تواصل "بوابة الهدف" الإخباريّة رصد الأفعال والمواقف التي أعقبت الإعلان عن الصفقة الأمريكيّة المزعومة المُسماة إعلاميًا "صفقة القرن"، والتي أعلن عن بنودها التصفويّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء 28 يناير الماضي، إذ تواصلت البوابة هذه المرّة مع العديد من الشخصيات الفلسطينيّة المُقيمة في فنزويلا، وكولومبيا، وأميركا.
أميركا
الكاتب والناشط الفلسطيني المُقيم في ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأمريكيّة ميشيل شحادة، قال: "أنا كإنسان فلسطيني أؤمن بأنّ صفقة القرن هي الحلقة الأخيرة في سلسلة من المحاولات الهادفة إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة بشكلٍ نهائي، ونحن نرفضها جملةً وتفصيلاً"، مُشيرًا أنّها "صفاقة أمريكيّة وليست صفقة".
وأكَّد شحادة لـ"بوابة الهدف"، أنّ "هذه الصفقة محاولة مكشوفة لسرقة الأرض الفلسطينيّة وإنهاء المقاومة وتثبيت الاحتلال وحصر الشعب الفلسطيني في كانتونات عنصريّة للقضاء على هذا الشعب كما فعل الاستيطان الأميركي بالهنود الحُمر"، مُضيفًا "خسئوا جميعًا.. لأن شعبنا الفلسطيني يعي ما تعنيه هذه صفقة القرن ولم يقع في هذا الشرك المنصوب له".
وشدّد على أنّه "لا يوجد إنسان فلسطيني شريف يقبل بهذه المكيدة الموصوفة بصفقة القرن، فلا وألف لا لصفقة القرن ولما يُسمى اتفاق أوسلو المشؤوم، ولكل خطة تهدف إلى التخلي ولو عن شبرٍ واحدٍ من أرض فلسطين الطاهرة".
وحول خطابات رئيس السلطة محمود عبَّاس المتكرّرة حول مواجهة الصفقة، قال أوضح شحادة أنّ "موقف السلطة وزعيمها محمود عبّاس تجاه هذه الصفقة هزيلاً وضعيفًا ومتعاملاً بشكلٍ غير مباشر مع هذه المؤامرة".
وأكَّد خلال حديثه مع "الهدف"، أنّ "الموقف الصحيح هو الرفض القاطع لهذه المؤامرة من خلال العمل الجاد وحل السلطة والتخلي عن نهج أوسلو، ووقف كل الاتصالات المتعلقة بالأمن وغيره، والبدء بالعمل الجاد والمُقاوِم من أجل حشد الجماهير لتفكيك الاحتلال والانفصال عنه بكل الأشكال: السياسيّة، والاقتصاديّة، والأمنيّة، فهذه الشريحة التي تحكم السلطة أصبحت مصالح مرتبطة بالوجود الصهيوني، ولذلك لا تستطيع التحرّك إلا ضمن المشاريع الصهيونيّة، فيجب إسقاطها والعمل على بناء البديل الوطني المُقاوِم للقيادة الفلسطينيّة".
أمَّا الفلسطيني الآخر المُقيم في أميركا، وهو يوسف أبو ديّة، فقال "جاهلٌ من يعتقد أن شعبنا الفلسطيني بعد أكثر من قرن من النضال و73 عامًا من العذاب والهجرة والشهداء سيرفع الراية البيضاء، أو يقبل أن يضيع حقه"، مُؤكّدًا أنّ "شعبنا أعلنها منذ عقود أنّه لن يتنازل عن أي شبرٍ من الوطن مهما طال الزمن وزادت التضحيات".
وشدّد أبو ديّة لـ"الهدف"، أنّ "شعبنا الفلسطيني مؤمنٌ أنّ كامل فلسطين هي لنا، وأنّها ستتحرّر من البحر إلى النهر مهما واجهنا من مجازرٍ وتآمر"، مُشيرًا إلى مواقف عبّاس من الصفقة بالقول: "لقد حان لكرزاي فلسطين أن يرحل خصوصًا أنّه تعاطف مع المستعمر ضد شعبه، وضد مصالح وطنه".
كولومبيا
وفي جمهورية كولومبيا، تواصلت "بوابة الهدف" مع المواطن الفلسطيني عز الدين بركات صفا (71 عامًا)، والمُقيم في ولاية باستو نارينو، إذّ أكَّد رفضه القاطع للصفقة الأمريكيّة، مُبيّنًا أنّ رفضه يعود لعدّة أسبابٍ منها أنّ "الصفقة تعمل على إلغاء حق العودة لأبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الحق الشرعي والقانوني الذي تضمنه قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
"الصفقة أيضًا لم تتطرّق إلى الحقوق السياسية لأبناء الأرض الأصليين اللذين يعيشون فيها منذ آلاف السنين، بل تطالب صفقة القرن الفلسطينيين بالتنازل عن القدس عاصمة لتلك الدولة المنتظرة"، يتابع صفا.
وأوضح أيضًا أنّ الصفقة "تنص على القضم المتواصل لأراضي الضفة، وخلق حواجز من المستعمرات الاستيطانية يلغي إنشاء دولة فلسطينية على أراضي ٦٧. يتعاملون مع أبناء شعب فلسطين كأقليّة بمنحه بعض الحقوق الاقتصادية (من أموال محميّات الخليج) والاجتماعية وليس غير ذلك".
وعن موقف السلطة ورئيسها، بيّن صفا خلال حديثه مع "الهدف"، أنّ "موقف أبو مازن ومن يمثلهم في القيادة الرسميّة الفلسطينيّة لم يلبِ الحد الأدنى مما يطمح إليه الشعب الفلسطيني بعد أكثر من نصف قرن من النضال والتضحيات".
وفي الختام، أكَّد أنّ "الموقف الرسمي الفلسطيني من تلك الصفقة هو موقف هزيل ويتماهى مع الموقف الرسمي للدول العربيّة الرجعيّة"، مُشددًا على أنّ "موقف الاتحاد الروسي في تصريح لوزير خارجيتها يتقدّم على الموقف الرسمي الفلسطيني بالنسبة لصفقة القرن".
وفي ذات الجمهورية، تواصلت "الهدف" مع الفلسطيني علي نوفل المُقيم في العاصمة الكولومبية بوغوتا، والذي قال إنّ "صفقة القرن هل التعبيرُ المُماثل لاتفاقية أوسلو المشؤومة، والتي يتم تطبيقها بحذافيرها على أرض الواقع من ابتلاعٍ للأراضي ومصادرتها، وإقامة المستوطنات عليها، وقتل الروح المعنويّة للمناضلين الفلسطينيين اللذين يقاومون الاحتلال وزجّهم في غياهب السجون".
وأوضح أيضًا أنّ "الصفقة تقتل وتشرّد وتُصادر حقوق شعبنا التاريخيّة، وإلغاء كل القرارات الدوليّة وتصفية قضيتنا العادلة وإلى الأبد، والاعتراف بشرعيه إسرائيل على كل التراب الفلسطيني وارشاء شعبنا تحت مُسميات التنمية الاقتصاديّة، والأهم من ذلك هو إلغاء حق العودة وقضية القدس. ليس هناك عاقل يقبل بهذا الذل وتسليم رقبته للمجرم نتنياهو ومعه ترامب".
وأكّد نوفل حول الخطاب الفلسطيني الرسمي في مواجهة هذه الصفقة التصفويّة، أنّ "هناك فرق بين ما يُصرّح به لوسائل الإعلام من أجل امتصاص النقمة الشعبيّة، وبين ما يدور تحت الطاولة، لأنّ عبّاس لا يملك ورقة قوّة في مجابهة العنجهية الإسرائيلية لأنّه رهين للتنسيق الأمني.. هذا أولاً".
أمَّا ثانيًا من وجهة نظر نوفل فهو "حالة التشرذم والانقسام الفلسطيني وانعكاساته السلبية على القضية الفلسطينيّة"، وثالثًا "الموقف العربى غير الجاد في دعم القضية، وإتباع سياسة التطبيع والتلاهف العربى على تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المغتصب، وكل ذلك من أجل إرضاء الحليف الاستراتيجي الأمريكي، ونهب موارد المنطقة"، خاتمًا نوفل حديثه بالقول: "ناهيك أنّ أبو مازن هو مهندس أوسلو التي جاءت بصفقة القرن، وكل الذين يتحكّمون بالقرار الفلسطيني تربطهم علاقة قويّة بالمؤسّسة الصهيونيّة ولهم مصالح اقتصاديّة معها".
فنزويلا
أخيرًا، تحدّثت "الهدف"، مع الفلسطيني مازن سالم المُقيم في جمهورية فنزويلا البوليفاريّة، والذي أشار إلى ضرورة أنّ "يعرف الجميع أولاً ما معنى كلمة (صفقة)، الصفة تعقد بين طرفين، لكن للأسف طرحه ترامب لم يستشار الطرف الفلسطيني بهذه الأفكار إلّا إذا تم ذلك سرًا ونحن لا نعلم".
وقال سالم إنّ "ما طرحته الصفقة شيء مهين ولا يمت بصلة للحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة، من الدولة، وحق العودة، والقدس، إنّما يطرح دولة مفتّتة وعبارة عن كانتونات معزولة ومنزوعة السلاح، أي لطمة قويّة على وجه عباس وسحيجته الذين يراهنون على المحادثات مع الكيان الصهيوني".
وأكَّد أيضًا أنّه "على هذا الأساس الصفقة مرفوضة من كل إنسان فلسطيني، وما طرح في الصفقة عن توفير فرص عمل لأبناء الشعب الفلسطينى ما هو إلّا خداع وذر للرماد في العيون، هذه الصفقة جاءت لتصفية القضيّة الفلسطينيّة وإنهاءها"، مُشيرًا أنّها "متابعة لمسلسل التنازلات منذ سبعينات القرن الماضي، والآن تأتي بدعمٍ من الإمبرياليّة العالميّة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيّة".
وتابع حديثه مع "الهدف"، بالقول: "بالمناسبة خطابات عبَّاس وغيره من القيادة المتنفّذة كلها من أجل ركوب الموجة العارمة من قِبَل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وكبح جماح الغضب الشعبي الرافض للصفقة"، موضحًا أنّ "من يرفض بحق يجب أن ينهي التنسيق الأمني، ووقف الاعتقال السياسى وعدم تكميم أفواه البشر بالقمع ممن يرفضون الصفقة".
وشدّد سالم على ضرورة "ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة اللحمة والوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة، وإعادة الاعتبار للمقاومة وليس قمعها ووصفها بالإرهاب، فكيف نراهن على قيادة تزج المقاومين بالسجون وتسلمهم للعدو بحجة التنسيق الأمني؟"، مُؤكدًا أنّ "لجان التطبيع التي تلتقي مع العدو أمام أعين الجميع، وخطابات عبَّاس المتكررة لم تغلق الباب في وجه صفقة القرن، إنّما أبقت الباب مفتوحًا للمحادثات والمفاوضات، هذا حالنا كفلسطينيين وسيظل طالما بقي عبَّاس وزمرته المنتفعة على رأس السلطة والمنظمة، والحديث يطول..".