كشفت السلطات السورية عن نيتها إعادة إعمار مخيم اليرموك الذي دمرت الحرب في سوريا أجزاء واسعة منه. جاء ذلك على لسان مسؤول ملف المخيم في محافظة دمشق، سمير الجزائرلي، في تصريحات أدلى بها لإذاعة محلية.
وقال الجزائرلي إنّ شركة هندسية وضعت ثلاثة حلول للتعامل مع مخيم اليرموك، الأول يعتمد على إعادة ترميم بعض الشوارع وإعادة تأهيل المناطق الأكثر تضررًا، والثاني إعادة ترميم المناطق الأكثر تضررًا وإبقاء "المخيم القديم" على وضعه حسب التنيظم القديم 2004، المعدل عام 2013 والثالث إعادة ترميم كامل للمخيم.
وفي بدايات القرن العشرين، تسارع التطور العمراني في المخيم، وتحسنت الخدمات بشكل ملحوظ فيه، وتم افتتاح كثير من المراكز والمؤسسات الحكومية والأسواق التجارية، لدرجة بات منطقة حيوية جداً، واستقطبت التجار من المناطق السورية كافة، وأضحى المخيم يضم ثلاثة أقسام: الأول هو "المخيم القديم"، والثاني منطقة "غرب اليرموك" أما القسم الثالث فيسمى منطقة "التقدم".
وأوضح الجزائرلي أنه:" تم التوافق على الحل الثاني؛ كونه مرتبطاً بتعديلات بسيطة في شارع اليرموك الرئيسي، لتبدأ بعدها عملية إعادة اللاجئين إلى منازلهم بشرط إثبات الملكية؛ مشيراً إلى أن الفترة الحالية تشهد تعاوناً مع جميع المديريات لإعادة تأهيل منطقة اليرموك، من أجل إعادة السكان إلى المناطق الأقل تضرراً.
ولفت إلى أن "المناطق الأكثر تضرراً ستتم إعادة تنظيمها بمواصفات قياسية، ضمنها أبراج في شارع الـ30 الأكثر تضرراً؛ كونها كانت منطقة مواجهات عسكرية،على أن تأخذ هذه الأبراج صفة التعويض والسكن".
وأشار إلى أنه "خلال أيام، سيتم تسلم مخطط شارع الـ30 من شركة الدراسات، ليتحرك بعدها المسار القانوني"، بينما "سيتم توسيع شارع اليرموك الرئيسي ليصبح عرضه 40 متراً"، علماً بأن عرضه الحالي يصل إلى ما بين 20 إلى 25 متراً.
وتابع، الجزائرلي: "منطقة اليرموك أصبحت تابعة تنظيمياً لمحافظة دمشق بموجب قرار رئيس الوزراء،بعد أن كانت تابعة للجنة المحلية العائدة لوزارة الإدارة المحلية، وتم تأسيس دائرة خدمات اليرموك التي بدورها تتابع عملية إعادة تأهيل المخيم، وستكون العودة إلى المخيم خلال الأشهر القليلة القادمة، ولكن نواجه مشكلات تخص المباني، فمنها متصدعة غير قابلة للسكن، ومنها مدمرة بالكامل".
ويعتبر مخيم اليرموك، عاصمة الشتات الفلسطيني، كونه يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن، و36% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، البالغ عددهم قبل الحرب أكثر من 450 ألف لاجئ، ويوجد في سوريا وحدها 15 مخيماً، تتوزع على 6 مدن.
قبل اندلاع الحرب في سوريا التي دخلت عامها العاشر، كان المرء بمجرد وصوله إلى "مخيم اليرموك"، يدرك تماماً أن لقبه لا ينطبق عليه، ذلك أنه ومع دخوله في شارع اليرموك الرئيسي من مدخله الشمالي، يواجه سيلاً بشرياً تتزاحم أقدامه على الأرصفة لإيجاد مكان لها، في وقت لا يختلف فيه المشهد في بقية أسواقه. لكن ما حل بمخيم اليرموك خلال سنوات الحرب، تسبب في نكبة لسكانه، حيث قُتِل وأُصِيب المئات، ونزح أغلب سكانه.