Menu

"مُحمّد رسولُ الله " جسداً و تجسيداً

بوستر الفيلم

بوابة الهدف_ محمود الحاج

جدلاً واسعاً أثاره الفيلم الإيراني "محمد رسول الله"، بسبب تجسيده شخصية نبي الإسلام "مُحمّد" صوتاً وصورة، ومن المُتوقع أن يتسبب بعاصفة من الاستنكار ومطالب بمقاطعته من جانب الدول العربية ذات الأغلبية السُنية، التي تعتبر "تجسيد الأنبياء" غير جائز، فيما يعتبره الشيعة عكس ذلك.

الفيلم الأضخم في تاريخ السينما الإيرانية، أوشك منتجوه على الانتهاء من مراحله الفنية الأخيرة في ألمانيا، ليتم بعدها طرحه في دور العرض السينمائية، والمشاركة في مهرجان "فجر" السينمائي الدولي في دورته 33 ، بالتزامن مع المولد النبوي ، حيث بلغت ميزانية إنتاجه 30 مليون دولار، وقرر المشرفون عليه ترجمته إلى الإنجليزية والعربية بجانب الفارسية، فيما يتولى الموسيقار الهندي آي آر رحمان وضع موسيقى الفيلم؛ على أن يتولى تقديم أغنياته المنشد البريطاني سامي يوسف.

مخرج الفيلم مجيد مجيدي، قال خلال مؤتمر صحافي أقيم في موقع تصوير العمل السينمائي: "إن الفيلم أُنتج بهدف إيجاد توافق عالمي، وهو حصيلة جهود جماعية استغرقت 8 سنوات، و فكرة العمل جاءت بعد الإساءات المتكررة لرسول الإسلام، التي غالباً ما كانت ترافقها ردود فعل فقط" ، محمّلاً المسلمين جانباً من التقصير فيما يتعلق بتعريف الإسلام للعالم.

وأكد مجيدي أن الفيلم لا يتضمن مشاهد تظهر ملامح الرسول، حيث لا يظهر وجه الشخصية التي تجسد الرسول، لكنه يظهر جسمه وحركته وتنقله حيث تحرص الكاميرا على أخذ زوايا جانبية ومن خلف ظهره، لكن بعض التيارات والمؤسسات كالأزهر في مصر أطلقت أحكاماً مسبقة دون مشاهدة الفيلم.

الناقد الفني محمود قاسم، والذي توقع أن تزداد رقعة معارضة الفيلم مع اقتراب موعد عرضه، قال: "إن مصر و قطر والإمارات والكويت والبحرين والأردن من أوائل الدول العربية التي استجابت لفتاوى تحريم تجسيد الأنبياء، لأن السينما الإيرانية بشكل عام غير حاضرة في المشهد السينمائي العربي من المحيط إلى الخليج".

وتوقع قاسم أن يُلاقى الفيلم بمعارضة عربية واسعة؛ خصوصاً بعد اشتداد العداء السياسي بين إيران من ناحية، ودول عربية كثيرة من ناحية أخرى.

من الجدير بالذكر أن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أفتت سابقاً أن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعاً تجسيدهم في الأعمال الفنية، مبررةً ذلك بأن الأعمال الفنية تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسيَرهم فيها من الوحي والإعجاز والصِّلات بالسماء، ما يستحيل تجسيده وتمثيله.

وعن المبررات التي  أثارها علماء السنة والتي جعلتهم يحذرون من الفيلم، مشكلة تجسيد جانب النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء، واستناد صانعي الفيلم إلى مراجع شيعية في سرد طفولة خاتم الأنبياء "مُحمّد"، ما يفتح المجال لتجسيد كل الأنبياء والرسل والملائكة، وحتى الذات الإلهية ذاتها سواء من المسلمين أو من الغربيين.

يذكر أن السينما المصرية أنتجت عدداً من الأفلام الدينية، لا يزيد عن 10 أفلام، يندرج بعضها تحت بند الأفلام التاريخية، و منها 4 أفلام تتحدث عن ميلاد الإسلام في شبه الجزيرة العربية. وكان أبرز هذه الأفلام وأشهرها فيلم "من عظماء الإسلام" الذي يتناول قصة حياة الخلفاء الأربعة، أخرجه نيازي مصطفى، ولعبت الممثلة كريمة مختار دور "الراوية" في الفيلم، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين