم ثابت ورقة عمل أخرى حول الوضع الاقتصادي وانعكاساته على واقع الشباب حيث أجمعا على "ضرورة ترجمة كل ما يتعلق بتغير واقع الشباب وتمكينهم وتعزيز دورهم عمليًا بما في ذلك معالجة الأزمات والسلبيات التي أنتجها الانقسام والواقع الاقتصادي الصعب الذي أدى لتراجع دور الشباب في كل ساحات وميادين العمل".
أما الجلسة الثانية والتي تناولت المحور القانوني والإعلامي والجماهيري، أشرف على إدارة الجلسة الأستاذ طارق حسونة، وقدَّم فيها كل من الأستاذ المحامي علاء السكافي ورقته بعنوان "صفقة القرن وانتهاكها الصارخ للقانون الدولي"، والأستاذ إيهاب المغربي ورقته بعنوان "المأمول من الاعلام الفلسطيني والعربي والدولي للتصدي لصفقة القرن"، كما قدمت الناشطة الشبابية الأستاذة ولاء السطري ورقتها بعنوان "آليات تفعيل دور الشباب لمواجهة صفقة القرن"، إذ أكَّد جميعهم "على تطبيق كل الرؤى والمحاور على أرض الواقع لتمكين الشباب بما يضمن خلق التغير ومجابهة التحديات وكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية والمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا".
وفي ختام المؤتمر، خرج المجتمعون بتوصيات مهمة تلتها الأستاذة سالي أبو ذقن وجاءت كالتالي: "إن شرط اسقاط صفقة القرن هو الوحدة والوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كقائدة للنضال الفلسطيني على المستويات كافة".
"ضرورة رسم استراتيجية موحدة تؤسس لمواجهة ما يسمى صفقة القرن، من خلال تعزيز صمود شعبنا والاجماع على مشروع وطني تحرري والانفكاك من قيود الاتفاقيات السابقة وملحقاتها الامنية والاقتصادية"، أيضًا كانت من توصيات المؤتمر.
ورأى المؤتمر "إن المصالحة ضرورة وطنية ملحة كأحد أهم السبل وأول خطواتها، الاتفاق على تعزيز الوحدة الوطنية، في إطار وطني جامع للكل الفلسطيني، أساسه استمرار الكفاح الوطني ضد الاحتلال، مترافقًا مع النضال السياسي والدبلوماسي على المستويات كافة لترجمة الموقف الرافض للصفقة الي خطوات عملية بغية أفشالها".
وأشار المؤتمر إلى أن "الرهان على الولايات المتحدة، كان رهانًا خاطئًا، فهي أكدت انحيازها التام للكيان الصهيوني، وتتبنى الرؤية الصهيونية لحل الصراع، عبر الانتقاص والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني من خلال الاعتراف ب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وبقاء الاماكن المقدسة تحت السيادة الاسرائيلية، وضم 30%من أرض بديلة في النقب، وتجاهل تام لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الي مدنهم وقراهم وبلداتهم التي هجروا منها".
وشدّد المؤتمر في توصياته على ضرورة "العمل من أجل تغيير الدور الوظيفي للسلطة بما يضمن الاعلان عن الدولة تحت الاحتلال وتحميل الاحتلال كلفة احتلاله للأراضي الفلسطينية".
ورأى أيضًا أنه من الضروري "الاهتمام بالشباب والعمل الجاد من أجل إيجاد مساحات ومنابر توفر لهم الفرصة للتعبير عن مواقفهم تجاه قضاياهم، وإشراكهم في عملية صنع القرار".
وشدّد أيضًا على ضرورة اعتماد الشباب على آليات لتفعيل دوره عبر التالي: "تصعيد المواجهات ضد قطعان المستوطنين، والتحشيد الشعبي على خطوط التماس مع المستوطنات، ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية، وتفعيل دور الشباب عبر التواصل مع الأكاديميين والحقوقيين والخبراء في كل انحاء العالم، وتفعيل دور الشباب عبر التواصل مع المنصات الاعلامية المختلفة للتأكيد على أن القضية الفلسطينية أبعادًا وطنية وسياسية وقانونية وإنسانية وأخلاقية وغيرها، وممارسة الضغط من أجل الانفكاك الاقتصادي والتحلل من كافة الالتزامات مع الاحتلال الصهيوني، واستمرار الجهود لحشد الدعم العربي والإسلامي وكل احرار العالم لمناصرة القضية الفلسطينية".
وفي ختام المؤتمر سادت أجواء من التفاعل والنقاش بين الحضور والمختصين التي تؤكد على العمل الفعلي لتمكين الشباب وترجمة أي قضية تطرح بشأنهم عمليًا.