Menu

بالصور: زراعة السمك في غزة.. بأمر الاحتلال !

1L0A1584

بوابة الهدف_غزة_أحمد بدير (تصوير: طارق مسعود)

على الرغم من وجود البحر على طول الجهة الغربية لقطاع غزة ،إلا أن الحصار الإسرائيلي لم يسمح للصيادين العبور لأماكن الصيد ذات كميات السمك الوفيرة, مما استدعى ايجاد طرق وبدائل أخرى لتوفير الكمية المطلوبة من الأسماك للسوق المحلي في القطاع والتي تقدر ب 27 طن أسماك يومياً, حتى كانت برك زراعة الأسماك الخيار البديل لتوفير هذه الكميات والأنواع النادرة.

يقول المواطن ياسر الحاج (45 عاما) لـ"بوابة الهدف": "قررت إنشاء المشروع في منطقة الشيخ، على مساحة أربعة دونمات في قطعة أرض تعود لعائلة الحاج" .

ويضيف الحاج:" ننقل السمك من إسرائيل في أكياس مضغوطة بالأوكسجين والماء وتكون مغطاة بالكلكل، ومدة تحمل هذه الاسماك داخل الاكياس هي 9 ساعات ومن ثم تموت".

ويكمل الحاج:" تربى هذه الأسماك في بيئة نظيفة ضمن شروط وزارة الزراعة بحفر بئر مياه داخل كل مزرعة، للوصول للمياه المالحة القريبة من ملوحة مياه البحر في باطن الارض، ويمنع شفط مياه البحر للمزرعة، مع الرعاية والتنظيف على مدار الساعة داخل الأحواض".

الضرائب والخدمات

الحاج بدوره تحدث عن التحديات والمشكلات التي تواجه هذه المشاريع:" بلدية غزة لا تشجع الاستثمار عن طريق أخذها للضرائب علي كل شيء, تأخذ علي كل "شبر ماء" ضرائب، وهناك صعوبات في الحصول علي الترخيص لإنشاء هذه المزارع وعدم توفير الخدمات الأساسية كالكهرباء، فالألات المتواجدة هنا عبارة عن قلابات مياه ان لم تعمل بإستمرار فحياة الاسماك مهددة بالخطر".

 ويشير الحاج لإنفاقه مبالغ طائلة شهريا على شراء سولار المولدات تفادياً للخسائر الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي.

سمك الدينيس

ويهتم الحاج في طعام الاسماك بمزرعته فهو يطعمها من أفضل أنواع طعام السمك ما يكلفه شهريا ما يقارب ال 10.000 دولار.

كما يلفت للإقبال الكبير علي سمك المزارع وذلك بسبب عدم توافر جميع الأنواع في جميع الأوقات لدى صيادين البحر، علما بأن سمك "الدينيس" من أهم وأكثر هذه الأنواع طلبا.

من جهته يقول المواطن منير حسين (30 عاما) لـ"بوابة الهدف": بحر غزة يفتقر إلى أسماك الدينيس فمعظم السمك المتواجد في المزارع هو سمك الدينيس وأنا لا أُفرق بين سمك البِرك وسمك البحر ولكن هناك بعض الأشخاص يفضلون سمك البحر كونه طازة .

مضايقات البحر

بدوره تحدث المهندس نزار عياش رئيس نقابة الصيادين للهدف: مرت ثماني سنوات على الحصار الجائر على قطاع غزة، ولكن هذا العام كان من أسوأ الأعوام على الصيادين في غزة, مساحة الصيد ستة أميال غير كافية ناهيك عن ملاحقة ومطاردة الصيادين أثناء الصيد مما يعيق عملهم, واعتقال ما يزيد عن 75 صياد، واحتجاز ما يزيد عن 70 حسكة صيد، وتدمير 35 أخر، واغراق العديد من القوارب وسرقة شباك الصيد منها" .

ويضيف عياش: مضايقات الاحتلال للصيادين تزايدت بشكل غير مقبول في الفترة الأخيرة, فخسائر الحرب الأخيرة على القطاع وحدها تقدر بما يزيد عن 10 مليون دولار مما أثر على دخل الصيادين بشكل كبير.

برك قليلة 

وعن برك زراعة الأسماك يقول عياش: إذا كانت هذه المزارع متواجدة بكميات ضخمة في القطاع فسيكون لها تأثير بكل تأكيد لأن الأسماك هي سلعة عرض وطلب في السوق, لكن المزارع الموجودة في القطاع هي ثلاث برك وهذا العدد لن يؤثر على عمل صيادين البحر.

ويلفت عياش لأن سمك "الدينيس" من الأنواع الجيدة التي تنتجها المزارع، وأسعاره مرتفعة مما لا يدعو للقلق من تأثير هذه المزارع على عمل الصيادين في البحر.

بدورها التقت بوابة الهدف أحد الصيادين على شاطيء بحر غزة فقال: "لم تؤثر برك زراعة السمك على عملنا بل على العكس ساعدتنا في توفير الكميات المطلوبة في السوق ونحن نتعامل مع زبائننا الخاصين بنا عند حاجتهم للأسماك النادرة أو مرتفعة الثمن" .

الجدير ذكره أنه من الصعب إنشاء مشروع تفقيس السمك بالقطاع نظرا لتكلفته العالية التي تصل الى 4 مليون دولار أمريكي, الأمر الذي دفع لاكتفاء بعض المزارعين باستيراد الأسماك الصغيرة من مصنع "إسرائيلي" في الداخل المحتل وتربيتها في برك خاصة في قطاع غزة .